حسونة الطيب (أبوظبي)
باستثماراتها الضخمة والمميزة، التي تضم «سناب شات» و«سبوتيفاي» و«تيسلا» و«هوليوود للأفلام والفيديوهات»، تمكنت عملاقة الصين «تنسنت» المختصة في الإنترنت والألعاب وتقدر قيمتها السوقية بنحو 500 مليار دولار، من التفوق على «فيسبوك» و«جوجل» والتربع على المرتبة الخامسة بين أكبر الشركات في العالم، بحسب تقرير نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية مؤخراً.
وانطلقت الشركة قبل عقدين في مدينة «شينزين»، وارتفعت أسهمها خلال العام الماضي، من دون 200 دولار عند بداية 2017، إلى 442 دولار هونج كونج، في الوقت الحالي، مع ارتفاع كبير في قيمة الشركة.
وساعد الشركة على التطور والنجاح استحواذ السوق الرقمي الصيني على أكبر عدد من المستخدمين في العالم. ويقوم نشاط الشركة التجاري على 3 أعمدة رئيسة، تطبيق «وي شات» للرسائل، بأكبر حق امتياز للألعاب في العالم بعدد مستخدمين يقارب المليار مشترك، والذي يقدم خدمات عديدة تقدمها مؤسسات «سيليكون فالي» غير المتوفرة في الصين.
وارتفع حجم خدمة «تنسنت» للفيديو، الأكبر من نوعها في الصين بمحتواها الذي يتضمن ألعاب «إن إف إل» ومسلسلات «إتش بي» أو مثل المسلسل الشهير «صراع العروش»، لأكثر من الضعف خلال العام الماضي وجذب نحو 40 مليوناً من المشتركين الفعليين.
وأصبحت «تنسنت» في العام الماضي، أول مؤسسة صينية تتجاوز قيمتها السوقية نصف تريليون دولار، لتحتل المرتبة الخامسة في قائمة أكبر الشركات العالمية على حساب «فيسبوك» الأميركية.
وأوشكت «تنسنت» في عام 2014، على شراء تطبيق «واتس آب»، ما كان سيجعل منها قوة عالمية بين عشية وضحاها، إلا أن «فيسبوك» أفسدت عليها الصفقة بتقديم عرض زاد على عرضها بـ 19 مليار دولار. لكن لم يثن فشل إتمام هذه الصفقة، جهود الشركة لشراء حصة بنحو 12% في «سناب شات» و5% في «تيسلا» للسيارات الكهربائية وأسهم أقلية في «سبوتيفاي» للموسيقى.
ويتوقع قيام «تنسنت ميوزيك»، التي تتفوق على الجهود التي تبذلها كل من «آبل» و«سبوتيفاي» في الصين، بإدراج أسهم بقيمة 10 مليارات دولار في سوق الأسهم خلال العام الجاري.
وكثفت «تنسنت»، هيمنتها على قطاع الألعاب بشراء الحصة الأكبر في شركة الألعاب الفنلندية «سوبرسل» مقابل 8.6 مليار دولار، علماً بأن الأخيرة تملك اثنين من أكبر الألعاب في العالم وهما «كلاش أوف كلانز» و«كلاش رويال». وتملك الشركة أيضاً، «ريوت»، الشركة العاملة في مجال صناعة الألعاب في «لوس أنجلوس» وتقف وراء الامتياز التجاري للعبة «ليج أوف ليجيندز» العملاقة، بجانب حصص في مؤسسات أخرى عديدة.
وتملك «تنسنت»، أكثر الألعاب ربحية وشعبية في العالم «أونر أوف كينجز»، التي تجني نحو مليار دولار خلال الربع الواحد، من الذين يمارسونها والذين يقارب عددهم نحو200 مليون مستخدم.
والتزمت «تنست» بدافع المسؤولية الاجتماعية طوعاً بحملة تقودها الحكومة الصينية ضد مخاطر الألعاب على الأطفال، وقررت الشركة تحديد وقت للعب للأطفال بما لا يزيد على ساعة لمن هم دون سن 12 سنة وساعتين لمن هم بين سن 12 إلى 18.
وتشير تقديرات المحللين، لتلقي أكثر من ثلثي سكان الصين لخدمات «تنسنت» الرقمية، حيث يقضي هؤلاء نحو 1.7 مليار ساعة يومياً في تطبيقات الشركة.
ويعني طموح «تنسنت» لتشكل جزءاً من الحياة الرقمية اليومية في الصين، امتلاكها سلسلة متنوعة من النشاطات التي تتضمن، تطبيق «ديدي» المشابه لـ«أوبر» وثاني أكبر مؤسسة تجزئة في البلاد «جي دي دوت كوم» وتطبيق «هايك» لخدمة الرسائل المعروف في الهند. وقامت الشركة في ديسمبر بشراء حصة في سلسلة يونج هوي سوبر ستورز، واحدة من أكبر سلاسل المراكز التجارية في الصين.