صدر للشاعرة الشابة نعيمة الحوسني مجموعة شعرية تحت عنوان “حين همست الأرجوحة”، عن دار كنعان في دمشق، وجاء الكتاب في مائة صفحة من القطع المتوسط، وكانت لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية سمية السويدي. تستهل الحوسني كتابها بعبارة “إليكِ في السر كما نجمة الصباح أنتِ أمي، إليكَ في كل خطوة أركض بها أبتسم لأنك أبي، إليكم إخوتي أنتم الآتي من العمر، إليكم أصدقائي ضحكتي، أرتوي منكم الفرح والورد”. ترى الفنانة التشكيلية سمية السويدي التي تصدرت لوحتها غلاف المجموعة الشعرية أنّ لوحة الغلاف تستوحي من الأنثى حكاية الانتظار والمعاناة الوجودية ولكنها تبشر بالأمل والفرح كما يشير إلى ذلك اسم اللوحة “طيري أيتها الفراشة”. وتعتبر السويدي أن إسهامها في دعم الإبداع الإماراتي الشاب في الأدب من شعر ونثر يترجم قناعتها بأن المستقبل لهؤلاء الشباب الذين يتوجب علينا رعايتهم والاهتمام بهم، والأخذ بيدهم -بحسب قولها- ليكونوا نواة جيل يرتقي بالفنون ويحتفي بأشكال الإبداع المختلفة والمتميزة. أما دارين قصير في تقديمها للمجموعة الشعرية فتقول” إن الشعر مُحرك، محرّض وكاشف قادر على الخلق الجميل، ونعيمة الحوسني شاعرة إماراتية تبحث في “تجريبها” الكتابي عن لحظة شعورية مكتوبة خارج الشروط الموضوعية للزمان أو المكان، تكتب شكل انتظار مرير طويل للصداقة والحب والفرح والسلام العام”. وتتابع قصير:”إنّ نعيمة الحوسني في مجموعتها الشعرية الأولى “حين همست الأرجوحة” تحكي الذاكرة، والذاكرة هنا ليست حزناً وفرحاً وحسب، بل هي الدفتر للأيام مفتوحاً على مصراعيه، تحكي حكايات الأصدقاء والأهل والوطن”. تستنطق الشاعرة في نصوصها شخصيات المحيط والوجود، لا لأن الشاعرة تسعى إلى القفز عن اللغة النثرية الشعرية، بل لأن الشعر فرض عليها هذه المحاكاة كحدث نفسي وعنصر تأزم وحدّة، فالأم ترتبط في النص، بالقلب المرتجف حباً ورأفةً، والأب في نصها هو الحياة بما تحمله هذه الكلمة من معنى، الأصدقاء أيضاً تواجدوا في نصوصها، كما لو أنها تغوص في المرآة الأنا، الكاشفة عما في لا وعيها من ظلال تخيفها، ولا تخفيها. كما نجدها الأنثى المحرّضة على الفضيلة والقيم التي تعلمنا إياها الأمهات فنعيش أسرى لها، أو هي عين الشاعرة الأكثر اتساعاً وفرحاً بما لديها، بما امتلكته من شغف وشغب، كما وتحرضنا على الأمل والصبر دون أن نمل الانتظار كقولها في المجموعة الشعرية: “ نتأمل سوياً ذاك الأفق كل مساء حتى ارتسم منظر الغروب على أجفاننا ولم نمَلّ الانتظار”. وكما كل الشعراء الباحثين عن غد أفضل، تسعى الشاعرة في نصوصها إلى الغضب من الليل الكئيب، كما نرى أن هذه الليالي هي ذاتها التي تكتبها شعراً، مساحة عتمة لينير القلم شموساً حبريةً تسطع في ابتداء نهار جديد للشعر الحياة، ولا تخاف من شيء إلاّ فقدان أحلامها فتقول: “لا خوف يحميني ولا أحلامٌ تحتويني”. ولأنّ مساحة الكتابة الشعرية عند نعيمة الحوسني هي الهواء، واتساع الفضاء للتحليق بالمخيلة إلى أعلى ما يصله القلب من فرح، تقف كمنارة انتظار، تستسقي السماء مطر القوافل، وتنشد الحصاد، وهما في القصيدة شكلان كتابيان لا تتشابه حروفهما ولا يلتقيان.