بدأت مؤسسة الإمارات للبترول "إمارات" برنامجا لشراء البنزين من الأسواق العالمية بكميات كبيرة ووفق خطة طوارئ لمواجهة الأزمة التي تواجه السوق في ظل استمرار توقف محطات "اينوك" و"ايبكو" عن بيع البنزين للسيارات، والذي قارب الشهر حتى الآن. وأفاد مصدر مسؤول في "إمارات" بأن الشركة تتحرك ضمن برنامج لشراء البنزين من مختلف الأسواق، وفق تعليمات وتوجيهات عليا، لافتا إلى أن الشركة وباعتبارها شركة اتحادية، تتحرك في ضوء السياسة العامة للدولة، والدور الوطني الذي تأسست من أجله. وأشار إلى أن "إمارات" تعاقدت أمس على شراء 100 ألف طن من البنزين، سيتم توريدها مباشرة إلى موانئ الدولة، في الفترة الممتدة من الشهر الجاري حتى سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أن إجمالي المتعاقد عليه حتى الآن تجاوز 300 ألف طن. وأكد أن مبيعات البنزين في بعض المحطات وصل إلى الضعفين، منذ توقف محطات "اينوك" و"ايبكو"، واستمر الطلب في التزايد مع اتساع دائرة توقف المحطات تدريجيا في الشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين. وأكد المصدر أن مؤسسة الإمارات للبترول "إمارات"، والتي تخضع لإشراف وزارة المالية، تنفذ خطة بتوجيه رسمي للقيام بدورها في سد النقص الذي تشهده الأسواق حاليا في البنزين، وبسقف مفتوح في مختلف المناطق التي تخدمها، خاصة التي توقفت فيها الإمدادات من محطات شركة بترول الإمارات الوطنية "اينوك" وشركة الإمارات للمنتجات البترولية "ايبكو". وأكد على وجود تنسيق دائم مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" فيما يتعلق بخارطة توفير الوقود للمناطق الأكثر طلبا، والتي تمثل أكثر المواقع استهلاكا، مشيرا إلى أن توفير البنزين الوارد من الخارج يتم في المرحلة الحالية إلى أقرب الموانئ لضمان تدفقه إلى مناطق الاستهلاك بأسرع وقت، ودن أي معوقات في المسائل اللوجستية. وبين المسؤول في "إمارات" أن المؤسسة تجاوزت كليا أي نقص في الكميات التي تحتاجها المحطات في أي لحظة، وليس هناك أية معوقات تحول دون توفير البنزين من الأسواق على مدى الشهور المقبلة، مستبعدا وجود أي مدى زمني يمثل عائقا لشراء البنزين بالكميات اللازمة. وأوضح بأن المؤسسة ليس لديها أية معلومات من شركة "اينوك" حول توقيت إعادة تشغيل محطاتها، ولكن المؤكد أن الخسائر من فروق بيع البنزين كبيرة، وسبق أن أعلنت اينوك هذا رسميا، منوها إلى أنه لا يوجد تنسيق من جانب "اينوك" بشأن تطورات الموقف. ونقلت "رويترز" أمس عن تجار بأن شركة توتال فازت بمناقصة طرحتها مؤسسة الإمارات العامة للبترول "إمارات" لشراء 100 ألف طن إضافية من البنزين بين يونيو وسبتمبر، وقد طلبت "إمارات" شحنات تبلغ الواحدة منها نحو 25 ألف طن مع احتمال التسليم في الشارقة. وأشار المصدر إلى أن "إمارات" ترتبط بعقود عديدة متوسطة وطويلة الأجل، لتوريد البنزين، ونوعيات أخرى من الوقود، مؤكدا على أن الكميات تغطي الاحتياجات حتى نهاية العام الحالي أو لفترات أطول. وأفاد بأن الأيام الأخيرة شهدت عمليات شراء طارئة ولم تكن مدرجة في الخطة المقرة من بداية العام، وقد جاءت انعكاسا للتطورات على الأرض في الأسابيع الأخيرة بعد تفاقم أزمة البنزين في المناطق خارج دبي. وأوضح بأن عمليات المتابعة للسوق في الأيام، تبين أن الوضع في المحطات بدأ يستقر من حيث سرعة توفير الخدمات وتموين السيارات، خاصة مع اعتياد المستهلكين على الوضع، وجدولة مواعيد التزود بالوقود، واختيار التوقيتات الأنسب. من جهة أخرى، لوحظ في بعض محطات "اينوك" و"ايبكو" أعمال خاصة بإعادة تركيب العلامات الإرشادية للدخول، إلا أن جميع المحطات بالمناطق خارج دبي مازالت متوقفة عن العمل فيما يتعلق بتوفير البنزين.