أحيى المصلون في العاصمة أبوظبي ليلة القدر حيث خرج الآلاف من عمار المساجد إلى بيوت الله، وقضوا ليلتهم بين مبتهل وراكع وساجد وقارئ لكتاب الله، وكلهم بين الرجاء والأمل لأن يصادفوا ليلة هي أعظم من ألف شهر. وقد شهدت المناطق المحيطة بالمساجد مساء أمس الأول ازدحاما كثيفا بأبوظبي من جانب المقيمين بها، وامتلأت المساجد عن آخرها وافترش المصلون ساحات بعض المساجد وخارجها في منظر يشع بالرهبة والرغبة. واستمع المصلون إلى الدروس الدينية من خطباء وأئمة المساجد حول فضائل ليلة القدر والترغيب في قيامها واستغلال الليلة المباركة في الدعاء، كما تحدثوا عن فضائل الشهر المبارك ومحاولة اغتنام الأيام الباقية من الشهر الكريم وتعويض ما فات من الأيام الماضية، وصلى البعض في المساجد صلاة التسابيح التي أوصى الرسول عمه العباس بن عبد المطلب بصلاتها ولو مرة في العمر. ودعا المصلون لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بأن يمتعه الله بموفور الصحة والعافية وأن يطيل في عمره ويجعله في خدمة وطنه وشعبه وأمته وأن يوفق ولي عهده الأمين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسائر ولاة أمور المسلمين لما فيه مصلحة الأمة. وتنوعت مظاهر إحياء الليلة المباركة وكان الفيصل فيها يعود إلى الأئمة بالمساجد وقدرتهم على جذب أكبر عدد من المصلين إلى الصلاة بمساجدهم، وما حباهم الله به من عذوبة الصوت والخشوع ومنهم من يفضل دعاء القنوت. ومزجت الروح الإيمانية التي سادت الليلة بين الجاليات المسلمة دون تفرقة، وطغت مشاعر الود والسكينة، ولم ينس المصلون إخوتهم المنكوبين في باكستان من الدعاء لهم وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأن يرفع عنهم البلاء. وانساب المصلون إلى محال إقامتهم قبيل أذان الفجر لينالوا من بركة السحور ثم التوجه لصلاة الفجر.