استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحقق معادلة النجاح في عالم تصميم العباءات والجلابيات الفاخرة، فقد بدأت مشروعها التجاري الصغير من البيت، حيث تبدع بأناملها تصاميم تخطف الأبصار وتثير الإعجاب، ولا يهنأ لها بال حتى تصل إلى الشكل النهائي لما يدور في ذهنها من أناقة وجمال، فتترجمه على أوراقها البيضاء ومن ثم القماش، لتكون هذه الفكرة عنواناً «للأناقة والجمال والأنوثة. لذلك لا عجب حين نلمس في تشكيلة ومجموعة المصممة الإماراتية فاطمة المهيري، أكثر من عنوان للترف والفخامة والدقة الحرفية لما تصنعه وتبدعه يدوياً. تجمع فاطمة المهيري في تصاميمها للجلابيات ما بين التراث الخليجي ومتطلبات الحداثة والموضة، أما في تصميم العباءة فتبحر بها بتشكيلات يمتزج فيها سحر اللون مع أناقة الذوق. فهي تدرك أين موطن الجمال في المرأة، فتمنح من حولها متعة لا توصف، وسعادة لا تنتهي، منطلقة من أرض ثقتها بنفسها وإحساسها بلمسة الجمال الراسية في كل تصميم تنجزه بريشتها التي تمتاز بعبق الروح. ومنذ دخلت عالم التصميم من أكثر من 8 سنوات، استطاعت أن تظهر المرأة متألقة لتبدو جذابة كالحلم، مسكونة بسحر التصاميم وانسيابية الخطوط والتفاصيل، ومع كل مجموعة تقدمها من العباءات والجلابيات، تبدو المرأة بين يديها كنجمة براقة وسط عالم من الأناقة. مشروع من البيت وبدأت فاطمة المهيري مشروعها من البيت، وعن ذلك تقول «كما يقال «الألف ميل تبدأ بخطوة» فقد بدأت خطواتي في المشروع تتبلور من خلال تصميم العباءات والجلابيات الخاصة بالمناسبات والأعياد، والانطلاقة بدأت من البيت، وبتشجيع من أخوتي والأهل، فكثيراً ما كنت أقوم بعمل تصاميم منوعة ومختلفة حين ارتدى العباءة أو الجلابية الخاصة بي خلال المراحل الدراسية المختلفة. وتواصل المهيري: صديقاتي كن يعتقدن أن التصاميم التي كنت أبدعها، من إحدى المحال المختصة ببيع العباءات والجلابيات ذات السمعة المعروفة. تبسم المهيري وتقول بثقة «هذا الانبهار بتصاميمي الذي لفت الأنظار دفعني لفتح مشروع ينطلق من البيت، وقررت تصميم عباءات وجلابيات، بأيدي إماراتية تعبر عن ذوق المرأة الإماراتية الباحثة عن التميز والأناقة في إطار جميل ومختلف وبشكل راقي». في كل مجموعة تصممها المهيري لها خط وستايل معين، حيث تقول «أغلب تصاميمي تجمع رصانة التقاليد وعراقتها، وبين روح العصر وألوانه، ما يضفي على أنوثة المرأة الكثير من الجمال والبهاء والتنوع، حيث أقدم التصميم في إطار لم تألفه العين من خلال ألوان مبهجة تمتاز بالأنوثة والترف، وأخرى اعتمدت على التطريز اليدوي المنقوش على كل عباءة، مؤكدة أن تصاميمها تسعد المرأة الإماراتية وتمنحها جمالية وخصوصية. وتقول المهيري: أملك الموهبة في إلهامي وأصابعي، وأتعامل مع الموديل كما يتعامل الفنان مع اللوحة، فمعظم تصاميمي تحمل توقيعي، ومن وحي أفكاري، وما يلفت نظري يدفعني لدمج تلك التشكيلات مع بعضها بعضاً، فيخرج الموديل الذي أصممه بشكل أنيق ومختلف، أما بخصوص الألوان فكثيراً ما أهتم بإيقاعات الألوان ورومانسية التصور، لذلك تخرج تصاميمي مسكونة بروح شفافة تجعل النظر إليها متعة. ومن هذا المنطلق استطعت أن أدمج بين تصميم العباءة والشيل وجلابيات السهرات والمناسبات في آن واحد». الأسعار مناسبة الكثير من النساء يؤكدن أن أسعار المصممات الإماراتيات تحمل بعض المغالاة، ولكن المهيري، على حد قولها، تؤكد: كثيراً ما تبحث المرأة الإماراتية عن التفرد، وهذا له ثمن، خاصة أن العمل في تصميم عباءة يحتاج إلى مجهود كبير وخامات كثيرة، وهذه الخامات أسعارها مرتفعة في مجمل الأحوال، ورغم ذلك تخرج تصاميمي مختلفة وجميلة تسطيع أي فتاة أن ترتديها وهي واثقة بتميزها، ومعظم موديلاتي لا تتكرر كثيراً. تواصل المهيري وهي تضع اللمسات الأخيرة على جلابية سهرة وتقول «بخصوص الجلابيات فأغلب ما أقوم بتصميمه خارج عن الشكل التقليدي وجلابياتي ترتديها النساء في جميع الأعمار، وقد حرصت على تطعيمها بالأكسسوارات وأقمشة خاصة مثل الحرير والدانتيل». وتتحدث المهيري عن الأسعار قائلة «تختلف أسعار العباءات والجلابيات، فكل موديل له سعره الخاص، لكن أسعارها غالبا تناسب الجميع، وقد يختلف السعر في أيام المناسبات والأعياد، وأيضاً وفق التطريز والخامات، ناهيك عن ذلك أقوم بتصميم قطعتين فقط لكل جلابية أو عباءة، وهذا يجعل الكثيرات من الفتيات يقبلن على التعامل معي، نظراً لشعورهن بالتميز. تسويق إلكتروني عن طريقة تسويق منتجاتها تقول المهيري «التسوق الإلكتروني هي الطريقة الأكثر سهولة وسرعة في توزيع ما أقوم به من تصاميم. لذلك من فترة لأخرى، أحرص على أن تصل إبداعاتي، وكل ما أقوم به من تصاميم وتشكيلات عبر الإنترنت أو البلاكبيري، فهو الوسيلة الأقرب للمستهلك حالياً، ومن خلاله أتواصل مع الزبونات اللاتي يبحثن عن التفرد والتميز والأناقة في آن واحد. وتضيف عن مواسم إقبال الفتيات، قائلة «يزداد الطلب في غالب الأحيان في فترة الصيف، حيث تكثر فيها المناسبات المختلفة من خطوبة وزواج، أما في فترة الأعياد فالوضع مختلف كثيراً ،حيث يزداد الطلب أكثر وتتنوع التصاميم من حيث التطريز والكريستال وكل سيدة تطلب حسب ذوقها والموديل الذي يناسبها». منوهة المهيري، إلى أن المشاريع الصغيرة المنزلية هي الأنجح باعتبارها تحقق خصوصية بالنسبة للمرأة، فالفتاة باستطاعتها أن تختار بدون أن يراقبها أحد، حيث تشعر بالأمان في منزلي، ومن ثم تختار ما يلائمها حسب ميزانيتها وبراحة تامة.