السيد حسن (كلباء)

شهد الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة في كلباء، مساء أمس الأول، انطلاق فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، والذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة بحكومة الشارقة في الفترة من 26 إلى 30 سبتمبر الجاري بالمركز الثقافي بكلباء، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وشهد حفل الافتتاح عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة ورئيس المهرجان، وأحمد بورحيمة مدير المهرجان.
بدأ المهرجان فعالياته بتكريم الفنان حميد فارس شخصية المهرجان، وجاء التكريم بحسب إدارة المهرجان «تقديراً لجهوده المسرحية الثرية ولدوره البناء والفعال في تعزيز مكانة المسرح في الإمارات والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص».
قدم المهرجان عرضه الأول للمخرج محمد جمعة ارحمني يا شكسبير«عن نصيْ وليم شكسبير: «عطيل» و«روميو وجوليت، وجسد الشخصيات: خليفة ناصر «عطيل» وعنود محمد «جوليت» وعادل سبيت «باغو» وعيسى مراد «برابنسيو» وعلي خليل «تيبالت» وجوهر سعيد «الكاهن».

عرض الأسئلة
على الرغم من أن التجربة شبابية في المقام الأول، وبالرغم من افتقار النص والعرض للعمق الشكسبيري العبقري نظراً للمدة المحدودة للعرض، إلا أن العرض جاء ملائماً لما هو موجود من طاقات شبابية خلاقة، إذ اعتمد المخرج محمد جمعة على عمل كولاج دمج فيه بين النصين، وعلى شاطئيهما تلاطمت أمواج المشاعر والأحاسيس ما بين الحب تارة والكره تارة أخرى، ما بين الخيانة والولاء، العنصرية السوداء والبساطة الإنسانية شديدة التواضع، خليط متناغم من الأقوال والأفعال رأيناها في فضاء المسرح، وقد اجتهد المخرج كثيراً في الإمساك بإحكام شديد بخيوط الشخصيات التي كانت توقعه أحياناً في عثرات النص وكلماته الفصحى، فتخرج على غير ما أرادت أن تقول.
ولعل من الصعب، أن تجمع بين نصين كبيرين غزيرين في الفكر والمعنى، لتضعهما في كبسولة كولاجية منمقة وتقدمهما للمشاهد، الذي اعتاد أن يرى شكسبير في شخصياته المسرحية التاريخية الأكثر عظمة وروعة، وهنا ربما يكون المخرج الشاب محمد جمعه قد ظلم نفسه كثيراً في هذا الاختيار.
وعقب العرض عقدت اللجنة المنظمة ندوة تطبيقية لمناقشته، حيث رأى الدكتور مصطفى آدم أن «العرض يعد عملا مسرحيا جديدا بعيداً عن نصي شكسبير، إنه يحمل العديد من التساؤلات الكونية وعلاقة الإنسان بالطبيعة والصراع ما بين الخير والشر.
ورأى الدكتور حبيب غلوم، أن العرض جاء متماسكاً إلى حدٍ كبير رغم وجود تحديات عديدة اشتغل عليها المخرج محمد جمعة بشكل جيد، وإن كنت أعيب على العمل ما بدا من المخرج من استعراض قواه الفكرية من خلال ممثليه على خشبة المسرح.
وأثنى يوسف البحري على تجربة محمد جمعة في هذا العرض، الذي يكاد أن يكون العمل عليه كالمشي على الشوك، سيما وأن نصي شكسبير المختارين من اخصب النصوص وأثراها في التاريخ المسرحي العالمي.
من جانبه أجاب المخرج الشاب محمد جمعة عن حيرة البعض من العنوان، وهل يحمل «ارحمني يا شكسبير» نوعاً من السخرية، فقال: «هل يصح أن نسخر من قامة عظيمة مثل شكسبير!، أردت فقط أن يرحمنا شكسبير من طرح الأسئلة المتدفقة في نصيه».