الأغنياء الأميركيون ينفقون أكثر والطبقة الوسطى تزداد بخلاً
اتخذ الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة صورتين مختلفتين خلال 2010، إذ راح قطاع من المستهلكين ينفق بثقة على أشياء غالية، بينما اتجه قطاع آخر من المستهلكين المهمومين باحتمال إصابتهم بالبطالة ومن ذوي الدخل المحدود نحو الإنفاق على الضروري فقط من الاحتياجات. هذا الانقسام في السلوك الاستهلاكي بالولايات المتحدة بات واضحاً وجلياً في مختلف الأماكن مثل المطاعم ومتاجر البقالة ومختلف المنتجات مثل الألبسة والأغذية والقهوة والمشروبات.
وعاد الأميركيون الناجون من الأزمة الاقتصادية الأسوأ عامي 2008 و2009 ذوو الوظائف المضمونة ينفقون بلا خوف أو تردد. غير أنه بخلاف الأحوال التي أعقبت أزمات الولايات المتحدة السابقة حين كان الإنفاق ينتعش في كافة فئات المجتمع تبين أن هناك قطاعاً كاملاً من المستهلكين الأميركيين المتمسكين بالتقشف وعدم الإنفاق ببذخ.
ووصف ستيفن بيرد رئيس تنفيذي سلسلة سوبر ماركت “سيفواي” الوضع على النحو التالي:”هناك بعض الناس الذين لا يزالون يشعرون بالقلق وعدم الأمان، وهناك آخرون على عكسهم تماماً. فهناك قطاع من الاقتصاد لم يستغن عن موظفيه المطمئنين الى استقرار أحوالهم. وأولئك الناس انتعشت محافظ استثماراتهم وبدأوا ينفقون بلا أي تحفظ، بينما هناك قطاع آخر من الاقتصاد غير مستقر وغير آمن وبالتالي من يعمل فيه سيتردد في إنفاقه حتى إن ظل في عمله. وبذلك أعتقد أن السلوك الإنفاقي منقسم في الولايات المتحدة”.
يذكر أن مبيعات “سيفواي” تراجعت في النصف الثاني من هذا العام بالمقارنة مع أرقام سنة مضت. أما سلسلة متاجر “هول فودز” التي تبيع منتجات أغذية عضوية باهظة الثمن فقد سجلت مبيعاتها زيادة نسبتها 8,8% في ربع السنة الماضي مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.وقال سونج وون سوهن بروفيسور علم الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا ونائب رئيس متاجر (فوريفر 21): “لا يزيد المتيسرون مادياً إنفاقهم ولكنهم ربما ينفقون بنفس المستويات التي درجوا عليها في السابق. فلا تزال سيارات مرسيدس وبي إم دبليو مثلاً رائجة في السوق. غير أن الفئة متوسطة الدخل من الأميركيين باتوا يفكرون مراراً قبل الإنفاق”. وباستثناء “ماكدونالدز” سجلت معظم سلاسل مطاعم الوجبات السريعة المنخفضة السعر نمواً منخفضاً في الولايات المتحدة خلال عام 2010. كذلك الحال مع شركات الأغذية الكبرى مثل “كرافت” و”بيبسيكو” التي لم تحقق سوى مبيعات متواضعة في أميركا. وعلى عكس ذلك تبين أن مبيعات سلسلة المطاعم الراقية مثل “ستارباكس” و”بانيرا” و”تشيبوتل” التي تفوق أسعارها أسعار مطاعم الوجبات السريعة قد حققت نمواً ملحوظاً هذا العام.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
ترجمة عماد الدين زكي
المصدر: أبوظبي