أحمد مرسي (الشارقة)

أكدت فاطمة موسى البلوشي المدير التنفيذي لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، أن مواطني الإمارات تربو في مدرسة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) الذي علمنا حب الخير ومد يد العون للجميع في كافة أرجاء العالم من دون نظر لدين أو جنس أو عقيدة أو لون، كما غرس في نفوسنا حب التطوع والعطاء، وإغاثة الملهوف ونجدة المحتاج، وقيم تزداد رسوخاً كل يوم في نسيج مجتمع الإمارات.
وقالت البلوشي في حوار لـ «الاتحاد»: تطرح الجائزة في دورتها الحالية عدداً من المجالات هي: «المتطوع الصانع» و«المتطوع المبادر»، و«المتطوع الداعم»، و«المتطوع المشارك»، وتفتح الجائزة باب التسجيل لاستقبال المشاركات اعتباراً من أول نوفمبر المقبل وحتى 31 ديسمبر المقبل.

أكدت فاطمة البلوشي أن الجائزة تستهدف ترسيخ ثقافة التطوع باعتباره أسلوب حياة ونهجاً وسلوكاً اعتيادياً يقوم به المواطنون في الإمارات، كما وأن الفكر التطوعي، أصبح نظاماً مؤسسياً يهدف لترسيخ القيم الإنسانية والمبادئ النبيلة في نفوس الأشخاص، معتمدين على تعاليم ديننا الحنيف، وأن قمة النبل تكمن في العطاء طواعية وبلا مقابل.
وأفادت أن جائزة الشارقة للعمل التطوعي، ومنذ بداية نشأتها بمرسوم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي دورتها الحالية «17»، تطورت بصورة كبيرة، وساهمت ومن خلال العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوعة في المدارس والجامعات والجهات الحكومية، في ترسيخ ثقافة التطوع ونشرها بصورة مدروسة وممنهجة وأوجدت تنافسية بين الجهات والأشخاص والطلاب والنشء والأسر بصورة عامة، في حب العطاء ومد يد الخير والمساعدة للمحتاجين جهداً ومالاً وفكراً وبالتالي وجب على الجائزة تكريم المتميزين للتحفيز والتشجيع على بذل المزيد من الأعمال التطوعية لخلق منافسات قوية في حب وعمل الخير.
وأكدت البلوشي، أن الجائزة، وخلال الأعوام القليلة الماضية تطورت بصورة كبيرة، من حيث مستوى الأعمال المقدمة والفئات والمجالات المحددة وكذلك الشروط والأحكام الموضوعة لقبول المشاركات، وآلية التسجيل واستقبال الأعمال، وبالتالي التحكيم وإعلان النتائج.

تطوعية من دون أجر
وأفادت فاطمة البلوشي، أن الجائزة اشترطت في أعمالها المتقدمة، نطاق العمل التطوعي داخل الدولة، للمواطنين والمقيمين، وأن تكون مشاركات معتمدة في العمل التطوعي ومرخصة وبدون أجر أو مقابل، وبالتالي يكون لها الأثر النافع على المجتمع، من خلال ثلاث فئات: الأولى تتقدم وفق الشروط والأحكام، والثانية يتم اختيارها بالترشيح والثالثة تتعلق بالطلاب المتطوعين ومشاركات تتعلق بالعلوم الاجتماعية والدراسات. وأوضحت أن الفئة الأولى التي تتقدم بالمشاركة، تتعلق بالجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام والمشهرة، وفئة مؤسسات القطاع الخاص، من الجهات ذات الأنشطة الربحية المسجلة في الحكومات المحلية، والمجموعات التطوعية المسجلة، والشخصيات والأفراد ما فوق سن الـ 18، بالإضافة لفئة الأسر التطوعية، والتي يشارك أفرادها بصورة عامة في الأعمال الشخصيات المخضرمة في العمل التطوعي. وأضافت أن الفئات التي يتم اختيارها، تكون للشخصيات المخضرمة والاعتبارية البارزة والمؤثرة في العمل التطوعي ممن لهم إسهامات وامتداد زمني في العمل التطوعي في الدولة بحيث يكونون قدوة في المجتمع، بالإضافة لفئة المتطوعين في الأعمال التطوعية الخاصة كالمتبرعين بالدم ومغسلي الأموات وغيرهم، والعاملين المؤثرين على العمل التطوعي وكذلك المتطوعين من الشرائح الخاصة من أصحاب الهمم وكبار المواطنين.
وذكرت المدير التنفيذي لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، أن الجائزة أولت اهتماماً كبيراً بفئة الطلبة المتطوعين، من خلال تنظيم العديد من الأنشطة التوعوية والتعريفية عن الجائزة وأهدافها وشرح قيم التطوع وأهمية غرسه في نفوس الأطفال والنشء من طلاب المدارس «نجوم التطوع» وطلاب الجامعات، من خلال محاضرات وورش عمل، شملت العديد من الجهات في جميع إمارات الدولة، وحدثت من شروط المشاركات بـ 20 مشاركة في أعمال تطوعية أو 40 ساعة تطوعية، ضمن الفرص التطوعية المطروحة في المجتمع، ومن خلال دعم مدارسهم.
وكشفت البلوشي أن إدارة الجائزة، وبهدف خلق قيادات مستقبلية في التطوع، قررت هذه الدورة منح الفوز بالجائزة لكل طالب مدرسة أو جامعي يحقق ساعات التطوع أو عدد المشاركات في الأعمال التطوعية المحددة في الاشتراطات.
ونوهت بأن غالبية الأعمال التطوعية التي تظهر في المجتمع تتعلق بمساندة الأسر الفقيرة والمتعففة، وتنظيف المساجد وتنظيم الأنشطة، وكذلك الأعمال التطوعية في المحافظة على البيئة في البحر وزراعة الأشجار والشتلات.

347 مشاركة خلال 3 سنوات
وأشارت البلوشي إلى أن عدد المشاركين في الجائزة بلغ خلال السنوات الثلاث الماضية 347 مشاركة، ففي عام 2016 وهي الدورة الـ «14»، 159 مشاركة في جميع المجالات، فاز فيها 93 فائزاً ومرشحاً، وبلغ عدد المشاركات في العام قبل الماضي في دورتها ال «15»، 84 مشاركاً، وفاز فيها نحو 18 فائزاً ينتمون إلى مختلف الفئات، بالإضافة إلى فئة «نجوم التطوع» التي شمل 14 طالباً، وتكريم 10 أفراد من الفئات الخاصة من غير المتقدمين للمشاركة، واختيار شخصيتين مخضرمتين في العمل الإنساني، وفي الدورة الـ «16» العام الماضي وصلت أعداد المشاركات ل 104 مشاركات، وفاز فيها 25 فائزاً ينتمون إلى مختلف الفئات من المؤسسات والأفراد، بالإضافة إلى فئة «نجوم التطوع» التي شملت 11 طالباً من مختلف المدارس بالشارقة.