حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
أعلنت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم) مقتل 17 إرهابياً من مسلحي تنظيم داعش في قصف نفذته طائراتها في محيط مدينة سبها، مساء أمس الأول.
وأكدت بيكي فارمر، المتحدثة باسم (أفريكوم) التي تتخذ من مدينة شتوتجارت الألمانية مقراً لها في تصريحات لـ«الاتحاد» أن هذه الحملة المستمرة ضد داعش الإرهابي في ليبيا تظهر أن القيادة الأميركية الأفريقية تستهدف بشكل مستمر الشبكات الإرهابية التي تسعى إلى إيذاء الليبيين الأبرياء. وتعد هذه ثاني ضربة جوية تنفذها طائرات الأفريكوم ضد عناصر إرهابية في ليبيا، في أقل من أسبوع، بعدما قضت منذ أيام على ثمانية أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش، قرب مدينة مرزق جنوب ليبيا.
بدوره قال الأدميرال البحري الأميركي هايدي بيرج مدير الاستخبارات في القيادة الأميركية الأفريقية إن طيران أفريكوم سيواصل ملاحقة تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا وحرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن للتنسيق والتخطيط للعمليات في ليبيا. وكانت أفريكوم قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أنّها نفّذت ضربة جويّة استهدفت مدينة مرزق جنوبي ليبيا، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش.
وتتمركز ميليشيات مسلحة ومرتزقة داعمون لحكومة الوفاق في مدن الجنوب الليبي، وهو ما يثير تساؤلات الشعب الليبي حول هوية المسلحين والمرتزقة الذين تستعين بهم حكومة الوفاق ضد قوات الجيش الليبي.
فيما ذكرت تقارير صحفية ليبية أن الغارات الأخيرة لطيران أفريكوم أدت لمقتل محمود البرعصي ومالك الخازمي أبرز قادة تنظيم داعش في ليبيا ضمن الضربة الجوية التي أعلن فيها مقتل 17 عنصراً من التنظيم جنوب سبها بعد فرارهم من بلدة مرزق.
وفي طرابلس، نفذ سلاح الجو الليبي طلعات جوية مكثفة على محاور القتال بالعاصمة الليبية، واستهدف مواقع للميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية الداعمة لحكومة الوفاق.
وأكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» أن محاور القتال في ضواحي طرابلس شهدت هدوءاً حذراً بين القوات البرية، مشيراً إلى أن الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي تولت تعزيز دفاعاتها في المناطق الجديدة التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية.
وقال المصدر إن سلاح الجو استهدف مقراً لميليشيات النواصي في طريق الشط شمال غربي طرابلس، ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين تابعين للميليشيا وأضرار جسيمة بمقر المسلحين.
سياسياً، عقد على هامش الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الخميس، اجتماع وزاري حول ليبيا برئاسة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو، وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ومبعوثه إلى ليبيا غسان سلامة، إلى جانب عدد من الدول والاتحادين الأوروبي والأفريقي، وجامعة الدول العربية.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ضرورة التنفيذ الكامل لمبادرة الأمم المتحدة التي اعتمدها مجلس الأمن في أكتوبر عام 2017 وتعالج كافة عناصر الأزمة الليبية، مشدداً على أهمية مراعاة مبدأ الملكية الوطنية الليبية للحل السياسي وضرورة اعتماد أي حل من الممثلين المنتخبين للشعب الليبي. ورحب الوزير المصري بالموقف المسؤول الصادر عن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر حول استعداده للحوار والحل السياسي.
ودعا شكري كافة الأطراف للتحلي بنفس روح المسؤولية وإعلاء المصلحة الليبية العليا على الحسابات الذاتية الضيقة للوصول لتسوية تكفل الحفاظ على وحدة التراب الليبي والعمل على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية بها بالتوازي مع دعم جهود الجيش الليبي في محاربة الإرهاب واستعادة الأمن وإنهاء فوضى الميليشيات المسلحة ومعالجة الخلل الفادح في توزيع الموارد في ليبيا وتمكين الشعب الليبي من استعادة السيطرة على بلاده ومقدراته.