المشكلة: ترددت كثيراً قبل طرح مشكلتي، وبحثت كثيراً عن الحلول التي تنقذني مما أنا فيه، لكن دون جدوى، فألمي لا يزال مستمراً في كل يوم يمر علي، ودمعتي لا تفارق وجهي. وكل ما أوده هو أن أجد حلاً يريحني مما أنا فيه. يا سيدي: أنا فتاة في بداية العشرينات من العمر، متزوجة منذ ستة أشهر من شخص كان ولا يزال وسيكون كل شيء أملكه في هذه الدنيا. شخص خلوق وطيب القلب وحنون جداً. أرى فيه الصديق والأخ وكل شيء بالنسبة لي في هذه الحياة. ولم أجد فيه خلال فترة خطوبتي التي طالت بعض الشيء ما يعكر صفونا. وعشت معه أجمل مشاعر الحب الصادق وأروعها. لم يكن يقصر معي بأي شيء، وكنت أشعر به وبعاطفته الجياشة تجتاحني. لكن قبل حفل الزفاف واجهته بعض المشاكل الصحية التي عرفت أنها ستؤثر على علاقتنا كأزواج. تفهمت ذلك وأعنته على العلاج، حتى بعد الزواج بثلاثة أشهر، دون أن يعلم هذا السر أحد، بعدها من الله عليه بالشفاء وحلت هذه المشكلة والحمد لله. لكن مشكلتي تتلخص في أن زوجي بعد الزفاف لم يعد زوجي الذي عرفته، فقد بات كتلة جامدة تجردت من المشاعر. فهو لا يزال يشاركني الضحك والحديث والمزاح، إلا أنني فقدت الأمور الحميمية كثيراً. فقد بدأت تتناقص حتى تلاشت تقريباً، وأصبحت أعاني فتوراً شديداً على العكس مما كنا عليه في السابق. أنا إنسانة واحتاج لمن يشعرني بوجودي وكياني، وواجهته كثيراً، وبكيت وتكلمت واشتكيت له ، لكن دون جدوى. فقد كان يتعذر بشتى الحجج، كقوله بأننا أصبحنا في بيت واحد فحرارة الشوق لا بد وأن تخف عما كانت عليه في السابق، أو قوله بأننا نعيش في بيئة لا تعطي الأمور العاطفية اهتماماً قوياً، وغيرها من الأمور التي لا أجدها تبرر جموده وفتوره من ناحيتي. حاولت معه كثيراً بكل الطرق الممكنة، وأعطيته كل ما عندي، لكن دون جدوى! مع العلم أنه أكثر من رائع في كافة تعاملاته معي إلا هذه الحقوق. أنا في حيرة وألم، ماذا يمكن أن أفعل، لا تطلب مني فعل أي شيء، فلقد قدمت ما في وسعي. «الضوء الشارد» النصيحة: نشكر لك ثقتك، ونحيي فيك حرصك ووعيك على زوجك وبيتك، وأهنئك على مثل هذا الشخص الذي جمع بين الزوج والحبيب والأخ والصديق. وبالعودة إلى المشكلة، فأغلب الظن أن المشكلة الصحية التي كان يعاني منها لا تزال موجودة، ويحرج أن يبوح لك بها، وقد تكوني ترهقينه نفسياً وجسمياً. قد يكون كما ذكر لك عاش في بيئة لا تعطي للأمور العاطفية اهتماما كبيراً فالحب في القلب ولا ينبغي للزوج أن يظهر محبته لزوجته هذه آراء قد يكون تربى عليها وعاشها وأصبحت جزءا منه. وأيضاً الحياة الزوجية تختلف تماماً عن أيام الخطوبة فقدري لزوجك انه قد يأتي متعباً من العمل أو لديه مشاكل صحية أو نفسية فاتركيه يأخذ وقته في البعد والقرب. فالعلاقة العاطفية تمر كثيراً بفترات مد وجزر، كما أن الحب يمر بفصول عديدة متغيره مثل فصول السنة، فهناك فترات ربيع كما حدث معك في أيام الخطوبة شوق ولهفه ..الخ. أيضاً الحب يمر بفترات صيف، حيث يكتشف أحد الزوجين أن الطرف الآخر ليس بالصورة الكاملة التي رسمناها له وأنه مثل باقي البشر لديه نواحي قصور. تذكري يا عزيزتي أنه من الأخطاء الشائع هان يجهل قيمة الشيء الذي يملكه ولا يدرك قيمته إلا بعد أن يتركه أو يفرط فيه. فحافظي على زوجك الرائع وحاولي أن تكوني متفهمه له ولمشاعره كما أنت متفهمة لنفسك ومقدرة لمشاعرك .