محمد سيد أحمد (أبوظبي)

يكتسب «ديربي» الوحدة والجزيرة، صفة الأقرب في دورينا، للمسافة القصيرة التي تفصل بين الناديين «2.48 كيلو متر»، وأسهم التقارب في سلسلة من «الانتقالات المدوية» بين الناديين خلال السنوات الأخيرة، انطلاقاً من صفقة عبدالسلام جمعة وبيانو، وانتهاءً بالغافري وباتنا، لتكون المواجهة التي يترقبها الجميع على «صفيح ساخن» دائماً.
ورغم أن «أصحاب السعادة» يتفوق تاريخياً طوال مسيرة الدوري «25 فوزاً مقابل 17»، فإن الغلبة لـ «فخر أبوظبي» في الاحتراف» «8 انتصارات مقابل 7»، وهو ما يمنح المواجهة طابعاً آخر، حيث يسعى صاحب الأرض لـ «معادلة الكفة»، وتوسيع الفارق تاريخياً، وقبل ذلك استعادة التوازن، في توقيت مبكر، بعد خسارة لقاء الجولة الأولى أمام الفجيرة، فيما يبحث الضيوف عن الفوز الثاني، يؤكدون من خلاله أنهم قادمون بقوة للمنافسة.
ولا تعني استقطابات الجزيرة المدوية للنجوم، أو قلة تعاقدات الوحدة في «الميركاتو الصيفي»، أن كفة أحدهما أرجح، لأن الوحدة يريد تصحيح المسار بسرعة، بعد «عثرة البداية» غير المتوقعة، خاصة أن الشعار المرفوع هذا الموسم، هو درع الدوري، وهي الغاية نفسها التي يعمل الجزيرة من أجلها بقوة.
تمثل المباراة أيضاً تحدياً خاصاً بين أصدقاء الأمس «سلطان الغافري ومراد باتنا» اللذين يواجهان «العنابي» فريقهما السابق للمرة الأولى، بألوان «فخر أبوظبي»، كما أنها مواجهة هولندية خاصة، بين المدربين موريس شتاين ويورجن ستريبل.

مطر: مباراة شطرنج
شدد إسماعيل مطر، قائد الوحدة، على أن «ديربي العاصمة» يعتبر الانطلاقة الحقيقية لـ «العنابي»، مشيراً إلى أن المباراة لن تكون بدنية، بل أشبه بمباراة شطرنج، وأن «الذكي» من يعرف كيف يتعامل معها، مؤكداً أن خسارة الوحدة أو فوز الجزيرة في الجولة الأولى، لا يعتبر مقياساً لوضع الفريقين خلال اللقاء، أو يحدد طبيعة المنافسة في الموسم بشكل عام.
وقال: سنرى كيف نتعامل مع المنافس، والتشكيلة التي يدفع بها، أمور كثيرة نشاهدها في بداية اللقاء، وتعاملنا معها سيكون حذراً، والمنافس في صفوفه لاعبون يملكون المهارة وأذكياء، والمباراة لن تكون سهلة أو صعبة على الطرفين، والصراع فيها بين العقول، وليس لقوة ومجهود اللاعبين، لأن الفريقين يملكان عناصر لديها الخبرة والموهبة، والجزيرة يملك أفضل لاعب وهداف القارة ولاعب محلي وحارس في تاريخ دورينا، وعدد من عناصر المنتخب حالياً، وأجانب على مستوى عالٍ، لكنها تبقى مباراة، وبعد انطلاقتها الأذكى من يستطيع حسمها لمصلحته.

ميلوس: التحدي الكبير
أكد الصربي ميلوس مدافع الجزيرة، أن فريقه جاهز جيداً للقاء اليوم أمام الوحدة، وقال: بكل تأكيد المباراة بمثابة التحدي الكبير، خاصة أنها «ديربي» بين فريقين كبيرين، ونحن متحمسون لها ونسعى للفوز.
وأضاف: لعبنا مباريات متتابعة في الفترة الماضية، وقادرون على تخطي التحدي بكل صلابة، مشيراً إلى أن دفاع «فخر أبوظبي» جاهز للتصدي للهجوم الوحداوي مهما كانت قوته.
وأضاف: من المؤكد أن المدرب قادر على قراءة المنافس، والتعامل معه جيداً، والحضور الجماهيري في المدرجات جيد، ويزيد من إثارة المباراة وقوتها، خاصة على صعيد اللاعبين، حيث يكتسبون قوتهم وحماسهم من التشجيع الحماسي.
وتمنى ميلوس أن يكون التوفيق حليف فريقه في اللقاء، حتى تتواصل مسيرة الانتصارات، بعد الفوز على الظفرة، في انطلاقة البطولة، ثم التأهل إلى دور الـ 16 لأبطال العرب.

تيجالي.. تسديدة كل 15 دقيقة
شارك سيباستيان تيجالي مهاجم الوحدة في 90 دقيقة أمام «الذئاب»، سدد خلالها 6 كرات، بمعدل محاولة واحدة، كل 15 دقيقة، وكالعادة، سدد الأرجنتيني جميع الكرات داخل منطقة الجزاء، إلا أن 4 منها جاءت خارج القائمين والعارضة، والملاحظ أن ثلثي المحاولات سددها تيجالي برأسه.

مبخوت.. خطورة دائمة
صنع على مبخوت مهاجم الجزيرة فرصتين للتهديف في المباراة الأولى، منها الهدف الثاني، بتمريرة ذكية من الجانب الأيسر، عبر هجمة منظمة سريعة متحركة، وكذلك سدد 5 كرات على المرمى، بينها 3 داخل المنطقة و 2 من خارجها، كما بلغت دقة محاولاته 40%، بينها واحدة بالرأس.

من الذاكرة .. «3 نجوم».. والتعادل الأول!
ثلاثة من نجوم «العنابي» و«فخر أبوظبي» الحاليين حضروا «الديربي» الأول، بدوري المحترفين موسم 2008- 2009، وانتهى بالتعادل 1-1، وهم علي خصيف حارس الجزيرة، والذي شارك أساسيا، إضافة إلى ثنائي «أصحاب السعادة»، إسماعيل مطر، وحمدان الكمالي الذي حل بديلاً لحيدر ألو علي. وتجسدت المفارقة في تسجيل «ثنائي العنابي» الحالي عبدالسلام جمعة مشرف فريق الوحدة، والنجم السابق للفريقين، إضافة إلى إسماعيل مطر الهدفين، بعدما افتتح جمعة التسجيل في الدقيقة 43، وأدرك مطر التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 86، وأدار اللقاء الحكم محمد عبدالكريم.

ماجد سالم: ظروف متشابهة وأفضلية ورقية!
يرى ماجد سالم مدرب منتخب الناشئين، أن ظروف الوحدة والجزيرة متشابهة، على الرغم من أفضلية الأخير من حيث العدد وكثافة النجوم في صفوفه، مشيراً إلى أن الفريقين لم يستقرا على تشكيلة ثابتة، ولم يقدما المستوى المقنع، بغض النظر عن خسارة «العنابي» وفوز «فخر أبوظبي» في الجولة الأولى للدوري.
وقال: الأفضلية على الورق، تجعل كفة الجزيرة أرجح، وهو فريق متكامل، في جميع خطوط اللعب، من حيث نوعية وعدد العناصر، ومع ذلك لم يصل إلى أسلوب لعب أو تشكيلة واضحة حتى الآن، مع وجود هذا العدد من اللاعبين المتميزين، وبالنسبة للوحدة فإن استهلاله المبكر للموسم، بثمن نهائي دوري أبطال آسيا، غير مقنع أيضاً، ويواجه المشكلة نفسها بعدم الوصول إلى تشكيلة مثالية.
وأضاف: يميز أداء الجزيرة الأداء الهجومي الطابع، وهو السلاح الناجع الذي يعتمد عليه، والوحدة مطالب بمجاراته بالسلاح نفسه وإبعاده عن منطقته، لأن هجوم الجزيرة متى ما وصل بقيادة علي مبخوت إلى منطقة المنافس، فإن خطورته عالية جداً، وإذا تراجع الوحدة دفاعياً يسهل كثيراً مهمة ضيفه، لذلك يجب أن يهاجم، كذلك الحد من خطورة الهجوم الجزراوي، وأن يعرف كيف يستغل الوضع عند الطرف الثاني.
وقال: أتمنى أن يستعيد تيجالي قوته وخطورته في المباراة، لأنه خلال «الآسيوية»، أو كأس الخليج العربي لم يظهر كما عهدناه، وأيضاً من الجيد للوحدة عودة المدافع الدولي حمدان الكمالي، لأن خبرته مطلوبة في الخط الخلفي في هذه المباريات، والمباراة تمثل اختباراً كبيراً وحقيقياً للفريقين، ومن يعمل بصبر وتركيز عال وجماعية يستطيع أن يظفر بالنتيجة.

لمسة غائبة وأطراف متفوقة
عمرو عبيد (القاهرة)

تصدر «العنابي» قائمة الفرق الأكثر تسديداً للكرات على المرمى، بعد نهاية الجولة الأولى، حيث سدد لاعبوه 21 كرة، لكن عابه غياب اللمسة الأخيرة الحاسمة، بعد 5 محاولات فقط بين القائمين والعارضة، بدقة 24%، واحتل «أصحاب السعادة» أيضاً المرتبة الأولى، من حيث صناعة الفرص، بعد الحصول على 11 فرصة تهديفية مؤكدة. في حين استغل «فخر أبوظبي» الأطراف، في حصد أول 3 نقاط، بهدف من الجبهة اليسرى، وآخر من الجانب الأيمن، كلاهما داخل منطقة الجزاء، وسجل الجزيرة هدفاً من تمريرة عرضية، في «لعبة هوائية»، من ركلة حرة غير مباشرة، وحمل الهدفان طابع السرعة والتنظيم التكتيكي الواضح، خاصة في ظل الاستحواذ الكامل على الكرة، بنسبة 69%، وحصل الفريق على 7 فرص محققة، بعد 15 محاولة هجومية مؤثرة، بلغت دقتها، نسبة 47%.