أشرف جمعة (أبوظبي)

عائشة عبدالرحمن فنانة إماراتية عبرت الطريق منذ البدايات إلى النجومية، وعبر مسيرتها الفنية استطاعت أن تسكن القلوب بعفويتها وانطلاقها بلا حدود على خشبة المسرح.. ولا تعبأ عائشة بالتواريخ التي تسجل لمعانها في الفن، لكنها تحتفظ بذكرياتها الأولى في أول اختبار حقيقي على المسرح، وتألقها في أول أدوارها عبر سهرة تلفزيونية في دور فتاة صغيرة، وأدائها المتميز الذي منحها النجومية كونها من الجيل الثاني في المسرح الإماراتي.
وقدمت عائشة عبدالرحمن نحو 30 عملاً مسرحياً عبر مسيرتها والعديد من الأعمال الدرامية التي تركت صدى لدى الجمهور وحصلت على نحو 12 جائزة من الداخل والخارج ومن أعمالها المسرحية « الطوفة، اللوال، المخدوع» والدرامية «حاير طاير - الجزء الخامس، أبلة نورة، هديل الليل، دروب المطايا، زمن طناف، وديمة وحليمة» وعلى الرغم من مسيرتها الفنية الكبيرة فهي لم تظهر بشكل واضح كشاعرة حيث قدمت عدداً من الأغنيات التي تغنت بها حناجر المطربين.
«الاتحاد» تستعيد مع الفنانة عائشة عبدالرحمن ذكرياتها الفنية وهي تفتح سرداب الحكايات وتوضح أسباب غيابها عند الدراما ما يقرب من 4 سنوات.

روح منطلقة
تقول عائشة عبدالرحمن: لا زلت أذكر اللحظات الأولى التي وقفت فيها على خشبة المسرح في عمل يسمى «الطوفة» الذي رشحني له المخرج والفنان حبيب غلوم عام 1986 وتروي أنها ظلت واقفة خلف الستارة ولم تجرؤ على الدخول إلى المسرح حيث كانت تعيش صراعاً داخلياً وعاجزة على أن تتقدم خطوة، حتى دفعتها إحدى المشاركات في العمل دفعاً فحسمت معها لحظات التردد لتواجه الجمهور بروح منطلقة فتحصد الإعجاب من أول عمل لافتة إلى أنها أيضاً قدمت في بداياتها برنامج في إذاعة «رأس الخيمة » «اسمه ترانيم الليل » ومن ثم التمثيل في سهرة تلفزيونية بعنوان « سحابة صيف» لافتة إلى أن هذه البدايات لا تزال راسخة في ذهنها حيث شكلت خطواتها الأولى نحو النجومية التي حققتها بجهد وحب للفن وهي مؤمنة بأن الكفاح الفني يستحق المجازفات.

شخصيات مركبة
ومن المواقف المؤثرة التي مرت بها في حياتها عندما توفي والدها عقب عودتها مباشرة من الكويت بعد تصوير عمل درامي ومن ثم ظلت مدة بعيدة عن الفن حتى تغلبت على أحزانها وعادت من خلال «مسلسل طماشة» وتعتز بدورها في أول عمل مونودراما والذي قدمت من خلاله شخصية «شمة» مبينة أنها تفاعلت مع هذه الشخصية التي أدتها لسيدة في العقد الثامن من العمر، تستعيد ذكريات يوم زفافها، ومن ثم حالات الفقد التي عاشتها موضحة أنها تحب تجسيد الشخصيات وتنقل الواقع دون افتعال.

مستوى الطموحات
وعن أحوال المسرح في هذه الأيام تشير إلى أنه لم يعد كما كان في السابق حيث كان قديماً أقوى وأن المنافسة كانت في اختيار النصوص على عكس ما نراه من البحث عن الشهرة على حساب النص، موضحة أن الجمهور لم يعد منكباً على المسرح نظراً لحالات الضعف التي يعانيها حالياً إلا من قليل من الأعمال.
وأشارت إلى أن السوشيال ميديا أثرت بشكل ما في الإقبال على الفنون بوجه عام كونها سريعة وناقلة للحدث وتعطي المضمون في ومضات خاطفة، متمنية أن يعود المسرح إلى ازدهاره بطرح القضايا والإشكاليات الإنسانية، مؤكدة أنها قدمت آخر عمل مسرحي العام الماضي.
واعتذرت عن أعمال كثيرة لا تتناسب مع طبيعتها الفنية بخاصة أنها من الفنانات اللواتي لديهن رغبة في بذل المجهود في أثناء تجسيد الشخصيات وأن السبب الرئيس للبعد هو ضعف النصوص، موضحة أنها لم تمثل في الدراما منذ أربع سنوات لأنها لم تعد على مستوى الطموح.

شاعرة غنائية
لا تخفي الفنانة عائشة عبدالرحمن أنها منجذبة طوال عمرها إلى القراءات الشعرية وأن لها تجربة تعتز بها في هذا الميدان بخاصة أنها قرأت لفحول شعراء العربية وكذلك المحدثين، وأنها مطلعة على الحركة الأدبية بشكل عام وأن بعض الأغاني التي كتبتها تغنى بها عدد من المطربين وأنها ستواصل هذا المشوار بخاصة أنها تفكر في المستقبل أن تضم معظم الأشعار التي كتبتها في ديوان شعري.

مع حياة الفهد
من المواقف التي لا تنساها عائشة عبدالرحمن يوم أن وقفت أمام الفنانة حياة الفهد في مسلسل «أبلة نوره» وجسدت شخصية «كوثر» وأنها كانت بعد أداء بعض المشاهد التمثيلية التي تحتد فيها ضمن سياق العمل الفني على حياة الفهد تعتذر إليها خلف الكواليس وأنها لا تنكر أنها كانت تلقى دعماً من هذه الفنانة الكبيرة، وأنها لا تزال تحتفظ بهذه الذكريات الخاصة.