شارك مؤخراً بعض مواطني الدولة من أصحاب المزارع في أبوظبي والعين في “مهرجان الخضراوات والفواكه” وعرضوا منتجاتهم المتنوعة والطازجة. وتميزت من هؤلاء ثلة تعتمد على الزراعة العضوية وتخصص جزءاً من المزارع لهذا النظام الزراعي الذي يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة بدلاً من الأسمدة الكيماوية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالسلامة والصحة العامة. شروط محددة لا يسمح في الزراعة العضوية استخدام السلالات والكائنات المحورة وراثياً، ولا المواد الحافظة في عمليات التصنيع والإعداد أو التعليب.. يوضح ذلك حمد الظاهري - مالك مزرعة خضراوات: “تحقق الزراعة العضوية للمستهلكين ميزة وصول الخضراوات بحالتها الطبيعية، حيث تكون طازجة وشهية. لكن الإنتاج العضوي لا يتم فورياً، بل يحتاج إلى فترة تحول من الزراعة الكيماوية إلى العضوية، وكذلك يتطلب عمليات تفتيش وتصديق لأماكن الإنتاج للتأكد من توافر الشروط والمعايير في المنتج العضوي ولضمان حقوق المنتج والمستهلك، ويتم ذلك وفق شروط محددة تضعها لنا وزارة البيئة والمياه”. وحول ميزات المواد الغذائية الناتجة عن الإنتاج العضوي، يقول الظاهري: “تتم عمليات زراعة وإنتاج الخضراوات بطرق لا تضر بالبيئة، بحيث تخلو من المواد السامة والضارة والناجمة عن تراكم المبيدات والأيونات الحرة. وتكون عناصرها الغذائية متزنة وأقرب إلى الطبيعة، فضلاً عن كونها أشهى وأطيب مذاقاً”. تجربة ناجحة تنتج مزرعة الظاهري مجموعة من “المقاتي” أي ثمار البطيخ والشمام والقرع والكوسا والسلخ والقثاء واليقطين وما إليه من فصيلة القرعيات التي شارك بمنتجاتها في “مهرجان الخضراوات والفواكه” بأبوظبي. وخاض هذه التجربة بعد نجاح تجربة سابقة له في مجال الزراعة العضوية، يقول: “أشارك في المهرجان لأعرض منتجات “القرعيات” التي نجحنا في إنتاجها بمزارع العين. وقد أقدم والدي من قبل على تجربة زراعة التمور ونجح نجاحاً باهراً لفت إليه مصانع “الفوعة”، مما شجعني على خوض هذه التجربة المماثلة منذ أعوام قليلة، ويتضح لي الآن رضى المستهلكين عنها، وبالتالي نجاحها”. ويلفت الظاهري إلى أن الزراعة العضوية تحقق نجاحات لافتة منذ سنوات، خاصة أنها تحظى بدعم حكومي يشجع أصحاب المزارع على خوض مجالها والاستمرار بها. ميزات وفوائد تتمتع الزراعة العضوية بالعديد من الميزات والفوائد، يشير إليها الظاهري، ويقول: “تحافظ الزراعة العضوية على البيئة فهي تقلل من تلوث المياه بالمواد الكيماوية والمبيدات. وتحد من استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة والمواد المصنعة، وبالتالي تقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري واستيعاب كبير لكربون التربة التي تجعل منها (وسط حي) تنمو فيه الحيوانات والكائنات المفيدة، فتساهم بذلك في إثراء الحياة الفطرية وزيادة أعداد الأعداء الطبيعية والمفترسات المفيدة. وتوفير غذاء صحي خالٍ من المضادات الحيوية والكيماويات والمبيدات. كما تفيد في تعزيز قوام وبناء التربة من خلال اتباع دورات محصولية وزيادة المواد العضوية وتحفيز تكاثر حيوانات ونباتات ومجهريات التربة. وكذلك تنمية المزارع والقرى وجعلها متناغمة مع الطبيعة، واستيعاب أفضل للأيدي العاملة مع تقليل المخاطر التي تتعرض لها تلك الأيدي -وكذلك المزارعين- الناجم عن استخدام المواد السامة”. إضاءة تستند الزراعة العضوية -وفق معلومات “وزارة البيئة والمياه”- على الممارسات الآتية: استخدام مصادر طبيعية كالأسمدة العضوية في تغذية النبات. وإدامة خصوبة التربة بإضافة مواد ذات مصدر عضوي (مع المحافظة على الدورات الطبيعية على الدورات الطبيعية للعناصر المغذية). وحماية المحاصيل الزراعية من الحشرات والأمراض باتباع إدارة زراعية متكاملة وصيانة النظام البيئي دون الحاجة لاستخدام مواد كيميائية ضارة مع استخدام مواد طبيعية في عمليات المكافحة. وإدامة الصحة الحيوانية باعتماد الصحة الوقائية بدلاً من الأدوية والمضادات. والحد من استخدام المصادر غير المتجددة والمحافظة على البيئة والمجتمع وإقامة نظام زراعي مستدام، عبر إعادة استخدام المخلفات النباتية وتدويرها.