عبدالله أبو ضيف - شعبان بلال (القاهرة)
كشف سياسيون ودبلوماسيون مصريون، عن أن هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، على مصر، هو محاولة للفت الأنظار بعيداً عن أزماته الداخلية.
وقال السفير عبد الرحمن صلاح، مساعد وزير الخارجية المصرية السابق، وآخر سفير مصري في تركيا، إن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأمم المتحدة كان خطاباً موجهاً للجبهة الداخلية بشكل واضح، خاصةً بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهت له من قبل قيادات حزبية، ومنهم مسؤولون سابقون في حزب العدالة والتنمية الحاكم، على رأسهم رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، بالإضافة إلى وزير الاقتصاد، بخصوص انتهاكات ودعم الإرهاب في الشرق الأوسط.
وأضاف، أن أردوغان يعمل بشكل دائم على خلق عدو خارجي لتوحيد الجبهة الداخلية، وهو أمر لا يجب السكوت عليه من الجانب المصري بأي حال من الأحوال، والرد عليه بالأدلة والحقائق، لعدم إتاحة الفرصة له حول بناء عداء غير موجود بين الشعوب من الأساس.
وأضاف صلاح، لـ«الاتحاد»، أن الخارجية المصرية كان ردها واضحاً ومتعلقاً بحقائق واضحة حول الوضع الداخلي التركي، وحالة الانغلاق التي فرضها رجب طيب أردوغان، في سبيل السيطرة على الحكم داخل تركيا، وبالتالي عدم السماح له بالحديث عن مصر وادعاء اتهامات ليست حقيقية من الأساس، ولا يوجد أي دلائل عليها، في الوقت الذي تم فيه إثبات العديد من الجرائم، التي كشف عنها قادة في الحزب الحاكم نفسه، حول الجرائم التي ارتكبها أردوغان، وما زال يمارسها داخل تركيا، وتسليط الضوء عليها. وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إنه منذ تولي السيسي قيادة مصر، بدأ أردوغان إطلاق تصريحات ينتقد فيها نظام الحكم في مصر والسيسي، وكشف عن دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف، أن مصر صبرت وغضت البصر وتحملت الكثير من ادعاءاته وتشكيكه في شرعية نظام الحكم القائم، موضحاً أن السيسي دعا في أكثر من محفل دولي إلى محاربة الإرهاب، والدول التي توفر للجماعات الإرهابية: منصات إعلامية، وملاذات، وتدريباً، وتسهيلاً، وتمويلاً مادياً.
وأوضح القويسني، أن أردوغان يفعل هذه العناصر الخمسة، مؤكداً أنه يستقبل جماعة إرهابية، ويوفر لها منصات إعلامية، ويعلن صراحة أنه يوجه العديد من مقاتلي داعش والنصرة وغيرهما في سوريا وليبيا إلى سيناء بمصر، مشدداً على أن أردوغان يوفر تحويلات مالية لفلول الجماعة، لافتاً إلى أنها حالة فريدة، تنطبق عليها كل شروط مكافحة الإرهاب.
وأشار، إلى أن هذا ما جعل الدولة المصرية تستهدفه هذه المرة، بعد أن صمتت مصر، وأشاحت بوجهها عن ادعائه ودعمه الصريح والواضح والمادي والفعلي لجماعة إرهابية في مصر، موضحاً أنه من الضروري أن ترد عليه بكل موبقاته وممارساته، التي تحذر منها مختلف منظمات حقوق الإنسان في العالم، وهو ليس نظاماً ديمقراطياً، ويقصي الآخرين، وأغلق العديد من المؤسسات التعليمية.
وأوضح، أن مصر كانت ترد في كل مرة رداً دبلوماسياً مهذباً، لكن هذا الرد شامل وواضح وموثق لفضح نظام أردوغان بشكل دبلوماسي، لافتاً إلى أنه قال في خطاب رسمي مسجل، إنه سيوجه بقايا داعش والنصرة وباقي العناصر الإرهابية إلى سيناء.
وأكد السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الجمعية العامة هي محفل من أجل العمل للوصول إلى السلام، لافتاً إلى أن أردوغان استغل هذا المحفل لمهاجمة دولة عضو في الأمم المتحدة، وأطلق الأكاذيب، وحرض عليها، مشدداً على أن ما فعله أردوغان وتصريحاته تمثل «سقطة كبيرة».
الخارجية المصرية تستدعي القائم بالأعمال التركي
استدعت الخارجية المصرية، أمس، القائم بالأعمال التركي في مصر، مصطفى كمال الدين، على خلفية هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد مصر، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسلمت الخارجية المصرية، القائم بالأعمال التركي، مذكرة احتجاج رسمية على ادعاءات وأكاذيب أردوغان ضد مصر.