هويدا الحسن (العين)

يعود معرض العين للكتاب في دورته الحادية عشرة، ليحتفي بالكاتب الإماراتي من خلال استضافة كوكبة من الكتّاب المميزين للحديث عن البيئة الثقافية والاجتماعية المحلية وتأثيرها في نشأتهم الفكرية.
ويحتوي البرنامج الثقافي للمعرض على العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية التي تتناول موضوعات متنوعة في شتى مجالات الثقافة، خاصة التي ترتبط بالتراث الإماراتي، وقد استهل البرنامج الثقافي للمعرض أمسياته بندوة تحمل عنوان «الشعر النبطي والفصيح.. نظرة نحو المستقبل» استضاف خلالها كلاً من الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، التي تحمل إجازة في اللغة العربية بالإضافة إلى دبلوم الدراسات العليا في اللغة والنحو من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وقد شاركت المطيري ببرنامج مسابقات الشعر الأشهر «شاعر المليون» وحصدت المركز الثاني، وعن بداياتها الشعرية قالت إنها تأثرت بالشاعر مانع سعيد العتيبة، ومن ثم توسعت في الإطلاع وتعرفت على العديد من المدارس الشعرية، تكتب القصيدة العمودية والتفعيلة، وقد صدر لها ديوان مرسى الوداد، والشاعر الإماراتي طلال الجنيبي عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الحائز على عشرات الجوائز والتكريمات، منها جائزة رئيس الدولة «خليفة الفخر» للعام 2015، وجائزة أبوظبي التقديرية في نفس العام للإنجاز الثقافي والمجتمعي، ودرع التميز الشعري من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وقد اشتهر الجنيبي بأسلوب التوقيع الصوتي الذي يعد أحد ابتكاراته المميزة، وقد صدر له ثمان مجموعات شعرية، منها على ضفاف البوح، على قيد لحظة، وإمارات في القلب.
تناولت الندوة تأثير انتشار القصيدة النثرية على كل من الشعر النبطي والفصيح، وفي هذا أكد الجنيبي أن الحكم في الشعر أيا كان نوعه هو تأثيره على المتلقي، لذلك فأشكال القصيدة المختلفة ما يحدد حرفية النص هو مضمون النص، نوع الشعر يحدد البناء الذي تبنى عليه القصيدة، أما المعنى هو الذي يعطي للقصيدة قيمتها فتسمى قصيدة وتبقى خالدة أو يتم تجاوزها وتسقط بمرور الزمن.
وعن رؤيتها لمشهد الشعر الشعبي أوضحت شيخة الجنيبي أنها تكتب الشعر الفصيح بالأساس ولكن لها تجربتين في الشعر الشعبي الذي تراه مرتبطا بوجدان كل إماراتي منذ مرحلة الطفولة من خلال اهتمام الأهل بقراءة وإلقاء الشعر الفصيح على مسامع الصغار، ومن خلال البرامج الثقافية التي تعنى بالشعر مثل برنامج مجالس الشعراء، الذي كان يقدم وجبة شعرية أسبوعية تقدم لنا.
أما البرنامج الموسيقي فقدم الشاعر محمد البادي في عرض موسيقي يحمل عنوان «شلة.. تغرودة.. وفنيان قهوة» ومن المعروف أن الشلة والتغرودة من الفنون التراثية الأصيلة التي تشتهر بها الإمارات، ويتفرد كل منها بأسلوبه ونصه الخاص، وقد أعرب البادي عن سعادته للتواجد في معرض العين للكتاب في يومه الأول، وقد استهل الأمسية بتعريف الحضور بتعريف فن الشلة الذي يعني غناء القصائد الشعرية دون آلات موسيقية، اعتمادا على صوت المؤدي وحده.