القاهرة (الاتحاد)

لم يدرك كثيرون المعنى الخفي وراء تصريحات الهداف الأرجنتيني الأسطوري، جابريل باتيستوتا، عندما قال: «لا أحب كرة القدم.. كانت مهنتي فقط»، لكن السنوات الأخيرة الماضية كشفت عن أسباب ذلك الشعور تجاه اللعبة، التي صنعت نجوميته ومنحته الأموال الوفيرة، بعدما أعلن في عام 2014، عن حجم المعاناة التي يعيشها بسبب آلام لا تُطاق في كاحله، لدرجة أنه لم يعد يستطيع الوقوف أو السير إلا بصعوبة، وخرج بعدها «باتي جول» كما أُطلق عليه خلال سنوات لعبه الذهبية، ليؤكد أنه طلب في وقت سابق من طبيبه، أن يبتر قدمه، ليتخلص من هذا الألم القاتل، ومن المعروف أن باتيستوتا أجرى عدة عمليات جراحية في كاحله، ابتعد على إثرها عن كرة القدم، واتجه لممارسة لعبتي الجولف والبولو، قبل أن يتم الإعلان مؤخراً، عن إجراء هداف الألبيسيليستي القدير عملية جراحية، قام خلالها بتركيب مفصل صناعي في الكاحل الأيسر، بعد محنة طويلة عاشها نجم فيورنتينا وروما السابق، منذ اعتزاله قبل 14 عاماً. وليؤكد أن بعض الرياضيين يحصدون الكثير من الشهرة والأموال والمجد، خلال مسيرتهم الرياضية في مختلف الألعاب، إلا أن أجسادهم قد تدفع الضريبة لاحقاً، كلما تقدّم بهم العمر، ولعل النجم العالمي الأسطوري الراحل، محمد علي كلاي، أحد أبرز تلك الأمثلة، بعدما اعتلى عرش الملاكمة خلال حقبتي الستينيات والسبعينيات في القرن الماضي، حيث فشلت كل اللكمات في إسقاط الأسطورة فوق الحلبة، لكنه تعرض لضربة قاضية في عام 1984، عقب اعتزاله، بعد تشخيص إصابته بمرض الشلل الارتعاشي «باركنسون»، ولم يستطع صاحب الجسد القوي التغلب على هذا المرض، الذي لازمه لسنوات طويلة، حتى توارى عن الأنظار بعدما ساءت حالته، قبل رحيله عام 2016، بعد معاناة مريرة. وتُعد السيرة الذاتية للنجم الأرجنتيني التاريخي، مارادونا، مثار جدل كبير، فالإصابات العنيفة التي تعرض لها خلال مسيرته، أثّرت على مستواه في سنواته الأخيرة داخل الملعب، وكان كسر كاحله في عام 1983 على يد «جزار بلباو» الشهير، أندوني جويكوتشيا، بداية معاناته داخل الميدان، وبعد الاعتزال أصابته السمنة وأجرى عدة جراحات في الأمعاء، كما خضع مؤخراً لعلاج طويل بسبب إصابته بالتهاب كبدي، تم تشخصيه لأول مرة إبان فترة دفاعه عن برشلونة، لكنه لم يهتم بالأمر في حينه. الغريب أن الأسطوري البرازيلي، بيليه، رافق غريمه التاريخي، مارادونا، في تلك الرواية الدرامية أيضاً، حيث ثبتت معاناته في الصغر من فشل كلوي، تحمله جسده النحيل خلال سنوات اللعب، لكنه سرعان ما أجرى عملية جراحية لاستئصال الكلية اليمنى في عام 1977، ومع تقدم «أسطورة السامبا» في العمر، تعرض لكثير من الأزمات الصحية، منها إجراء عملية في عظام الحوض خلال عام 2012، وبين الحين والآخر تعاني كليته اليسرى الوحيدة.
وفي عام 2011، تعرض المدافع الفرنسي الدولي السابق، إريك أبيدال، إلى أزمة صحية مخيفة، عندما تم تشخيص إصابته بورم في الكبد، خلال فترة لعبه مع برشلونة، وخلال عامين، أجرى ظهير البلوجرانا الأيسر عدة عمليات، بينها زراعة كبد في عام 2012، ليتعافى ويعود للملاعب في معجزة لا تُصدّق، وهناك العديد من الرياضيين، الذي تعرضوا لمحن قوية، مثل الهولندي الرائع، ماركو فان باستن، الذي تسببت إصاباته وكسر كاحله وعشرات العمليات الجراحية في اعتزاله مبكراً، كما مر المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرجسون، بأزمة صحية حادة في العام الماضي، حيث أجرى جراحة خطيرة بسبب إصابته بنزيف في المخ، وعاد للظهور بعد الشفاء في نهاية 2018، وشهدت الكرة الأفريقية مأساة حزينة، كان بطلها النجم العملاق، النيجيري رشيدي ياكيني، الذي عانى من أمراض نفسية وصحية، أدت إلى وفاته عن عمر ناهز 48 عاماً.