هدى جاسم (بغداد)
أكد وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، أن العراق يمتلك الإمكانات اللازمة ليكون جيشه من الجيوش المتطورة في المنطقة، وأنه جاد في محاربة الفساد، مشدداً على أن مهمته تتركز في المقام الأولى على بناء جيش مهني متطور.
وقال الشمري في حوار خاص مع صحيفة «الاتحاد»: «إن الوزارة غير مرتبطة بالانتماءات السياسية، ولا تخص مذهباً أو ديناً بعينه.. وهي وزارة دفاع العراق ولا شيء غير العراق»، لافتاً إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي لم يعد يمتلك قدرة على تنفيذ اعتداءات واسعة النطاق.
وفيما يتعلق بالتفجيرات التي تعرضت لها مخازن الأسلحة في العراق مؤخراً، أشار الشمري إلى جهات خارجية ولسوء التخزين، لافتاً إلى أن التفجيرات تركت الجيش في حاجة إلى تسليح دفاع جوي.
وقال الشمري لـ«الاتحاد»: «إن اللجان الأمنية لا تزال تُحقق لتحديد الجهات المسؤولة عن الاعتداءات، وسنعلن التفاصيل والأدلة عن تلك الجهات وكيفية الرد عليها»، مؤكداً أن أي اعتداء على القوات الأمنية هو اعتداء على السيادة العراقية.
وحول إحالة ضباط كبار إلى القضاء بتهم فساد، أوضح الشمري أن الجيش العراقي جاد في محاربة الفساد، وأن هيئة النزاهة قدّمت تقارير حول بعض الضباط، و«أحلناها بدورنا إلى المحاكم للبت فيها».
وذكر وزير الدفاع، الذي تسلم مهام منصبه في يونيو الماضي بعد 8 أشهر من تشكيل الحكومة العراقية وسط خلافات حادة بين القوى السياسية حول المنصب، أن التسليح خلال الحرب على التنظيمات الإرهابية صار عشوائياً، وهو ما يتطلب إعادة تنظيم شاملة داخل الوزارة، لاسيما فيما يتعلق باتفاقيات التسليح.
وعلى صعيد تنظيم مديريات وزارته، قال الشمري: «توصلنا إلى اتفاق لإلحاق المفتشية العسكرية بوزير الدفاع ليكون على دراية تامة بالاستعدادات القتالية»، موضحاً أن جميع جيوش المنطقة تربط المفتشية العسكرية بوزير الدفاع وهذا يمنحها صلاحية التفتيش على جميع المديريات التابعة للوزارة ورئاسة الأركان. ونوّه إلى أن «المديرية العامة للاستخبارات والأمن تضم 12 مديرية، وأن فصل الأمن عن الاستخبارات يجعل المعلومات أكثر دقة»، وقال الشمري، الذي شغل منصب قائد فرقة العمليات الخاصة بين عامي 2004 و2007، قبل أن يصبح نائباً لقائد قوات مكافحة الإرهاب حتى 2009: «لم أقدم تعهدات سياسية سوى بإعادة هيكلة وزارة الدفاع بشكل مهني»، مشيراً إلى أن وزارته منهكة بالمعارك منذ 2004 وحتى الآن.
وأضاف أن مهمته تتركز في المقام الأول على بناء جيش مهني متطور، مؤكداً أن العراق لديه الإمكانات ليكون جيشه من الجيوش المتطورة في المنطقة. وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة له مؤخراً بالخضوع لمساومات سياسية، قال الشمري: «لا أنتمي ولن أنتمي إلى أية جهة سياسية، ووزارة الدفاع غير مرتبطة بالانتماءات السياسية، ولن أرضخ للمساومات السياسية إن وجدت».
وتابع في حواره مع «الاتحاد»: «إن وزارة الدفاع العراقية لا تخص مذهباً أو ديناً معيناً.. وهي وزارة دفاع العراق ولا شيء غير العراق».
وحول الحرب على الإرهاب، قال الشمري: «إن تنظيم داعش الإرهابي استخدم الإعلام لإسقاط العراق في 2014، وخلاياه النائمة صغيرة ومتناثرة في مناطق غرب العراق»، مشيراً إلى وجود تنسيق عالي المستوى بين قطاعات الجيش والأجهزة الأخرى للسيطرة بشكل كامل على كل الثغرات التي يمكن لتنظيم «داعش» استغلالها خصوصاً في المناطق الحدودية للتسلل، لكنه أكد أن التنظيم الإرهابي لم يعد يمتلك قدرة على تنفيذ اعتداءات واسعة. وقال الشمري «ننسق العمليات العسكرية مع الداخلية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب وهناك عمليات مشتركة بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة وواجب الجميع هو إنهاء داعش الإرهابي في البلاد».
وأوضح أنه من الأفضل استمرار العمليات للتأكد من القضاء تماماً على «داعش»، مشيراً إلى وجود استمرار التركيز على التدريب والعمليات ضد الإرهاب، واختتم بالإشارة إلى وجود خطة متكاملة لسحب قوات الجيش من المدن في المناطق الآمنة على أن يتم تسليم المهام الأمنية فيها للداخلية».