43 حالة جنوح أحداث استقبلتها «الرعاية الاجتماعية» في الساحل الشرقي
انخفض عدد الأحداث الذين استقبلتهم دار الرعاية الاجتماعية في الساحل الشرقي العام الحالي نحو 50 في المائة، حيث وصل عدد الحالات التي استقبلها المركز العام الحالي نحو 43 حالة، في حين كان استقبل في العام الماضي 86 حالة، وفقاً لمدير دار الرعاية الاجتماعية بالوكالة في الفجيرة خميس الخديم.
وقال الخديم إن المركز يقدم برامج تعمل على إعادة تكيف الأحداث مع المجتمع بصورة طبيعية سواء على مستوى الرعاية الاجتماعية أو النفسية أو المهنية.
وأوضح أن الجرائم التي يرتكبونها هي الجرائم نفسها التي يرتكبها الكبار، ولكن تنتشر بينهم القضايا الأخلاقية والمرورية والسرقة، بينما تقل بينهم قضايا التزوير والسطو المسلح.
واستقبل المركز الذي يخدم أبناء الساحل الشرقي 42 حالة في عام 2006 و54 في 2007 و79 في 2008.
وأوضحت الاختصاصية النفسية من منطقة الشارقة التعليمية فاطمة السجواني أن جرائم الأحداث زادت في المجتمع في الفترة الأخيرة، كما أننا نلاحظ أن هناك عنفاً أسرياً مستمراً بين الوالدين والأصدقاء والإخوة وهذه المناظر رسخت في أذهان الشباب والأطفال وخلقت لديهم نوعاً من عدم الاستقرار النفسي.
وقالت إن الإعلام والألعاب الإلكترونية يلعبان دوراً مهماً في هذه القضية وذلك من خلال أفلام العنف والقتل التي يبثونها، أما الهدوء والأمن النفسي فاختفى بشكل كبير في الحياة الراهنة وخلقت هذه الأمور التي يكتسبها الحدث من المجتمع المحيط به نوعاً من الإثارة بين الشباب، وعند زيادة هذه المناظر أمام هذه الفئات تكون النتيجة تزايداً في عدد الجانحين.
وأضافت أن المسؤولية تقع على ثلاثة أطراف الأول الأسرة التي تقع نصف المسؤولية عليها لأن الطفل يتأثر بها لأنه يقع على عاتقها توجيهه وإرشاده ومراقبة سلوكه وصداقاته ونوعية الأفلام التي يتابعها والمواقع التي يدخلها، والثاني هو المجتمع لأن العنف يبدأ بنظرة ثم بكلمة ثم بلمسة ثم بضرب وينتهي باستخدام الأسلحة القاتلة أو البيضاء، فالمجتمع هو من يخلق الطفل الهادئ أو المجرم، دون إغفال المؤسسات الدينية والاجتماعية والإعلامية، والطرف الثالث هو الشاب نفسه الذي عليه أن يروض نفسه على الخير، مشيرة إلى دور البطالة في تعزيز العنف المجتمعي.
متابعة مستمرة
وأشار مدير دار الرعاية الاجتماعية بالوكالة في الفجيرة خميس الخديم إلى أن العاملين في مركز الأحداث يقومون بمهمة متابعة الأحداث المودعين في الدار وتقديم البرامج التي تعمل على إعادة تكيفهم مع المجتمع بصورة طبيعية سواء على مستوى الرعاية الاجتماعية أو النفسـية أو المهنية أو الرياضية، كما يقومون كذلــك بالإشراف على الحياة المعيشية للأبناء بالدار التي وجدت لتأهيل الأحداث من خلال مجموعة من البرامج التي يستعيد بها الحدث تكيفه مع المجتمع وتوافقه الذاتي مع نفسه، حيث يمر ببرنامج نشاط يومي يتم من خلاله اكتشاف السلبيات العالقة به للعمل على تلاشيها وتدعيم الإيجابيات التي يتمتع بها.
وبين أن المتابعة تستمر بعد خروج الحدث من الدار ضمن برنامج الرعاية اللاحقة، الذي يعمل على إعادته إلى مقاعد الدراسة أو البحث له عن فرصة عمل أو إلحاقه ببرامج تدريبية تؤهله لخوض سوق العمل.
وحول المدة التي يقضيها الحدث الذي يحكم علية بالإيداع بالدار، قال إنه ليس هناك مدة محددة لذلك بل يتوقف الأمر على مدى استجابة الحدث للبرنامج العلاجي الذي يقدم له، أما الأحداث المحكوم عليهم بالحبس لمدة معينة من قبل المحكمة فيقضون المدة كاملة حسب الحكم الصادر بحقهم ما لم يشملهم عفو سمو الحاكم.
أسباب الجنوح
وأضاف أن الأشخاص الأكثر عرضة للانحراف هم الذين ينحدرون من أسر مفككة تغيب فيها السلطة الضابطة الموجهة لسلوك الحدث، وكذلك الأسر التي لا يتمتع فيها الوالدان بالوازع الديني الذي يحكم سلوك الأسرة، وهذه الأمور بدورها تعمل على تعرض الأحداث للانحراف، وكذلك بسبب زواج الآباء من الأجنبيات، كبر سن الوالدين أو وفاة أحدهما، تأثير أصدقاء السوء والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الشاب، إضافة إلى الجانب الاقتصادي الضعيف أو المعدوم وزيادة وقت الفراغ لدى الأبناء وغياب الرقابة الأسرية عليهم.
وعن البرامج والأنشطة التي يقدمها المركز لهم، لفت إلى أن هناك أنشطة تعليمية ومهنية ودينية ورياضية، كما يتم في الدار مشاركتهم الاحتفال بالمناسبات والأعياد.
المصدر: الفجيرة