أحمد النجار (الشارقة)

عاش جمهور مسرح المجاز، مع الفنان المصري الكبير هاني شاكر، والمطرب اللبناني المتألق وائل جسّار، أمسية فنية في أولى الحفلات الغنائية التي استضافها المسرح أمس، وقدم هاني أجمل أعماله التي نالت الإعجاب، كما قدم جسار باقة من أغنياته العاطفية.
ويستضيف مسرح المجاز مساء كلّ جمعة من 25 يناير حتى 1 مارس المقبل حفلات غنائية منتظرة لنخبة من نجوم الغناء العربي، تضمّ كلّاً من الفنانين الكويتي نبيل شعيل، واللبنانيين راغب علامة، ونوال الزغبي، ومحبوب العرب محمد عسّاف، فيما يشارك النجم الإماراتي عيضة المنهالي، والفنان العراقي ماجد المهندس، ضمن سهرات استثنائية في الهواء الطلق.

هاني شاكر: الإمارات تنقل رسالة التسامح إلى العالم
أكد الفنان هاني شاكر أن التسامح في الإمارات ثقافة راسخة متأصلة في وجدان قيادتها وشعبها منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأضاف أمير الغناء العربي، بأن احتفالية الإمارات بـ «عام التسامح» تأتي امتداداً لهذا التعايش الإنساني النبيل الذي يجمع الأجناس والأعراق والأديان تحت نسيج مجتمع واحد، يؤمن بالتنوع والتعددية الثقافية، ويحتفي بقيم الحب والسلام والجمال، ويروي للعالم سيرة جديدة في الاهتمام بالإنسان، واحترام الآخر، وإرساء قيمة التسامح كسلوك يومي في الحياة، مشيراً إلى أن دور الفنان الحقيقي يكمن في تطويع صوته وفنه من أجل نشر تلك القيم الإنسانية النبيلة.
هاني شاكر الذي أحيي حفلاً موسيقياً على مسرح المجاز مساء أمس، في ليلة طربية بامتياز، شاركه فيها المطرب وائل جسار، قال لـ«الاتحاد»: «إن الفن الصادق ينطلق من قيم التراث والأخلاق والمبادئ المجتمعية التي تصنع الجمال كمفردة ثقافية تمس الوعي والوجدان، وتنتصر للحب وتحتفي به، وتنشر صوت الفرح كرسالة أمل عابرة للقلوب والحدود، بينما الفن الهادم هو الذي يتجاوز كل الأعراف والأخلاقيات، مستنداً إلى حرية الفكر والتعبير، مما يفسد الذوق والذائقة، ويشوه روح الثقافة العربية».
ولفت إلى أن الإمارات بحنكة قيادتها الحكيمة سباقة دائماً في إطلاق مبادرات عظيمة، تشكل مصدر إشعاع للثقافة والفنون والقيم الإنسانية الجميلة، من دون أن يفوته بالطبع توجيه رسالة حب إلى جمهوره الكبير في الإمارات الحبيبة، مشدداً على أن الأغنية العربية قادرة على لعب دور ثقافي مهم في غرس ثقافة التسامح قيم التعايش والحب في الوجدان العربي.


وأوضح أن لهذا الحفل خصوصية بالغة، حيث وصفه بـ «تجربة فريدة» لكونها المرة الأولى التي يحيي فيها حفلاً موسيقياً بهذه القيمة الثقافية الجميلة في مسرح المجاز بالشارقة، الذي يتبنى رسالة جميلة في إنعاش المشهد الفني والثقافي العربي، عبر استقطابه نخبة كبيرة من نجوم الفن والموسيقى، مشيراً إلى أنه وعد جمهوره بليلة فرح سعيدة ملأى بالمفاجآت الطربية التي تتناغم مع كل الأمزجة والأذواق، حيث تضمنت أجندته الغنائية تشكيلة متنوعة من الأغاني القديمة والجديدة، وأغنيات من ألبومه الخليجي الجديد، وطعّمَ حصته الغنائية بأيقونات طربية لعبدالحليم حافظ ووردة الجزائرية، ولم يبخل أمير الغناء من فرد مساحة للجمهور لتلبية طلباتهم من أغنيات محببة من الزمن الجميل.
وتعليقاً على انجذاب المطربين إلى الدراما والسينما، نفى هاني شاكر أن يكون ذلك متعلقاً بتحقيق أي مكاسب مادية، على العكس تماماً فإن الشهرة، وإثبات الحضور والنجومية، أمور ثانوية بالنسبة للفنان الحقيقي، الذي يضع باهتمامه تحقيق «قيمة فارقة» تضاف إلى تاريخه الفني، حيث إن حضور الفنان في الدراما يعيش في الذاكرة العربية أكثر من حفلاته، وقال: «أعتقد أن كل فنان لا يتردد في خوض أي تجربة جديدة في الدراما أو السينما، فقد تعلمنا من الفنانين الكبار مثل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وعبد الوهاب، وكل المطربين والمطربات، بأن الفن الجميل يمكن أن يطل من نافذة السينما ليكون أكثر رواجاً وديمومة، لهذا السبب فإن أغانيهم تعيش في وجداننا، بدليل أننا نشاهد أفلامهم أكثر من حفلاتهم».

في الهواء الطلق
الحفل الموسيقي الحي الذي أقيم، مساء أمس، على مدرجات المسرح المفتوح في الهواء الطلق، الأول من نوعه في المنطقة، والذي يستهله مسرح المجاز، ضمن باقة فعالياته لعام 2019، ويحظى المطربان العربيان بقاعدة جماهيرية كبيرة في المنطقة.