حوار- يوسف العربي
أكد كريس سبيلر، مدير مجموعة المعارض العالمية «إنفورما» المنظمة لمعرض سيتي سكيب العالمي 2019، إتاحة عمليات البيع المباشر على أرض المعرض للمشاريع العقارية التي يتم تطويرها داخل دولة الإمارات وفقاً للوائح مؤسسة التنظيم العقاري.
وقال سبيلر، في حوار مع «الاتحاد» قبيل انطلاق فعاليات معرض سيتي سكيب جلوبال إن القطاع العقاري في الإمارات تجاوز مرحلة التصحيح واحتفظ بمقومات النمو وموقعه بوصفه وجهة استثمار أولى في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف، أن إتاحة عملية البيع المباشر للمشاريع العقارية المحلية خطوة ناجحة تشكل قفزة نوعية تضاعف من جاذبية المعرض على صعيد الزوار والعارضين على حد سواء أكثر في سوق يتمتع بتنافسية عالية متوقعاً تسابق المشاركين في المعرض على عرض صفقات جذابة، وحلول ذكية ومرافق ملائمة لاستقطاب المستثمرين.
وتابع، أن الحدث الذي تنطلق فعالياته خلال الفترة من 25 إلى 27 سبتمبر الجاري، سيأتي بمجموعة واسعة ومتنوعة من المشروعات الاستثنائية، والشقق السكنية والمنازل والأبنية والفنادق والمقرات التجارية والمساحات الراقية للتجزئة داخل المدن، وغيرها.
أداء السوق
وحول تقييمه لوضع السوق العقارية في دبي خلال العام 2019 والمتوقع للأعوام المقبلة، قال سبيلر، إن السوق العقارية المحلية في دبي شهدت منذ مطلع العام حركة تصحيح إيجابية حافظت على استقرار السوق وضمان النمو المستمر، لافتاً إلى أن السوق تجاوز هذه المرحلة ويمكن وصف أدائه بالمبشر مقارنة بأداء الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأضاف، «تتميز دولة الإمارات بمناخ تنظيمي مرن ومتطور حيث تعمل الجهات الحكومية بصفة متكررة على تعديل القوانين وسن الأطر والتشريعات الجديدة التي تضمن دعم واستدامة القطاعات الرئيسية وفي مقدمتها القطاع العقاري لهذا العام حيث شهدنا إعلان مجموعة من المحفزات، كان أبرزها رفع نسبة تملك المستثمرين الأجانب في الشركات التجارية لغاية 100% في 122 نشاطاً اقتصادياً، وإطلاق مبادرة الإيجار المنتهي بالتملك، و تعديل قانون حساب الضمان العقاري».
ولفت إلى أنه من خلال نتائج التقارير التي تصدرها شركات الاستشارات العقارية والجهات الحكومية المعنية بالإضافة لمتابعة مؤشرات الأسواق المحلية وحركة سوق الأسهم العقارية المحلي، حيث سجلت أسهم الشركات العقارية المحلية في دبي وأبوظبي صعوداً معززاً بحالة التفاؤل المسيطرة على معنويات المستثمرين كما تمكنت من استقطاب الأموال من قبل المستثمرين العرب والأجانب حيث تم تسجيل أرباح متزايدة في الفترة الأخيرة في السوقين.
ولفت إلى مجموعة القوانين الجديدة وفي مقدمتها قانون التملك الحر للعقارات والأراضي في المناطق الاستثمارية في أبوظبي للأجانب وقانون الإيجار المنتهي بالتملك الذي تم الإعلان عنه حديثاً بتحفيز المستثمرين واجتذاب فئات جديدة من المشترين.
وشكلت القوانين منافذ سمحت برسم مسار صحي ومدروس للمنتجات العقارية المتنوعة المطروحة في دبي والإمارات، فمن المعروف أن معظم الشركات قرنت مواعيد تسليم مشاريعها مع حلول إكسبو 2020 مما تسبب في وفرة العقارات المطروحة مقارنة بالطلب.
وجاءت مجموعة القوانين في التوقيت المثالي الذي يضمن اتساع شريحة الباحثين عن الاستثمارات المجزية لاسيما في ظل وجود العديد من العروض المغرية التي تشجع على الشراء، ونتوقع أن نرى انعكاس ذلك من خلال إعلان الجهات المشاركة في سيتي سكيب العالمي حول مستويات المبيعات المحققة عبر منصة المعرض.
أسعار تنافسية
وفي ما يتعلق بانخفاض الأسعار قال سبيلر، إن الأسعار مناسبة وجاذبة والمنافسة ضرورية تصب في مصلحة المستثمرين من خلال توفير خيارات متعددة وأساليب مرنة تدعم الجهود الرامية إلى تسريع عجلة السوق العقاري وتلهم المطورين والجهات المعنية إلى إيجاد حلول مبتكرة ترسخ تنافسية القطاع على الخريطة العالمية.
ونوه بأن القطاع استطاع تقديم عروض قوية وصلت إلى دفعات حجز تبدأ من 1% أو دفعات شهرية مقرونة بتسهيلات عديدة منها الإعفاء الكامل أو الجزئي من رسوم التسجيل العقاري والخدمات والصيانة كما دعمت الشركات عروضها بجداول سداد ودفعات تستمر لسنين عدة بعد استلام العقار من المطورين بشكل مباشر دون الحاجة إلى التمويلات البنكية.
وفق تقارير رسمية اقتربت القيمة الإجمالية لصفقات شراء وتمويل عقارات دبي من تسجيل 100 مليار درهم منذ بداية العام حتى الآن، أما في أبوظبي على سبيل المثال، تم تسجيل 3712 صفقة رهن عقاري بقيمة 18.5 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يعكس ثقة البنوك في القطاع العقاري.
التحديات الراهنة
وأكد مدير مجموعة المعارض العالمية «إنفورما» المنظمة لمعرض سيتي سكيب جلوبال أن القطاع العقاري خلال النصف الأول من عام 2019 شهد العديد من التغييرات الإيجابية وجاءت حركة تصحيح الأسعار والانخفاض النسبي في أسعار العقارات المعروضة في المناطق الرئيسية من دبي والإمارات كمحرك رئيسي ساهم بزيادة الاستثمارات في السوق العقاري وخاصة بالتزامن مع القوانين التي تم الإعلان عنها خلال الأشهر القليلة الماضية والمتعلقة بالإقامات الدائمة.
ولفت إلى أن دبي توفر حالياً طيفاً واسعاً من فرص الاستثمار في العقارات وفي مقدمتها الشراء على الخريطة أو قيد الإنجاز والذي يتيح للمستخدم النهائي الاستفادة من الزيادة المتوقعة لرأس المال خلال فترة التشييد إلا أنّ هذه الخطوة لا تخلو من المخاطر، نظراً لكونها مرتبطة بأداء السوق.
كما تتمتع الإمارة بعوامل أخرى تدعم أهمية الإمارة و مكانتها كوجهة مثالية للاستثمار ومنها مرونة بيئة الأعمال وشفافية الأنظمة والقوانين والاستقرار الجيوسياسي الذي تتمتع به، إضافة إلى ارتفاع مستوى البنى التحتية والخدمات اللوجستية وغيرها من الخدمات المرتبطة بالاحتياجات الأساسية لمن يقصد العمل أو الإقامة في الإمارة ويجعل منها وجهة جاذبة للزوار ورؤوس الأموال على حد سواء.
وأضاف، أن مبادرات التحفيز التي تطلقها الحكومة تسهم بما يتناسب مع متطلبات كل مرحلة في نشر التفاؤل وتشجيع النشاط الاقتصادي من خلال استهدافها لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتركيزها على تنمية واستدامة القطاعات الرئيسية ومنها القطاع العقاري، بما يضمن تحقيق استراتيجية التنويع الاقتصادي وستؤثر هذه التدابير بشكل مباشر في سوق العقارات التجارية؛ إذ ستسهم في ضخ مزيد من رؤوس الأموال إلى السوق، ما سيدعم زيادة الاستثمار في الإمارة من المنظورين المحلي والدولي
ورشة عمل تفاعلية حول التصميم المعماري
يشهد معرض سيتي سكيب العالمي 2019 مشاركة دولية قوية حيث يشارك في المعرض أبرز مؤسسات التطوير العقاري من دول مجلس التعاون والشرق الأوسط بشكل عام ودول أخرى كالصين وأميركا والمملكة المتحدة، وسويسرا، و قبرص، و ماليزيا، وبلجيكا، وباكستان، وتركيا، والبوسنة وغيرها من دول العالم.
وقال كريس سبيلر، مدير مجموعة المعارض العالمية «إنفورما» المنظمة لمعرض سيتي سكيب العالمي 2019، إن هذه المشاركة الدولية القوية تؤكد أهمية المنصة ونجاحها في توفير بيئة جاذبة للمستثمرين تمكنهم من التعرف إلى أحدث مستجدات السوق العقارية العالمية وتسهل لهم عمليات الشراء وهذا ما يرسخ مكانة المعرض كأحد أهم وأكبر الفعاليات المتخصصة في المجال العقاري عالمياً.
وأضاف أن الدورة الحالية للمعرض تشهد إطلاق العديد من المشاريع العقارية الجديدة، ويتميز سيتي سكيب العالمي بكونه بوابة عالمية لتقديم المشاريع المحلية والعالمية في آن معاً، حيث تتجه أهم الشركات العالمية لاستعراض مشاريعها القائمة داخل وخارج دولة الإمارات لاستقطاب المستثمرين وتسريع مبيعاتها.
وتابع: تسلط منصة سيتي سكيب العالمي هذا العام الضوء على تعزيز الجانب المعرفي ومشاركة التجارب والممارسات الناجحة على مستوى العالم. وسنقوم بإطلاق ورشة عمل تفاعلية حول التصميم المعماري بالتعاون مع المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، وذلك ضمن فعاليات «سيتي سكيب إنتليجنس» في اليوم الأول من انطلاق المعرض الموافق 25 سبتمبر 2019.
وقال كريس سبيلر، مدير مجموعة المعارض العالمية «إنفورما» المنظمة لمعرض سيتي سكيب العالمي 2019 تهدف الورشة إلى تقديم نموذج لمدينة أكثر تمحوراً حول الإنسان، وذلك من خلال وضع تصاميم معمارية تتيح إنشاء مساحات حيوية تعزز التفاعل بين الناس والمجتمعات وتعالج في الوقت ذاته مسألة الانتشار المتزايد للطرق في المدينة واعتماد السيارات للتنقل ضمنها.