تنافس كبير على خدمة «ادفع عن كل مشاهدة تلفزيونية»
أطلق موقع “يوتيوب” لعروض الفيديو على الإنترنت والذي تمتلكه شركة “جوجل” خط مفاوضات مع شركات سينمائية رائدة في “هوليوود” تمهيداً لتطوير خدمة عالمية جديدة أطلقت عليه اسم “ادفع عن كل مشاهدة” pay-per-view يمكن من خلالها اختيار الفيلم أو البرنامج المطلوب ومشاهدته على شاشة التلفزيون مقابل أجر محدد. وقالت مصادر موقع “يوتيوب” إن الخدمة الجديدة قد تنطلق بالفعل مع حلول نهاية العام الجاري. وسوف يدفع هذا المشروع شركة “جوجل” للتقابل رأساً لرأس مع منافستها اللدود شركة “آبل” في إطار الصراع على الاستئثار بكعكة توزيع الأفلام والمحتويات التلفزيونية عن طريق مواقع الإنترنت.
ولا يقتصر التنافس على تقديم هذه الخدمة الجديدة على الشركات الأميركية وحدها، بل إن شركة “سوني” اليابانية تستعد بدورها لإطلاق خدمة مماثلة. وكان هوارد سترينجير الرئيس التنفيذي لشركة الإلكترونيات اليابانية العملاقة قال أمس الأول في مؤتمر صحفي إن الشركة تستعد لطرح خدمتها الجديدة في أوروبا لتقديم عروض الفيديو حسب طلب المشاهدين والمعروفة باسم “كريوسيتي” لمنافسة خدمة مماثلة يقدمها موقع “آي تيونز” الذي تمتلكه شركة “آبل”. وتأتي تصريحات سترينجر عشية افتتاح معرض برلين الدولي للأجهزة الإلكترونية الذي تنطلق فعالياته اليوم الجمعة ويتواصل حتى يوم الأربعاء 8 سبتمبر الحالي.
ويُذكر أن شركة “سوني” سبق لها أن أطلقت خدمة “كريوسيتي” في وقت سابق من العام الحالي في الولايات المتحدة حيث يمكن للمشاهدين تنزيل الأفلام وحفظها على جهاز التلفزيون قبل بدء تشغيله على أجهزة سوني التلفزيونية الجديدة وأجهزة تشغيل أقراص “بلو راي”. كما تجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذا التطور يأتي في وقت بدأت تنتشر فيه أجهزة التلفزيون القادرة على الاتصال بكل من الإنترنت وشركات توزيع محتوى البث التلفزيوني المدفوع. وذكرت “سوني” أنها ستطلق الخدمة الجديدة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا خلال الخريف المقبل.
وتتميز خدمة بأن الشركة تستأثر بمكتبة ضخمة من المحتويات والعروض التلفزيونية المتنوّعة تضم ملايين التسجيلات الموسيقية وأفلام كبريات شركات الإنتاج السنيمائي الأميركية مثل “فوكس القرن العشرين” و”ليون جيت” و”مترو جولدن ماير” و”إن بي سي” و”بارامونت”. وتعتقد “سوني” أن خدمتها الجديدة ستكون أكثر جاذبية ومتعة للمشاهد من خدمة “آي تيونز” التي تشغّلها شركة “آبل” وتسمح للمستخدمين بشراء أغنية واحدة في كل مرة.
وستستغل شركة “جوجل” خبرتها العريضة في تكنولوجيا محركات البحث وعرض أفلام الفيديو على موقع “يوتيوب”، لتوجيه المشاهدين وحثّهم على الاستفادة من خدمتها الجديدة التي ينتظر إطلاقها في الولايات المتحدة أولاً لتنتشر بعد ذلك في بقية دول العالم. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن خبير واسع الاطلاع على مشاريع “جوجل” قوله “لقد أصبحت كل من جوجل وموقعها يوتيوب يمثلان ظاهرة عالمية مرشحة لاستلاب دور الخدمات التلفزيونية المنقولة عبر الكابل أو الأقمار الاصطناعية. وعندما راح الخبراء يقدرون عدد المشاهدين الذين ينتظر أن يستخدموا هذا النظام الجديد، تبيّن لهم أنه سيكون هائلاً”.
وينتظر أن تستمر المفاوضات بين “جوجل” وأقطاب صناعة السينما، بضعة أشهر؛ إلا أن “جوجل” أظهرت حرصاً شديداً على استعجالها بسبب ما لوحظ من ضرورة الإسراع في طرح مثل هذه الخدمات قبل أن يسبقها إليها المنافسون.
وفي سياق متصل، توقعت “آبل” قبل أيام أن تكشف قريباً عن نتائج عملية التطوير والتحديث التي خضع لها جهاز تلفزيوني منزلي مرتبط بشبكة الإنترنت، كما أعربت عن أملها في أن يتحول الجهاز الجديد إلى منصّة جديدة للتطبيقات والوظائف المتنوّعة التي ستشهدها أجهزة التلفزيون التفاعلية قريباً.
وبالنظر إلى العوائد المالية الكبرى التي ينتظر أن تدرّها خدمة “مشاهدة حسب الطلب” فلقد جذبت اهتمام شركات أخرى تدير مواقع أو شركات سينمائية مثل “نيتفليكس دوت كوم” و”هولو دوت كوم” الذي تمتلكه شركة “والت ديزني” وغيرهما. ويتوقع خبراء أن تتغيّر سلوكات وطرق المتابعة عند المشاهدين الذين سيستخدمون النظام الجديد. ولن يعمد هؤلاء إلى تنزيل الأفلام على أجهزة الكمبيوتر بعد الآن، بل إنهم سيفضلون دفع 5 دولارات عن مشاهدة كل فيلم أو فقرة تلفزيونية.
المصدر: أبوظبي