محمد إبراهيم (الجزائر)
أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس الأركان الجزائري، أن قيادات الجيش ليس لديها طموح سياسي، مشيراً إلى أن هذا الموقف تأكد بعد تشكيل السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات التي شرعت في التحضير الفعلي لهذا الاستحقاق الانتخابي، فيما تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي محاكمة مسؤولين سابقين كبار يطلق عليهم «العصابة» بتهمة التآمر على سلطة الدولة والجيش.
وقال الفريق قايد صالح «إن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بتحمل مسؤولياته العظيمة والشريفة وفقاً للمهام الموكلة إليه دستورياً»، مضيفاً أنه «في الأشهر السبعة الأخيرة، التي خرج فيها الشعب للتعبير عن مطالبه الشرعية بكل سلمية، لم يجد من يقف إلى جانبه ويسانده ويحميه إلا المؤسسة العسكرية وقيادتها الوطنية التي تمكنت بكل بصيرة وحكمة، من الحفاظ على انسجام مؤسسات الدولة وضمان سيرها الحسن». وأشار إلى تعنت بعض الأطراف وإصرارها على رفع بعض الشعارات المغرضة، التي لم يعرها الجيش أي اهتمام، وظل ثابتاً على مواقفه.
وتطرق إلى قضايا الفساد اتهم فيها مسؤولون حاليون وسابقون، قائلاً «كما خانت فئة قليلة عهد الشرفاء إبان الثورة المظفرة، فإن فئة قليلة من هذا الجيل التي تولت مسؤوليات سامية ووظائف تسييرية في مختلف مؤسسات الدولة، لم تراع حق الوطن فيها وجحدت خيراته، بل وعمدت على التآمر ضده مع الأعداء، في محاولة تهديم ما تم بناؤه بفضل جهود الرجال المخلصين، لتصل أعمالهم الشنيعة حد الخيانة في الوقت الذي كان فيه الوطن في أمس الحاجة إليهم».
وقال إن «محاولات العصابة وأذنابها لعرقلة المسار الانتخابي من خلال نشر المغالطات والدعاية المغرضة بخصوص حرصنا على تسريع وتيرة الأعمال للتوجه نحو الاقتراع، الذي لا علاقة له بالتسرع، ستبوء بالفشل، لأنها تحمل في طياتها تناقضات صارخة تفطن لها الشعب وأدرك ضرورة الذهاب في أقرب الآجال إلى انتخاب رئيس جمهورية باعتباره الملاذ الوحيد للخروج بالبلاد إلى بر الأمان».
من جهة أخرى، تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي جلسات محاكمة كل من السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره، والجنرال محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق والجنرال عثمان طرطاق المعروف باسم البشير مديري المخابرات السابقين، ولويزة حنون رئيسة حزب العمال (يساري معارض)، وسط إجراءات أمنية مشددة وتعتيم إعلامي طال تفاصيل الجلسة الأولى للمحاكمة.
كما يحاكم غيابياً في ذات القضية وزير الدفاع الأسبق خالد نزار وأحد أبنائه وشريك له، نظراً لفرارهم إلى إسبانيا منذ أشهر، وأصدر القضاء العسكري الجزائري مذكرة توقيف دولية بحقهم. ويواجه المتهمون تهمة التآمر على سلطة الدولة، والتآمر على سلطة الجيش، وهي الاتهامات التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وكان مقرراً في جلسة الأمس أن يستمع القاضي للجنرال محمد مدين والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، بعد أن رفض السعيد بوتفليقة في جلسة أمس الأول الإجابة عن أسئلة القاضي.
وفاة 8 رضع في حريق بمدينة الوادي
لقي 8 رضع حتفهم، فيما اختنق ما يزيد على 70 شخصاً، إثر حريق نشب بدار ولادة بوسط مدينة الوادي الجزائرية، بحسب مصادر الحماية المدنية. وذكرت الحماية المدنية الجزائرية، أن الحريق الذي اشتعل في الساعات الأولى، من صباح أمس، بمستشفى الأم والطفل بولاية الوادي «أم بشير بن ناصر» (700 كيلومتر جنوب شرق الجزائر العاصمة)، أسفر عن وفاة 8 أطفال، 3 منهم بحروق، و5 اختناقاً.
وأضافت الهيئة الجزائرية، أنه تم إنقاذ 76 شخصاً، 11 رضيعاً، و37 امرأةً، و28 عاملاً وعاملة، وتم احتواء الحريق لمنع امتداده إلى أماكن أخرى بالمستشفى. ولا تعتبر هذه الحادثة التي شهدها المستشفى هي الأولى من نوعها، فقد نشب العام الماضي حريق هائل أتى على أجزاء كبيرة من المؤسسة الاستشفائية المتخصصة، وتمت إعادة تهيئتها وترميمها في وقت وُصف بالقياسي.