الإمارات تحظى بإشادات دولية في مجال الطاقة المتجددة
أبوظبي (وام) - حظيت الإمارات بإشادات من قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين ومختصين خلال افتتاح الدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل أمس بمركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك”، نظير إسهاماتها المؤثرة في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
فقد انطلقت فعاليات القمة التي تنظمها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” خلال الفترة من 16 إلى 19 يناير الجاري بالنشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة قدمه مجموعة من الطلبة والطالبات.
وبعد ذلك تم عرض مقطع فيديو يبيّن جهود الدولة والعالم في مجال الطاقة المتجددة.
وألقى الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ”مصدر” كلمة ترحيبية، ثم كلمة دولة رئيس مجلس الدولة الصيني، ون جيا باو، ورئيس الوزراء الكوري، كيم هوانج سيك، ومعالي ناصر عبد العزيز النصر، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومعالي بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي كلمة رئيسية أمام القمة، قدم ون جيا باو رئيس مجلس الدولة الصيني، التهنئة والشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على افتتاح القمة، مشيداً بالمشاركة رفيعة المستوى من قبل الشخصيات السياسية والخبراء.
وشدد على أهمية العمل على تطوير طاقة المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة في دفع عجلة الانتعاش والازدهار الاقتصادي.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن هذه أول زيارة له إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنه سمع الكثير عن جهودها من خلال مصدر في تطوير حلول الطاقة المتجددة.
واستعرض نمو قطاع الطاقة وأثره على نمو الاقتصاد وقال إن المجتمع البشري مرّ بمراحل مختلفة من استخدام الطاقة بدءاً بالخشب ثم الفحم ثم الطاقة الهيدروكربونية فالنووية، ومع كل تحوّل إلى نوع جديد من الطاقة، كان العالم يشهد تطوراً كبيراً في الطاقة الإنتاجية. لذا، فإن توجه العالم الآن إلى الطاقة المتجددة سيجلب المزيد من فرص النمو الاقتصادي.
وأكد أنه عند استعراض مسيرة الحضارة البشرية نجد أن الطاقة هي المحور الأساسي لنموها، واقترح بذل مزيد من الجهود لترشيد استهلاك الطاقة وأشار إلى تجربة الصين في تطوير الطاقة النووية حيث تعد في المركز الأول عالمياً من حيث مشاريع الطاقة النووية قيد الإنشاء.
وأشاد بجهود الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا”، مؤكداً أنها لعبت دوراً إيجابياً منذ تأسيسها في دعم تطوير حلول الطاقة المتجددة وتسريع انتشارها.
كما أشاد بالجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتزامها بالسعي إلى تحقيق مزيج متنوع من موارد الطاقة، وحرصها على إتاحة فرصة اللقاء بين مختلف المعنيين للتباحث في مختلف القضايا والشؤون ذات الصلة.
وقال معالي رئيس الوزراء الكوري الجنوبي كيم هوانج سيك في كلمته “لقد حققت دولة الإمارات النمو والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة، ونود الإعراب عن عميق الشكر على حسن الضيافة والتنظيم”.
وأضاف “للسنة الخامسة على التوالي، نجحت القمة العالمية لطاقة المستقبل في ترسيخ مكانتها كمنصة استراتيجية للحوار. نحن في كوريا نرحب بمشاركة تجربتنا في النمو الاقتصادي الصديق للبيئة” لافتاً إلى افتتاح مكتب “المعهد العالمي للنمو الأخضر” في أبوظبي وتوقع أن يقوم بدور كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأكد استعداد كوريا للتعاون مع دولة الإمارات في نشر حلول الطاقة المتجددة والمساهمة في التصدر لتحديات تغير المناخ. وقال إن بلاده حددت لنفسها هدفاً بأن تكون خامس أكبر دولة في العالم من حيث استخدام الطاقة الخضراء والنظيفة بحلول عام 2030.
وقال معالي ناصر عبدالعزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة “إن استضافة الإمارات العربية المتحدة لأكبر تجمع سنوي في العالم والمخصص للطاقة، يعكس التزامها الراسخ بمبادئ التنمية المستدامة، وجهودها الحثيثة لتعزيز القدرات في مجال الطاقة المتجددة ومواكبة النمو المتزايد في الطلب على الطاقة والمساهمة في المحافظة على البيئة وحمايتها، وكذلك استضافتها للوكالة الدولية للطاقة المتجددة آيرينا”. وفي كلمته الرئيسية أمام القمة أعلن معالي بان كي- مون عام 2012 سنةً دوليةً للطاقة المستدامة للجميع، كاشفاً عن الأهداف الثلاثة لهذه المبادرة.
وقال “يشهد اليوم زخماً قوياً في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من الافتقار إلى الطاقة، وحفز النمو الاقتصادي المستدام، والحد من انعكاسات تغير المناخ.. وأؤكد هنا على أن الوصول إلى توفير الطاقة المستدامة للجميع هو أمر ممكن وضروري، ومن هنا، ارتأيت إطلاق هذه المبادرة للمساعدة في تلبية هذه الأهداف الثلاثة في آنٍ معاً، وبما يحقق المنفعة والفائدة للجميع”.
وتوجه معالي الأمين العام بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي، و”مصدر” على استضافة هذا الملتقى المهم بغية مد جسور الحوار والتعاون بين دول العالم، وأضاف “تعتبر القمة العالمية لطاقة المستقبل من أبرز الأحداث التي تجمع تحت مظلتها كبار صانعي القرار بهدف التحاور وتبادل وجهات النظر بشأن التحديات والفرص المتاحة لتوفير الطاقة المستدامة للجميع”.
ثم قام برتراند بيكار، العالم السويسري الذي صمم طائرة شمسية حلقت لمدة 26 ساعة متواصلة بدون قطرة وقود بمخاطبة الحضور حول نجاح مبادرته التي كان المشجع الأول لها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى لقائه مصمم الطائرة الذي عرض فكرة المشروع على سموه في احد مهرجانات المفكرين، فأجابه سموه حينها إنني على ثقة كبيرة بنجاحك وتحقيقك مشروعك.
وحث بيكار أصحاب العلاقة والقيادات وغيرهم على إحداث ثورة في أنماط التفكير وتغيير أساليب الانتاج الحالية واعتماد الأطر القانونية للإنتاج والعمل بشكل مبتكر بما يشجع استخدام التكنولوجيا الحديثة والنظيفة في استخدام الطاقة. وبعدها، قدمت مجموعة من المبدعين من جيل الشباب لمحة عن ابتكاراتهم في مجال الطاقة المتجددة واستخدام التقنيات الحديثة والمبتكرة والأفكار الجديدة في تصميم ألواح الطاقة الشمسية باستغلال أشكال أوراق الأشجار وتوسيع الرقعة الخضراء بواسطة نظم الري باستخدام الطاقة الشمسية وابتكار حقيبة مدرسية صديقة للبيئة تصلح لرحلات السفر.
وضم فريق المبدعين الواعدين مريم المزروعي وعبد الرحمن المزروعي، والطفل الأميركي آيدن دواير وانضمت إليهم مجموعة من الطالبات والطلاب.
من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ”مصدر” إن هذا الحضور رفيع المستوى يعكس نجاح رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والمتابعة الحثيثة من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأضاف “لقد بدأنا بجني ثمار البذور التي غرستها قيادتنا الحكيمة من خلال سياسة مد جسور التعاون والتواصل والعمل على التصدي للتحديات بهمة عالية”.
وقال في كلمته الترحيبية “على مدى العقود الأربعة الأخيرة، بذلت قيادتنا الحكيمة جهوداً جبارة لبناء اقتصاد مستدام يتمتع بالقوة والحيوية، ورسخت دولة الإمارات لنفسها مكانة متميزة كمزود رئيسي للطاقة من خلال قطاع النفط والغاز.. واكتسبنا خبرة كبيرة في قطاع الطاقة، بحيث أصبحنا اليوم قادرين على تطبيق معرفتنا وخبرتنا في تطوير وتصدير أشكال جديدة من الطاقة، ومن المهم للغاية تنفيذ المشاريع لتبيان الجدوى الاقتصادية والاستراتيجية للطاقة المتجددة” منوهاً بأهمية الشراكات والتعاون لتحقيق المشاريع الناجحة والمجدية مثل محطة خيماسولار”.
وشدد في كلمته على ضرورة أن يتحلى القطاعان العام والخاص بالمرونة ليكونا قادرين على مواكبة النمو السريع لقطاع الطاقة المتجددة وظروف الأسواق العالمية.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر النمو الكبير الذي يشهده القطاع، مشدداً على أهمية قيام الحكومات بتحسين ميزانياتها من خلال دعم قطاع الطاقة المتجددة.
وأضاف “من خلال خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة والاستثمار في تطوير التقنيات النظيفة، يمكننا دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في آن معاً”.
وأوضح أنه في حين شهدت القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح ارتفاعاً بأكثر من 10? لتصل إلى أكثر من 200 جيجاواط، نمت القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية عبر الألواح الكهروضوئية المركبة بنحو 30? لتصل 350 جيجاواط.
وعلى الصعيد العالمي، انخفضت التكاليف بشكل ملحوظ في حين شهدت التقنيات تطوراً ملموساً. كما شهد العقد الماضي ارتفاع قيمة سوق قطاع الطاقة النظيفة من مليار دولار أميركي إلى 211 مليار دولار.
وأوضح الدكتور سلطان الجابر أنه من الضروري التركيز على “تحديث الأطر القانونية لمواكبة نمو القطاع، وتطوير السياسات والتشريعات الداعمة والمحفزة لنشر التقنيات النظيفة، وتخصيص التمويل المناسب للبحوث والتطوير من أجل تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف”.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بجلستين وزاريتين متتاليتين شارك فيها وزراء من مختلف أنحاء العالم ناقشوا طيفاً واسعاً من الموضوعات والقضايا ذات الصلة، بما في ذلك التشريعات المتصلة بقطاع الطاقة، والاستثمار والتمويل، والمباني الخضراء، ووسائل النقل النظيفة، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح والوقود الحيوي. ومن المتوقع أن تستقطب القمة العالمية لطاقة المستقبل هذا العام أكثر من 26 ألف مشارك لمناقشة حلول الطاقة المتجددة والمستقبلية والابتكارات والاستثمارات والسياسات والرؤى ذات الصلة بقطاع الطاقة.
وسيتخلل الحدث جلسات عامة تتناول النواحي السياسية والاقتصادية لقطاع الطاقة، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين والمؤسسات المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة.
وتضم أجندة الحدث أيضاً جلسات حوارية حول الفرص المتاحة في مجالات طاقة الرياح، دور الغاز في مزيج طاقة المستقبل، الطاقة والتنمية الريفية، كفاءة استخدام الطاقة للحد من الكربون. كما ستشهد القمة نقاشات إضافية حول إنشاء مجتمعات وأنظمة نقل مستدامة، والتعليم، والتدريب، وتنمية رأس المال البشري.