رضا سليم (دبي)

من البدايات حتى الصعود لمنصات التتويج في كل الألعاب عاشت الرياضة السعودية 67 عاماً من الإنجازات منذ تأسيس أول إدارة مسؤولة عن الرياضة عام 1952 تابعة لوزارة الداخلية، لتشهد بعدها تحولات كبرى على المستوى الإداري المؤسسي أو النقلة النوعية في الجهات ذات العلاقة بها من بنى تحتية، وكوادر بشرية، وصولًا إلى الحضور المتميز في المنافسات الخليجية، والعربية، والآسيوية، والدولية.
ولعل عصر الإنجازات الذي تعيشه المملكة خاصة في السنوات الأخيرة نابع من رؤية واستراتيجية 2030، والتي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، وحظيت الرياضة بجزء مهم منها على الصعيدين المجتمعي والتنافسي.
وتسعى رؤية 2030، في الجانب الرياضي، إلى رفع معدل ممارسة الرياضة، لتصل إلى مليون سعودي، وإعادة هيكلة القطاع، والعمل على تخصيص برامج ومبادرات واضحة لاستهداف الأنشطة، من بينها كرة القدم، حيث شددت الرؤية أن تكون هناك سوق واعدة في كرة القدم توفر مداخيل إضافية وأرباحاً للأندية.
وتقوم اللجنة الأولمبية ورعاية الشباب، بالعمل للنهوض بالرياضة السعودية، وإعادة صياغتها لتتماشى مع الرؤية الجديدة، التي تنسجم مع ما خططت له اللجنة الأولمبية لأن يكون الرياضي السعودي المنافس ضمن أفضل 3 منافسين على مستوى آسيا في عام 2022، من خلال رؤية برنامج «ذهب 2022» الذي أطلقته في أكثر من 29 اتحاداً، بجانب تطوير الأنظمة واللوائح، بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية، وتسجيلها رسمياً، على أن يتوافر بحلول عام 2020، أكثر من 450 نادي هواة مسجلاً يقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية.
وكانت هذه الرؤية وراء توجه استضافة البطولات والأحداث العالمية، مؤخراً، منها بطولة كأس الملك سلمان العالمية للشطرنج، وبطولة العالم للأندية لكرة اليد «سوبر جلوب»، وقبلها تنظيم المهرجان العالمي لرياضات المغامرة بمحافظة جدة، وتستضيف العاصمة السعودية الرياض في السابع من ديسمبر المقبل، المواجهة الثأرية بين الملاكم البريطاني أنطوني جوشوا والأميركي من أصل مكسيكي أندي رويز، في نزال على لقب بطل العالم للوزن الثقيل.
وشهد القطاع الرياضي خاصة الرياضات التراثية تعاوناً بين البلدين، وكان المغفور له الشيخ زايد دائم الحرص على تنمية رياضة سباقات الهجن والصيد بالصقور وسباقات الخيول العربية الأصيلة وباتت الإمارات واجهة للملاك والمضمرين من السعودية للمشاركة في كل السباقات في مضامير الوثبة والمرموم، كما تشارك هجن الإمارات في جميع سباقات المملكة وأبرزها سباقات الهجن ضمن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل ومهرجان ولي العهد.
وامتد التعاون بين الإمارات والمملكة إلى التقدم بملف مشترك مع مملكة البحرين، لاستضافة كأس العالم تحت 20 سنة، في عام 2021، وهو ما رحب به الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويحدده نهاية العام الجاري وأن كان الأمر ليس بغريب في ظل الانسجام بين المسؤولين والجماهير التي دائما تؤكد في كل مناسبة أن الدولتين شعب واحد، ورغم مرور السنوات الطويلة لم تنس الجماهير بطولة الخليج السادسة في أبوظبي عام 1982، عندما قام المغفور له الشيخ زايد بتسليم النجم السعودي الموهوب ماجد عبدالله معشوق الجماهير، والهداف التاريخي للمملكة، الحذاء الذهبي وهي جائزة هداف العرب في حفل ختام كأس الخليج.
كما أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إقامة كأس السوبر الذي يجمع النصر بطل الدوري السعودي، والتعاون بطل الكأس في أبوظبي، على أن تقام المباراة في الشتاء المقبل، وتمتد الشراكة إلى صفقات اللاعبين، حيث سبق ولعب عدد من اللاعبين السعوديين في «دورينا» أبرزهم ياسر القحطاني وناصر الشمراني في صفوف نادي العين، فيما لعب عمر عبدالرحمن نجم منتخبنا الوطني في صفوف نادي الهلال الموسم الماضي.

عزة وكرامة
اليوم الوطني السعودي يوم عزة وكرامة وفخر لكل سعودي يعيش على أرض هذا الوطن، ومناسبة مهمة للغاية لكل سعودي عاشق لتراب وطنه بأن نرسل جميعاً برسائل الحب والتهاني الرقيقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد.
أبعث بتهنئة كلها حب وود إلى الشعب السعودي المتكاتف خلف قيادته من أجل النمو والازدهار، والنماء والارتقاء وسط أجواء عالمية مشحونة بالمتغيرات الكثيرة، وفي مثل هذه المناسبات الوطنية تتجلى روح حب الوطن، وما نشاهده من شعبنا السعودي ومن قبلهم القيادة الحكيمة خير دليل على أننا نسير في درب سليم، والهدف المنشود منه مصلحة كل مواطن سعودي، بل ويمكن تخطي ذلك بأنه مصلحة وطن عربي بالكامل.
نتابع جميعا المتغيرات الحالية في الرياضة السعودية، والقفزات الهائلة من خلال الفعاليات والمناسبات الدولية والعالمية، خاصة وأن المملكة كخطوة أولى تعتمد على أبنائها في المقام الأول ولا زالت تسير في هذا المنحى، وحاليا نرغب في الوصول إلى مراكز متقدمة من خلال الاستعانة بالخبرات الأجنبية.
كما أن البنية التحتية للرياضة السعودية حاليا تبشر بكل الخير، والحكومة على مدار السنوات الماضية قامت بعمل بنية كبيرة جداً في كافة أرجاء الوطن.

يوم الوطن
تخفق القلوب فرحاً في أرجاء المملكة العربية السعودية الحبيبة والغالية ونحن نحتفل باليوم الوطني الـ 89 تعبيراً عن الحب والوفاء للقيادة الرشيدة ورجال المملكة الأوفياء للتاريخ والماضي المجيد للمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، حيث تعبر الاحتفالات التي تنتظم المملكة عن القيمة الكبيرة لهذا الحدث المشرف الذي يعكس التوحد خلف الشعارات الوطنية لأجل الارتقاء بالوطن والدفاع عن عزته وكرامته وصون ترابه ووحدته.
ونستعيد في هذه المناسبة الوطنية العظيمة مشاهد التضامن والمحبة من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بإرثها وأصالتها ونقاء معدنها الذي تستمده من مؤسسها وباني نهضتها وتطورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وأتمنى أن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية في كل عام ونحن ننعم بالأمن والأمان والاستقرار والتطور والتقدم للمملكة الراسخة في القلوب والعقول، كما نشكر كل الأوفياء الذين قدموا خلال الاحتفالات الماضية لوحات جميلة عبروا من خلالها عن الوفاء للقيم والمشاعر النبيلة ووشائج العلاقات الإنسانية.

لبنات المجد
تطل الذكرى الأهم في تاريخ السعوديين، والمتمثلة باليوم الوطني 89 التي وضع فيها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله «لبنات المجد» لتوحيد هذا الوطن العظيم.
«23 من سبتمبر» حق للسعوديين قاطبة الاحتفاء به، ورسم ملامح الفرح في كل بقاع الوطن ليوم فاض على الدنيا بماء «سلسبيل» ارتوينا منه جيلا بعد جيل منذ ثمانية وثمانين عاماً وحتى اليوم.
نستذكر في هذا اليوم، بطولات وأمجاد صاغها الملك المؤسس طيب الله ثراه، بتوحيد هذه الأرض المباركة، رغم كل الظروف «العصية» التي كانت تمر بها المنطقة آنذاك، ليتحمل المسؤولية من بعده أبناؤه «ملوكا» تتابعوا على خدمة هذا الوطن وصولا إلى قيادته الحالية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «حفظه الله»، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
تأتي هذه الذكرى الغالية، والوطن يشهد نقلة نوعية في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية تعززها ثقة حكيمة لقيادات شابة وطموحة بقيادة سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي حمل على عاتقه تحقيق تنمية مستدامة للوطن ومواطنيه والمقيمين على أرضه من خلال رؤية المملكة 2030 التي تستند على مكامن القوة التي يملكها الشعب السعودي، لتحقيق كافة الأهداف التي يأملها الجميع.

عيد واحد
نحتفل في المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر باليوم الوطني المجيد، وهو الذي نستحضر فيه ملحمة الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي أسس وطناً مترامي الأطراف يحتضن كل أبنائه تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبنى مجداً تليداً قاعدته تعاليم ديننا الإسلامي القويم، وجسوره تمتد بقيم الإنسانية السمحة، ليكون نهجاً ورسالة لمملكة راسخة بالعز قادها أبناؤه الملوك البررة من بعده، مكرسين لمبادئ قويمة تنطلق من أرض الحرمين الشريفين إلى العالم، مكرسين للتعاون العربي، والتضامن الإسلامي، والإخاء العالمي.
وهي الرسالة التي آمن بها القريب والبعيد، ممن ينشدون الخير والسلام، فكانت وثيقة سلام للعالم، وهي ما نلمسه اليوم في حالة التعاضد الدولية في مواجهة الإرهاب العالمي، والتصدي لكل ما من شأنه زعزعة استقرار الأوطان، بفضل حكمة قيادة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين.
وهنا أستحضر مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن السعودية والإمارات تجمعهما شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة، بهدف حماية أمن المملكة والإمارات وضمان استقرار المنطقة.

سارة العطار
يسجل التاريخ أن أول مشاركة نسائية سعودية أولمبية كانت في أولمبياد لندن 2012، عبر اللاعبة سارة العطار في سباق 800 متر، ووجدان علي سراج عبد الرحيم شهرخاني عن لعبة الجودو، ومن بعدها انطلقت الرياضة النسائية في المملكة إلى آفاق أكبر وأوسع في كل الألعاب.

مونديال أخضر
تدعم المملكة «أصحاب الهمم» وهو الدعم الذي تعدد أشكاله ونجحت الخطط في تحويل أصحاب الهمم إلى أبطال وهو ما أسفر عن فوز المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة بكأس العالم للإعاقة الذهنية للمرة الرابعة على التوالي، حيث فاز بنسخة ألمانيا 2006، ونسخة جنوب أفريقيا 2010 ونسخة البرازيل 2014 ونسخة السويد 2018. كما أكدت المملكة سعيها للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة، وأبرزت احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة في مقدمة الأولويات.

حضور مميز
شهد مؤتمر دبي الرياضي الدولي خلال السنوات الماضية حضوراً سعودياً كبيراً، وتحدث في النسخة الأخيرة من المؤتمر قصي الفوّاز رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ليقدم تجربة الدوري السعودي الذي يعد من الدوريات المتقدمة، حيث حل الدوري السعودي في المرتبة الرابعة آسيوياً برصيد 84.269 نقطة في التصنيف الذي أصدره الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوم 15 ديسمبر 2018، متفوقاً على الدوري الياباني 83.464 نقطة.