مراد المصري (دبي)

حمل فوز إنتر ميلان على جاره آي سي ميلان بثنائية نظيفة، ليلة أمس الأول، في مواجهة الديربي الأبرز في مباريات الجولة الرابعة للدوري الإيطالي، الكثير من الدلالات تتخطى النتيجة فقط، لعل أبرزها نجاح الاستثمار المبني وفق خطوات صحيحة في الإنتر، بما جعله يواكب «الحاضر»، فيما ظهر ميلان وكأنه يعيش على أمجاد الماضي، التي لم تكن كافية لمواكبة «سرعة» منافسه، الذي أجهز عليه منذ صافرة الحكم وحتى النهاية.
ولم يبخل «ديربي الغضب» بالإثارة والحماس الجماهيري، لكنه شكل مكافأة إضافية لإنتر ميلان على اجتهاده في السنوات الماضية وهذا الموسم تحديداً، فيما جاء كصدمة الحقيقة وحمام الماء البارد على عشاق ميلان، الذين باتوا يدركون أن الواقع أصعب من أي وقت مضى.
وعلى عكس المتوقع، ورغم أن ميلان هو صاحب الضيافة، فإن أبرز ما قدمه هو لوحة «التيفو»، التي رفعتها الجماهير قبل انطلاق المباراة، لكن بعد ذلك فإن الفريق اختفى طوال 90 دقيقة، وظهر في لقطات معدودة، فيما كان الإنتر قادراً على الخروج بنتيجة أكبر من الثنائية، في ظل الكرات التي اصطدمت بالقائم أكثر من مرة، إلى جانب تصديات الحارس دوناروما، الذي أنقذ «الروزنيري» من عدة أهداف، وتحديداً تصدياته الثلاث الحاسمة في الشوط الأول، إلى جانب مساعدة تقنية الفيديو لإلغاء هدف للإنتر، لكن في الشوط الثاني أنصفت الكرة الإنتر على جهود لاعبيه وإصرارهم على الفوز.
ونجح إنتر ميلان بالصعود تدريجياً، منذ بدء مشروعه التجاري الحالي، حتى وصل حالياً إلى أفضل مراحله، بقيادة الجهاز الإداري الذي يقوده بيبي ماروتا، أحد صناع نجاح يوفنتوس في السنوات الماضية، إلى جانب التعاقد مع لاعبين على مستوى أعلى بصورة تدريجية، وتحديداً في سوق الانتقالات الصيفي الماضي، ممن ساهموا في رفع جودة الفريق، والتعاقد مع مدرب صاحب رؤية وأداء واضح، هو الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي فرض الانضباط ومنح «النيراتزوري» هوية على أرضية الملعب، لتكون الانطلاقة المثالية بحصد النقاط الـ12 في أول 4 جولات.
ونجح كونتي في إعادة إطلاق البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي سجل 3 أهداف في مبارياته الأربعة الأولى، بانتظار أن يستمر اللاعب على نفس هذا المنوال في الفترة المقبلة، في حال أراد إعادة اكتشاف نفسه.
من جانبه، تأكد ميلان مرة أخرى أن أمجاد التاريخ لا تكفي، وهو الذي يسير تائهاً منذ رحيل مالكه السابق سيلفيو بيرلسكوني، حيث تحول إلى حقل تجارب سنوياً، وفي المباراة لم يظهر بقيمة الحدث، وكأنه أحد الفرق المتوسطة على لائحة الترتيب، التي تحاول مجاراة المنافس الأقوى.
ويمر ميلان، المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا 7 مرات، بواحدة من أسوأ فتراته أمام الإنتر، متمثلاً بعدم قدرته على تحقيق الفوز على الجار في آخر 7 مباريات بينهما في الدوري الإيطالي، علماً أن أسوأ أرقامه على الإطلاق كانت عدم الفوز في 10 مباريات بين عامي 1994 و1999.
وبالنسبة للمدرب أنطونيو كونتي، في موسمه الأول مع النادي، كان الانتصار في قمة ميلانو بمثابة علامة على أن أسلوبه بدأ يؤتي بثماره.
وقال كونتي: «إنها مباراة قمة وهذه المباريات لها طبيعة استثنائية دائماً، ليس من السهل توقع نتيجتها، خاصة في وجود فريقين في مكانة إنتر وميلان. اللاعبون قدموا مباراة جيدة من كافة الجوانب. دخلنا المباراة بعد مباراة في دوري الأبطال تركت لنا مذاقاً مريراً، وربما هذا حفزنا لنتعامل مع القمة بالطريقة المناسبة».
وأضاف:«إنه انتصار مستحق، وأنا سعيد من أجل الجماهير، لأن مباراة القمة لها مكانتها دائماً».