الرياض، واشنطن (وكالات)
حذرت المملكة العربية السعودية، أمس، من أنه إذا كشف التحقيق أن الهجمات التخريبية التي استهدفت منشأتي نفط «أرامكو» في 14 سبتمبر، انطلقت من أراض إيرانية، فسوف تعتبر ذلك عملاً حربياً.
واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير أن مواصلة هذا المسار يعني المخاطرة باحتمال القيام بعمل عسكري، مشدداً في الوقت نفسه على أنه لا أحد يريد الحرب، والجميع يريد حلاً سلمياً، لكن يتعين أن يكون الهدف هو القضاء على سياسات إيران العدوانية ويتعين على الإيرانيين أن يعلموا أنه ستكون هناك عواقب لأفعالهم، واصفاً تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن «الحرب الشاملة» بـ «أنها مشينة وغريبة ومضحكة». في وقت أكدت فيه الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة تسعى لتجنب الحرب مع إيران، وأن القوات الإضافية التي تقرر إرسالها إلى الخليج هي للردع والدفاع، وذلك وسط حسم الرئيس دونالد ترامب قراره بعدم لقاء أي مسؤولين إيرانيين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.وقال الجبير لمحطة «سي.إن.إن»: «إذا كشف التحقيق أن الهجمات التي استهدفت منشأتي النفط انطلقت من أراض إيرانية فسوف نعتبر ذلك عملاً حربياً، لكن المملكة تسعى في الوقت الراهن لحل سلمي». وأضاف: «نحمل إيران المسؤولية لأنها صنعت وسلمت الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية. لكن شن هجوم من أراضيها، إن كان ذلك ما حدث، ينقلنا إلى وضع مختلف... سيعتبر هذا عملاً حربياً»، لافتاً إلى أن الرياض تنتظر نتائج تحقيق دعت محققين دوليين للمشاركة فيه بشأن الهجوم.
وأوضح الجبير متحدثاً عن طهران «إذا واصلوا هذا المسار فإنهم يخاطرون باحتمال القيام بعمل عسكري».
وأضاف «لكن لا أحد يريد الحرب. الجميع يريدون حل ذلك سلمياً ويتعين أن يكون الهدف هو القضاء على سياسات إيران العدوانية». وتابع «التساهل مع إيران لا يجدي. محاولة إنشاء نظام مالي مواز هو تساهل. محاولة منحهم خطاً ائتمانياً هو تساهل. هذا يقوي شوكتهم». وأضاف «يتعين على الإيرانيين أن يعلموا أنه ستكون هناك عواقب لأفعالهم». وقال رداً على تلويح ظريف بـ «حرب شاملة» إن هاجمت السعودية أو أميركا بلاده بالقول «إن تصريحات ظريف تؤكد أنه يقول الكثير من الأمور المشينة والغريبة وبصراحة أمور مضحكة.. المملكة والولايات المتحدة حلفاء منذ 80 عاماً وحاربنا العديد من الحروب معاً ونزفنا دماء معاً.. والسعودية وأميركا ليستا متهورتين عندما يتعلق الأمر بالحروب، وهو خيارنا الأخير، الإيرانيون هم المتهورون بانخراطهم بمثل هذا السلوك».وأضاف الجبير: «بالنسبة لما يقولونه، ظريف إما أنه لا يقول الحقيقة أو أنه لا يعلم ما تقوم به حكومته، نحن نعلم أن هناك جزءاً من الحكومة يعكسون صورة أنهم يريدون التواصل مع العالم إلا أنهم على ما يبدو ليس لديهم نفوذ، وهناك جزء آخر من الحكومة يريدون توسيع الثورة والسيطرة على المنطقة ولا يريدون الحديث، الأمر أشبه بوجهين لعملة واحدة».
وأضاف رداً على سؤال حول ما يمكن للجبير قوله لظريف: «ظريف وغيره من المسؤولين قالوا العديد من الأمور غير الصحيحة إن لم تكن كذباً صريحاً، وعليه فإن القول إنهم غير مسؤولين أو أنهم لم يقوموا بهجوم أرامكو مثير للغضب».وقال الجبير في مقابلة مع قناة «CNBC» رداً على سؤال حول الخطوات التالية التي ستتخذها السعودية بعد الهجوم: «نتحمل المسؤولية عن حماية حدودنا وشعبنا وبنيتنا التحتية، لكن العالم أيضاً مسؤول عن ضمان عدم هروب إيران من المحاسبة لقتل الناس وتأمين حرية الملاحة في الخليج وبحر العرب لمنع تعطل إمدادات الطاقة العالمية». واعتبر أن محاولات التعاون مع إيران لحل المشاكل العالقة، مثل المبادرة الألمانية الفرنسية لإطلاق عمل آلية مالية خاصة من شأنها الالتفاف على العقوبات الأميركية، لن تسفر عن نتائج إيجابية. وقال: «إذا كنت تعتقد أن التساهل مع إيران سيجعلها تتصرف بشكل أفضل، فإن ذلك لن يحدث، كما لم يحدث على مدار السنوات الـ40 الماضية».من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إن الولايات المتحدة تسعى لتجنب الحرب مع إيران، مشيراً إلى أن القوات الأميركية الإضافية التي تقرر إرسالها لمنطقة الخليج الجمعة هي للردع والدفاع. وأضاف لبرنامج «فوكس نيوز صنداي» أنه على ثقة من أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ إجراء إذا لم تنجح إجراءات الردع هذه وأن القيادة الإيرانية تدرك ذلك. وقال «مهمتنا تفادي الحرب.. رأيتم ما أعلنه وزير الدفاع مارك إسبر الجمعة. ننشر قوات إضافية في المنطقة لغرض الردع والدفاع». وأضاف: «إن واشنطن تتخذ إجراءات لردع طهران، لكن ترامب سيتخذ الإجراءات اللازمة في المنطقة إذا لم تغير طهران سلوكها». وقال «إذا استمر عدم نجاح إجراءات الردع، فإني على ثقة أيضاً من أن ترامب سيتخذ ما يلزم من إجراءات».ولفت بومبيو إلى أنّ الولايات المتحدة ستسعى خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على مساندة دولية في وجه إيران، وقال «ترامب وأنا شخصياً نريد أن نمنح الدبلوماسية كل فرص النجاح». وتابع «نأمل أن تتبنى الأمم المتحدة موقفاً حازماً.. الأمم المتحدة أنشئت تماماً لهذا النوع من الأمور حين تهاجم دولة أخرى ونأمل أن تتحرك على هذا الصعيد». وكرر التأكيد على أنّ ما تعرضت له السعودية كان هجوماً إيرانياً، نفذ بصواريخ كروز. وقال بشأن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، إنّ الهدف يكمن في إجبار إيران على اتخاذ قرار التحوّل إلى بلد طبيعي،
وأضاف: «نأمل أنّه في ظل هذا الردع الإضافي، والعمل الذي أتممناه في مضيق هرمز لتركه مفتوحاً، والآن مع أنظمة الدفاع الجوي والقدرات التي سنضعها في المنطقة، سنصل إلى الهدف».وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين لشبكة (سي.إن.إن) إن الهجوم على منشأتي «أرامكو» هو هجوم على النظام الاقتصادي العالمي. وعبر عن أمله أن يلتزم أي بلد يرتبط تعامله بنظام الدولار بالعقوبات على إيران. فيما أعلن ترامب أنه ليست لديه أي نية للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في الأمم المتحدة، لكنه مع ذلك قال «لا يمكن استبعاد أي شيء تماماً، ولكن ليست لدي النية للقاء إيران». وأضاف لدى مغادرته واشنطن في طريقه إلى تكساس: «لا شيء غير مطروح على الطاولة مطلقاً، لكن ليس لدي نية في الجدول لمقابلة مسؤولين من إيران»، ورغم ذلك فإنه شدد على أنه ما يزال «مرناً». في المقابل، قال ظريف إن منح الإدارة الأميركية تأشيرتي دخول له وللرئيس حسن روحاني لحضور الدورة المقبلة للجمعية العامة ليس مؤشراً على رغبة واشنطن في التفاوض، ولفت إلى أنه ليس على قناعة بأن بلاده بإمكانها تفادي اندلاع حرب جديدة ضدها في المنطقة. بينما قال روحاني إن وجود قوات أجنبية في الخليج يؤدي لانعدام الأمن بالنسبة لصناعة النفط والشحن.
بريطانيا تشكك برواية الحوثيين عن الهجوم
اعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس، أنه من غير المعقول تصديق أن يكون المسلحون الحوثيون في اليمن هم من يقفون وراء الهجمات التي استهدفت منشآت نفط «أرامكو» في السعودية 14 سبتمبر.
وقال، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إن هذه الرواية تفتقر للمصداقية. ورفض في نفس الوقت توجيه اتهام لأي جهة أخرى محددة أو تسمية متورط بعينه. وأوضح أن هذا أمر يجب التحقق الكامل منه؛ لأن ما سيترتب عليه سيكون إجراء قوياً قدر الإمكان.
وقال إن بلاده ستعمل مع شركائها الدوليين لإيجاد رد أوسع وأكثر فعالية على الهجوم، وأشار في تغريدة على «تويتر» إلى أنه تحدث مع نظرائه السعوديين والألمان والفرنسيين والأميركيين، الاثنين الماضي، في هذا الشأن.