أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)

أكد قادة الجبهة الثورية السودانية عزمهم على تحقيق السلام الشامل العادل في بلادهم. جاء ذلك خلال انطلاق اجتماعاتهم التي تتم برعاية مصرية في منتجع العين السخنة. وقالت قيادات بالجبهة الثورية لـ«الاتحاد» إن هذه الاجتماعات تهدف لتمتين أواصر تحالفهم، وإلى وضع خريطة طريق مناسبة لاستحقاقات عملية السلام، والقضايا الأخرى المتعلقة بالفترة الانتقالية في السودان. وأضافت أن اجتماعات أمس بدأت بجلسة افتتاحية، أعقبتها جلسة ناقشت هيكلة الجبهة الثورية.
ومن جانبه أكد خالد عمر يوسف، القيادي بقوى الحرية والتغيير والأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، لـ«الاتحاد» أن نداء السودان يشهد تماسكاً عالياً، وأن الاجتماعات المرتقبة للتحالف يوم الجمعة القادم في مصر هي اجتماعات داخلية للتحالف لترتيب أوضاعه التنظيمية وتوحيد رؤيته الداخلية حول القضايا الراهنة في السودان.
ومن جهته قال ياسر عرمان القيادي في الجبهة الثورية ونداء السودان لـ«الاتحاد» إن اجتماعات الجبهة الثورية ثم نداء السودان ستمتد حتى نهاية الشهر، وستناقش عملية السلام والتفاوض، كما ستتناول التعاون مع الأطراف الإقليمية للوصول إلى سلام شامل. واعتبر عرمان اجتماعات القاهرة خطوة مهمة في اتجاه تحقيق السلام والتحول الديمقراطي وإنجاح المرحلة الانتقالية.
من ناحية أخرى، قال محمد حمد سعيد الأمين السياسي لتحالف نداء السودان وعضو لجنة الترشيحات في قوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد»: «إن اللجنة تواصل العمل من أجل ترتيب هياكل الوزارات المختلفة».
ومن جانبه، قال المحلل السياسي السوداني زين العابدين صالح لـ«الاتحاد» إن وقف الحروب في مناطق السودان العديدة يجب أن يكون أولوية، وأكد أن الجبهة الثورية وباقي الحركات المسلحة تشكل محور السلام المنشود، وأن إنهاء الحروب سينعكس إيجاباً على حياة ملايين النازحين واللاجئين وسيسهم في حل الأزمة الاقتصادية ورفع المعاناة المعيشية وتطبيع العلاقات الخارجية لجميع السودانيين، وأنه لا يمكن الانتقال إلى الديمقراطي إلا بتحقيق السلام.
ولكن صالح قال إن الحركات المسلحة مطالبة بأن تجيب على سؤال مهم بشأن مشروعها السياسي لما بعد الفترة الانتقالية، وهل ستتحول إلى أحزاب سياسية، لأن عملية التحول الديمقراطي تحتاج إلى تغيير ذهني شامل في الثقافة التي اعتمدتها الحركات المسلحة.
يأتي ذلك في وقت بث فيه التليفزيون السوداني لأول مرة محاكمة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بشكل مباشر، وهو ما وجد ترحيباً كبيراً من المواطنين السودانيين، الذين كانوا يوجهون انتقادات حادة للإعلام السوداني، ويعتبرون التليفزيون الرسمي معزولاً عن التغيير الذي حدث في السودان.
وقال الناشط السوداني عز الدين سليم إنها أولى خطوات التعافي، كما رأى الناشط السوداني عصام دهب أن نقل المحاكمة على الهواء مباشرة يعني أن التليفزيون القومي يسير في الاتجاه الصحيح، فيما اعتبرها الإعلامي السوداني صلاح حمد ثورة بداخل التليفزيون القومي بعد إقالة مديره السابق.
وقال أمين سعد، القيادي في قوي الحرية والتغيير، إن الاتحاد الأوروبي تعهد بمساعدة السودان في استرداد الأموال التي نهبها قادة النظام السابق وأودعوها في بنوك خارجية، وأضاف سعد أن سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم تعهد بمساعدة الحكومة السودانية في توفير المعلومات الخاصة بالأموال المنهوبة المودعة خارج السودان، وكيفية استردادها من دول أوروبية وأخرى مثل تركيا وماليزيا وغيرها.
وقال وزير العدل السوداني نصر الدين عبدالباري إن وزارته شرعت في العمل بعدة ملفات، ويلزمها بعض الوقت لإعلان ما يتعين فعله بخصوص الأموال المنهوبة بوساطة قادة نظام الرئيس المعزول عمر البشير وبقية القضايا الأخرى.
وفي الوقت نفسه، التقت هيئة محامي دارفور مع وزير العدل السوداني نصر الدين عبدالباري بمكتبه في وزارة العدل بالخرطوم أمس. وقالت الهيئة إن الوزير أظهر اهتماماً بالإصلاح القانوني وحقوق الإنسان، وإنها ستقدم له مشروعات للقوانين، منها مقترح بمشروع قانون حقوق شهداء ومصابي الثورة.
وفي تطور آخر، شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية غرب دارفور مظاهرات طلابية ضخمة احتجاجاً على النقص الحاد في الخبز.

السودان يشرع في فتح معبرين مع دولة الجنوب
شرعت ولاية النيل الأبيض السودانية في ترتيبات لفتح معبرين حدوديين مع دولة جنوب السودان، وكشفت عن عقد مباحثات مكثفة مع الجهات المختصة بهذا الشأن. وقال والي الولاية المكلف اللواء حيدر الطريفي إنهم عقدوا اجتماعات ومشاورات مع المجلس السيادي ووزير التجارة لإعادة فتح معبري الكويك والتبون الحدوديين مع دولة جنوب السودان.
وكشف عن اتفاق على تشكيل لجنة تشمل ممثلين من الوزارات ذات الصلة للجلوس مع المسؤولين ولقاء الأطراف المشاركة في عملية إعادة فتح المعابر بجنوب السودان، وحض على ضرورة الشروع في ترسيم الخط الصفري بين الخرطوم وجوبا لتسهيل فتح المعابر.