عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء - الرياض)

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، أنه بدأ تنفيذ عملية عسكرية نوعية شمال محافظة الحديدة لتدمير أهداف عسكرية مشروعة تهز الأمن الإقليمي والدولي، مطالباً المدنيين بالابتعاد عن المواقع المستهدفة حرصاً على سلامتهم.
وأفاد بتدمير أربعةِ مواقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المسيرة عن بعد والألغام البحرية، وهو ما سيسهم بحسب التحالف في ضمان سلامة حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية جنوب البحر الأحمر. كما أكد أن عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مشدداً على أنه تم اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن الأهداف المدمرة شملت أربعة مواقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المسيّرة عن بعد، وكذلك الألغام البحرية، حيث يتم استخدام هذه المواقع لتنفيذ الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية التي تهدد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
وأضاف المتحدث أن الميليشيات الحوثية الإرهابية تتخذ من محافظة الحديدة مكاناً لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار والزوارق المفخخة والمسيّرة عن بعد، وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائياً، في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني وانتهاك لنصوص اتفاق ستوكهولم واتفاقية وقف إطلاق النار بالحديدة.
وأكد العقيد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف لها الحق المشروع في اتخاذ وتنفيذ إجراءات الردع المناسبة للتعامل مع هذه الأهداف العسكرية المشروعة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية مع استمرار دعمها لكافة الجهود السياسية لتطبيق اتفاق ستوكهولم وإنهاء الانقلاب.
وواصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية، أمس، تصعيدها العسكري الخطير في مدينة ومديريات الحديدة حيث تصمد هدنة إنسانية هشة منذ 18 ديسمبر الماضي بموجب اتفاقية ستوكهولم المعلنة في 13 الشهر ذاته. وقالت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد» إن ميليشيات الحوثي شنت، قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية والرشاشات المتوسطة على مواقع قوات المقاومة المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، شرقي مدينة الحديدة الميناء الاستراتيجي الخاضع لسيطرة الميليشيات الإيرانية منذ أكتوبر 2014.
وأكدت المصادر أن ميليشيات الحوثي قصفت بشكل مكثف وعنيف مواقع عسكرية تابعة للقوات المشتركة في مناطق متفرقة بمديريات الدريهمي والتحيتا وحيس، لافتة إلى أن قذائف الميليشيات سقطت على أحياء وتجمعات سكنية في تلك المناطق ما أدى لإثارة الهلع والخوف في أوساط الأهالي، لا سيما الأطفال والنساء.
وكانت قوات المقاومة المشتركة أفشلت، ليل الخميس، هجوماً مباغتاً لميليشيات الحوثي على بعض مواقعها في منطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، حسبما أعلن مصدر في القوات المشتركة أكد تصدي القوات للهجوم الحوثي ودحر الميليشيا بعد مواجهات عنيفة أوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيا. كما شنت هجوماً عنيفاً على مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الحديدة واستهدفتها بعدد من قذائف الهاون والأسلحة المتوسطة عيار 12.7 و14.5 بالإضافة إلى الأسلحة القناصة. وذكر مصدر عسكري، أن القوات المشتركة تمكنت من التصدي لهجوم الميليشيات الحوثية بكل بسالة وقوة وحزم.
ونشر المركز الإعلامي مقطع فيديو لهجوم الميليشيات الحوثية والتصدي لها.
واستهدفت مدفعية الحوثيين، مواقع القوات المشتركة في مدينة التحيتا والفازة والجبلية جنوب الحديدة، وتجدد الضرب والاستهداف لمواقع القوات داخل مدينة الحديدة.
يأتي ذلك، فيما حذرت مصادر ميدانية من تحركات الحوثيين بمحاذاة الساحل الغربي على البحر الأحمر شمالي الحديدة، في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات وتشمل الصليف ورأس عيسى واللحية وتخوم ميدي، ونبهت من طبيعة التحركات التي نشطت مؤخراً تزامناً مع تصاعد التوتر عقب الهجمات على منشآت أرامكو النفطية شرق السعودية، ما يؤشر إلى مخاطر محتملة تستهدف خطوط الملاحة في المياه المفتوحة.
وأشارت المصادر، إلى تحركات متزايدة في مناطق مينائي رأس عيسى والصليف، بما فيها الاستحداثات ومضاعفة الإجراءات الأمنية والاستحداثات والدفع بشاحنات محملة بعتاد وأسلحة. ورصدت في فترات سابقة زوارق في مناطق ساحلية مغطاة بالأشجار والنباتات قرب ساحل اللحية ورأس عيسى، وشوهدت طائرات مسيرة، حسب إفادات صيادين يمنيين أوردها موقع «نيوزيمن» الإخباري المحلي، تعبر خط الساحل إلى الداخل قبالة جزيرة كمران.
وكان المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد ركن عبده مجلي، حمّل، الأمم المتحدة مسؤولية تنصل الحوثيين عن الالتزام باتفاق السويد، واستمرارها في الخروقات وارتكاب المجازر بحق المدنيين في الحديدة.
وقال مجلي في تصريحات صحفية، تقع على الأمم المتحدة «مسؤولية ما يجري على الأرض، إذ لم تدن بشكل واضح الميليشيات الانقلابية لقتلها المواطنين ولم تمارس أي ضغوط مباشرة عليها للالتزام باتفاق السويد»، مشدداً على أن هذه الميليشيات لا تفهم لغة الحوار والاتفاقيات. وأضاف: «الميليشيات لم تلتزم بوقف إطلاق النار ومستمرة في انتهاكاتها، مستغلة صمت الأمم المتحدة التي لم تبين الطرف المعرقل، وهو ما أغرى الميليشيات في التمادي باستهداف المواقع العسكرية والمدنية كافة، خصوصاً في مناطق التحيتا والدريهمي والفازة، وهي المناطق المتاخمة للميليشيات الانقلابية». وبيّن أن الميليشيات تستغل هذه الأيام التي تسبق انتشار أعمال اللجنة عبر زج آلاف المقاتلين في المدينة، إضافة إلى إدخالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وخروقات حفر الأنفاق ونشر القناصة على المباني في تحدٍ صارخ للأمم المتحدة والاتفاقيات كافة. وشنت مقاتلات التحالف العربي أمس، 10 غارات على مواقع وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظتي صعدة وحجة شمال اليمن.
وذكرت مصادر محلية أن مقاتلات التحالف شنت، ثلاث غارات على أهداف ثابتة ومتحركة في منطقة آل عقاب بمديرية سحار وسط محافظة صعدة، معقل الحوثيين على حدود السعودية، مشيرة إلى أن المقاتلات العربية شنت، ليل الخميس، ثلاث غارات على تعزيزات عسكرية للميليشيات في مديرية باقم المتاخمة للمملكة.
كما نفذ طيران التحالف العربي ثلاث غارات على مواقع وتحركات للميليشيات الحوثية في مديرية حرض الحدودية مع السعودية في شمال محافظة حجة.
ودمرت ضربة جوية هدفاً تابعاً للميليشيات في مديرية مستبأ شمال حجة حيث يحشد الحوثيون مقاتلين جدداً لإرسالهم إلى جبهات القتال في حرض أو محاولة اقتحام مديرية حيران المجاورة والمحررة منذ أغسطس العام الماضي. وخلفت الضربات الجوية قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي ودمرت آليات عسكرية وقتالية متنوعة.

الميليشيات تعطل دخول السفن إلى ميناء الحديدة
أكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أمس، استمرار منح التصاريح لجميع السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية. واتهم التحالف العربي، ميليشيا الحوثي الموالية لإيران، بتعطيل دخول السفن لميناء الحديدة، على الساحل الغربي للبلاد. وأوضح أن الميليشيات الإرهابية تعطل دخول السفينتين «TOROS M» و«LE RUBY» رغم نقل حمولة غذائية.

الانقلابيون يحاصرون 56 قرية
تفرض ميليشيات الحوثي الانقلابية حصاراً خانقاً على أهالي أكثر من 56 قرية ريفية في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة غرب البلاد.
وأشار مصدر محلي لـ«الاتحاد» أن أهالي عدد من القرى الواقعة في الضواحي الشمالية والشرقية والغربية من مديرية حيس تعيش حصاراً خانقاً من قبل ميليشيات الحوثي التي تفرض قبضتها على تلك القرى وسط انتهاكات وممارسات تعسفية بحق أهاليها، موضحاً أن الحوثيين يمنعون الأهالي من الدخول أو الخروج أو إيصال المساعدات الإغاثية أو المواد الاحتياجات الضرورية والأساسية.
وأضاف المصدر أن الميليشيات الحوثية تتمركز على طول الطرقات الرئيسة والفرعية الواصلة بين تلك القرى ومركز مديرية حيس المحررة من قبل القوات المشتركة، لافتاً إلى أن الحوثيين يمنعون المواطنين من الوصول إلى مركز المديرية للتسوق وأخذ احتياجاتهم الأساسية، الأمر الذي فاقم من المعاناة المعيشية، خصوصاً في تكبد المواطنين مشقة في قطع طرقات غير آمنة وملغومة للوصول إلى مركز المديرية.