تامر عبد الحميد (أبوظبي)

«شبح»، «ضاعن وفلونة»، «بتاع كله»، «نحس إكس لارج»، و«هجولة 3»، «المقاتل الذي لا يهزم»، 6 أفلام جديدة تنعش السينما التجارية المحلية خلال نهاية العام الجاري، إذ تم إنتاجها والانتهاء من تصويرها للحاق بعرضها في سباق الموسم السينمائي لهذا العام، وتتنوع قصصها بين الكوميديا والرعب والمغامرة والأكشن وسباق السيارات، ليكون 2019 نقلة نوعية للسينما الإماراتية بـ 11 فيلماً، بعد أن عرضت هذا العام 5 أعمال حققت رواجاً وصدى كبيراً، وتصدرت مراكز متقدمة في شباك التذاكر، كان آخرها «خلك شنب» للمخرج هاني الشيباني، و«راشد ورجب» لمحمد سعيد حارب، و«العم ناجي في الإمارات» لأحمد زين، و«مسك» لحمد السويدي.

صناعة السينما
الانفراجة الفنية التي تعيشها السينما المحلية، أتت بعد تحدٍ وإصرار صناعها، سواء مخرجين أو منتجين أو ممثلين، لحضور ووجود الأفلام التجارية في صالات العرض وبإنتاجات وجهد فردي، وأفكار خلاقة تعمل على دعم السينما المحلية، وتستهدف الاستثمار في صناعة الأفلام بمعايير فنية سينمائية حديثة، فكانت فكرة تكاتف صناع السينما المحليين وهم هاني الشيباني وعلي المرزوقي وعامر سالمين المري، والتكاتف حول الأهداف المشتركة، والإحساس بالمسؤولية تجاه صناعة السينما، والشغف والرغبة بتطوير الأدوات السينمائية والإنتاج السينمائي المحلي المشترك، وأهمية تضافر الجهود والخبرات العديدة في هذا القطاع، أسهمت جميعها في خلق أفلام سينمائية جديدة من خلال «غبشة فيلمز»، وكانت الباكورة الأولى فيلم «خلك شنب» الذي عرض في صالات السينما المحلية والخليجية مؤخراً، إلى جانب إنتاج أفلام أخرى خلال الفترة المقبلة، كما أطلق المخرج والمنتج الإماراتي ناصر التميمي مؤخراً شركة إنتاج سينمائية جديدة هي «NFT FILMES» التي تدعم صناع السينما بمبادرات فنية، تسهم في دعم الإبداعات في مجالات مختلفة، وكشف عن أن أولى باكورة أعمالها ستكون فيلماً جديداً بعنوان «نحس إكس لارج».
«المقاتل الذي لا يهزم»، أول فيلم إماراتي يستعرض 7 فنون قتالية، سيعرض في أكتوبر المقبل، وهو من إخراج المنتج والفنان عادل جمعة الحلاوي، ويشارك في بطولته من الإمارات محمد يحيى وعلي الزعابي ومن سوريا محمد أنور، والممثلة البريطانية كريستينا دور إلى جانب الحلاوي نفسه الذي يؤدي دور «عادل» البطل المحترف في فنون القتال.
الفيلم يهدف إلى تعزيز مفهوم الروح الرياضية وتحفيز اللياقة البدنية، والتحذير من خطورة الألعاب الإلكترونية القتالية، وترويج ثقافة التعايش والتسامح، ويتميز بحبكة «الأكشن والرومانسية والكوميديا»، وتدور أحداثه حول شخصية رياضية تدور حولها مجموعة من الأحداث تظهر العالم الخفي من الجرائم الإلكترونية.

محتوى هادف
وعن رأيه فيما تعيشه السينما الإماراتية من تطور وانتعاشة كبيرة،، قال المخرج والمنتج عامر سالمين: «في ظل تقدم الصناعة السينمائية المحلية وتقديمها لأفلام هادفة تستقطب الجمهور الإماراتي والخليجي، كان لا بد من تكاتف صناعها لإنتاج أعمال ترقى بالمستوى، وتتصدر المشهد السينمائي، خصوصاً أن لدينا الإمكانات والخبرات التي تؤهلنا لذلك، وأيضاً ومع الدعم الذي يتلقاه صناع السينما أنفسهم من الجهات الفنية الداعمة للسينما».

كسر القاعدة
وكشف عن أنه انتهى مؤخراً من تصوير فيلمه الجديد «شبح» بالتعاون مع «TwoFour54» الذي يجمع بين الرعب والغموض والكوميديا، في خطوة منه لكسر القاعدة بتنفيذ نوعية مختلفة من الأفلام المحلية التي ارتكز أغلب صناعها في الآونة الأخيرة على الكوميديا فقط، وذلك من أجل حرصه على التنويع والتغيير في طبيعة الأفلام المعروضة في السينما المحلية، لافتاً إلى أن الفيلم تم تصويره في أبوظبي والعين، ومن المقرر أن يعرض في أكتوبر المقبل.
وأوضح أن «شبح» ليس رعباً دموياً، إنما يعتمد على الإثارة والتشويق والغموض في مشاهد الفيلم من خلال أحداثه التي تعرض صراعاً عائلياً على إرث قديم، وتدور قصته حول جَدة تطالب بأن يعيش جميع أفراد عائلتها معاً في بيت العائلة الكبير.
ويشارك في بطولة فيلم «شبح» مريم سلطان وعبدالله الجنيبي وآلاء شاكر وحميد العوضي وخالد النعيمي ومايد البلوشي، بالإضافة إلى أربعة وجوه جديدة على السينما الإماراتية، وهم كانو الكندي ورحاب المهيري ولُبنى الحسن وراسم حمدان، في إشارة منه لدعم المواهب الشابة في مجال التمثيل.

ثقة الجمهور
وأكد المخرج والمنتج ناصر التميمي أن الفيلم الإماراتي استطاع أن يكتسب ثقة الجمهور، ويجذبه للحضور في صالات العرض، وخرج إلى الدول الخليجية، محققاً انتشاراً ومراكز متقدمة في شباك التذاكر، مثلما حقق فيلمه الأخير «سفر اضطراري» في دور السينما السعودية، لافتاً إلى أن اهتمام وحرص صناع السينما بحضور الفيلم الإماراتي والاستمرارية في إظهار إبداعاتهم، مما أسهم في إيجاد أعمال سينمائية حققت الصدى المرجو، خصوصاً في عامي 2018 و2019، الأمر الذي دفعه مؤخراً لتأسيس شركة إنتاج لدعم صناع ومبدعي السينما.

لا للمقارنة
وأعلن عن أن فيلمه الجديد «نحس إكس لارج»، من المقرر عرضه في السينما المحلية والخليجية قبل نهاية العام، لافتاً إلى أن لا يمت بصلة بفيلم الفنان المصري الكوميدي أحمد حلمي «إكس لارج»، خصوصاً أن قصة عمله مختلفة تماماً تدور حول شخص منحوس يعيش في مشكلات عديدة بسبب النحس الكبير الذي يتعرض له بين فترة وأخرى، أما فيلم حلمي فكان يناقش قضية السمنة، لذلك لا توجد مقارنة بين الفيلمين، كاشفاً عن أن أبطال فيلمه الجديد هم ميثاء محمد وسيف الغانم وعلي الظاهري وظبية الكندي وهيا القايدي.

مضاعفة النجاح
وكان من المقرر أن يصور المخرج والمنتج أحمد زين فيلمه الجديد «بتاع كله» أواخر شهر أكتوبر المقبل، لكنه قرر أن يبدأ تصويره في الفترة الماضية، حتى يتم اللحاق بعرضه في الموسم السينمائي لصيف 2019، وقال: «الطفرة التي حققتها الأفلام التجارية هذا العام، دفعتني إلى مضاعفة هذا النجاح بتنفيذ فيلمي الثاني لهذا العالم بعد فيلم «العم ناجي في الإمارات» الذي حقق النجاح المطلوب»، مشيداً بالدور الفعال الذي يلعبه صناع السينما وسعيهم لزيادة الإنتاج السينمائي المحلي، معلناً أنه من المقرر أن يطرح في دور العرض المحلية والخليجية في ديسمبر المقبل، وتدور أحداثه في قالب كوميدي حول شخصية «هاني» الذي يلعب دوره هاني المصري، والذي يجسد دور شخصية مزارع، حيث يتسبب بالكثير من المشاكل لصاحب البيت، ويتم طرده من العمل، لكن يتعاطف معه «راشد» وأبناء المنطقة ويحاولون البحث عن فرصة عمل جديدة، ويشارك في بطولته إبراهيم المريسي ومحمد الكندي.

تقمص شخصيات
وبعد النجاح الذي حققه الثنائي المخرج راكان والممثل أحمد صالح في فيلمي «ضحي في أبوظبي» و«ضحي في تايلند»، يعودان مجدداً من خلال فيلمهما «ضاعن وفلونة» المقرر عرضه في صالات السينما المحلية والخليجية ديسمبر المقبل، وتدور أحداثه حول إنسان بسيط يحلم بأن يكون أحد نجوم السينما، لكن شخصيته المترددة والضعيفة والعقبات التي يجدها من محيطه تمنعه من تحقيق هذا الحلم، فيقرر تقمص شخصيات والتنكر في أدوار يخفي بها شخصيته الضعيفة بمساعدة أخته «فلونة»، خبيرة الماكياج في المجال السينمائي، ويشارك في بطولته كل من ملاك الخالدي وعبد الله مشرف وعبد الله صالح وهدى الغانم ومحمد الملا.

مرافق حديثة وبنية متطورة
استغرق تصوير فيلم «شبح» 30 يوماً في مرافق التصوير والإنتاج التابعة لـ twofour54، وتم تصويره في مرافق ومواقع تصوير twofour54 بمدينة خليفة الصناعية في أبوظبي، حيث استفاد طاقم العمل من المرافق الحديثة والبنية التحتية المتطورة التي تقدمها twofour54 لتمكين صناع المحتوى، وتحفيز إنتاج المزيد من الأفلام والإنتاجات السينمائية والتلفزيونية في أبوظبي.

دعم الشباب
تم تصوير «ضاعن وفلونة» في أبوظبي، وتولى إخراجه حسين عبد الرحمن، وبإشراف عام من المخرج راكان الذي شدد على ضرورة دعم الشباب في مجال الإنتاج السينمائي، من أجل إثراء الساحة الإماراتية بأعمال مميزة، تكون منافسة وبشكل كبير للأعمال الأخرى في شباك التذاكر، وقال: لن تزيد الإنتاجات المحلية إلا مع دخول الشباب هذا المجال حتى ولو بإمكانات ضعيفة، فالحضور وحده يكفي، وكل عمل يعرض في السينما المحلية والخليجية فهو إنجاز يحسب للإمارات.