القاهرة (الاتحاد)

قرأت فاطمة أحمد كمال يوسف التي لم تكمل عامها السادس عشر، خبراً في إحدى المجلات الفنية عن مسابقة لاختيار وجوه جديدة للمشاركة بدور صغير في فيلم «أزهار وأشواك» الذي عرض عام 1947، بطولة مديحة يسري ويحيى شاهين.
اصطحبت فاطمة صديقتها هند رستم لتؤنسها في طريقها إلى المسابقة، ولكن المفاجأة أن المخرج حلمي رفلة اختارهما لتجسيد دورين صغيرين في الفيلم، وظلت تحمل اسمها الحقيقي حتى قبل تصوير مشاهدها بيوم واحد.
وكان الفنان عبدالوارث عسر يجري جلسات إلقاء ليدربها على دورها، وأثنى على أدائها ويقول لها: أنت شادية، اعجاباً بمخارج ألفاظها التي تخرج كما لو كانت تشدو بالكلمات، وحينها قال لها رفلة: اسمك من الآن شادية، وأصبح الاسم ملاصقاً لها منذ ذلك الوقت وعرفت واشتهرت به حتى وفاتها في 28 نوفمبر 2017.

مشاجرة
وكان والدها يحرص على الذهاب معها إلى الاستوديو، وفي الأيام التي كان ينشغل فيها بعمله يرسل معها والدتها أو أحد أفراد أسرتها، وخصص مساعدة للذهاب معها والبقاء في حجرتها منذ ذهابها وحتى عودتها.
وكانت المساعدة في الغرفة، وفجأة سمعت صوت مشاجرة، فخرجت لتستطلع الأمر، وفوجئت ببطل الفيلم يصفع شادية على وجهها، ولم تتمالك المساعدة نفسها، واندفعت نحوه توبخه، وصرخت في وجهه مؤكدة له أنها لا تعمل لديه، وأنها ستهاتف والدها للحضور ورد اعتبار ابنته والثأر لها.
انفجر الحضور في الضحك، وبعد ساعة فوجئ الجميع بحضور والد شادية بالفعل، وهو في قمة الغضب يصيح ويتساءل: من ضرب ابنتي؟، إن التمثيل ليس بالضرب، ولم يهدأ إلا بعدما اصطحبه المخرج إلى غرفته وشرح له أن كل ذلك مجرد تمثيل، وأن المساعدة دخلت في الوقت الخطأ.
لم تنس شادية هذا الموقف طوال حياتها، وأكدت مراراً أنه كان يمكن أن يهدد حياتها الفنية لو لم يتفهم والدها الموقف بشكل صحيح، ولفتت الأنظار إليها أثناء التصوير لدرجة أن المخرج تحمس لها كثيراً كممثلة ومطربة تتميز بصوت عذب، وقبل أن تكمل تصوير مشاهدها في «أزهار وأشواك» أسند إليها دوراً أكبر في فيلم «العقل في أجازة».

نجاح كبير
في العام التالي شاركت شادية في بطولة ثلاثة أفلام، هي «عدل السماء» و«الروح والجسد» و«حمامة السلام»، وكان هذا العام جيداً لها، حيث تعاونت مع اسماعيل ياسين للمرة الأولى، وبعد ذلك في 25 فيلماً، منها «الظلم حرام» و«ليلة العيد» و«البطل» و«في الهوا سوا».
ونجحت الفنانة الكبيرة في إثبات موهبتها في الأفلام التي قدمتها في مرحلة الصبا، وهو ما دفع المنتجين إلى منحها أدوار بطولة مشتركة، ثم قامت بالبطولة المطلقة لأفلام حققت نجاحاً كبيراً، ومنها «مراتي مدير عام» و«عفريت مراتي» و«الزوجة 13» ثم مسرحية «ريا وسكينة».