أسامة أحمد (الشارقة)
عدد من نجوم «الرعيل الأول» لا يشاهدون دورينا.. هذه حقيقة، بعد أن كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب بمشاركتهم في أول دوري موسم 1973 - 1974، قدموا خلاله إبداعاتهم وشاركوا بفعالية في رسم لوحة البداية.
وبمرور السنين والمواسم توارى بعضهم عن الأنظار مكتفين باستعادة الذكريات القديمة دون مشاهدة ما يجري على «المستطيل الأخضر» من مسابقات مختلفة وخاصة الدوري، وذلك بسب ضعف المسابقة وغياب المحفزات والجماهير رغم تطور الملاعب التي تضاهي الاستادات العالمية والنقل التلفزيوني وتوافر كل المقومات الكفيلة بأن يقدم الجميع ملاحم كروية تشبع طموحات الجماهير، في المقابل هناك من يتابع بعض المباريات حيث كان يحيى عبدالكريم حارس الشارقة الأسبق الحالة الخاصة بين النجوم الذين استطلعتهم «الاتحاد».
أكد سهيل سالم سهيل مهاجم الأهلي السابق، أنه يشاهد الدوريات الأوروبية فقط واصفاً مدرجات دورينا بأنها خاوية، مشيراً إلى أن الجمهور في زمن الرواد يأتي من كل إمارات الدولة، من أجل الاستمتاع بكرة قدم حقيقية فيها كل فنون اللعبة، مما كان له الأثر الكبير على المستوى الفني العام.
وأشار إلى أنه لا يختلف اثنان على أن الدوري القوي يفرز منتخبات قوية، مبيناً أنه لا عذر للجيل الحالي، من أجل تفجير مواهبه، في وجود مقومات النجاح من أجهزة فنية على مستوى عال، وأكاديميات بمواصفات حديثة وغيرها.
وقدم سهيل وصاياه للمهاجمين من الجيل الحالي، بأن يملك اللاعب المهارات العالية التي تمكنه من تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، وأن يكون مهاجماً بدرجة قناص لاستثمار الكرات وبالتالي الأهداف.
«مليت من شيء اسمه كرة قدم ولا أحضر المباريات منذ 10 سنوات».. «بهذه الكلمات استهل سالم بوشنين لاعب النصر السابق حديثه»، مشيراً إلى أنه لم يأخذ حقه بعد العطاء الذي قدمه على بساط «المستطيل الأخضر»، وقال: إن دورينا منذ انطلاق نسخته الأولى حتى عام 1985 كان متميزاً، واللاعب يبذل قصارى جهده، لتقديم الكرة التي يستمتع بها المشاهدون بإخلاص منقطع النظير، واليوم أسمع أن الدوري في عهد الاحتراف ضعيف ولا يرتقي إلى المستوى الفني المطلوب. وأضاف أن معظم صفقات اللاعبين الأجانب «مضروبة»، وقد تجد في بعض الأندية اللاعب المواطن أفضل من «الأجنبي»، إضافة إلى «دلع» اللاعبين، مما يقف «حجر عثرة» على طريق التطوير، ووصف بوشنين الاحتراف بـ «الهش» الذي لم يضف جديداً لكرة الإمارات على جميع الصعد.
وأكد رجب عبدالرحمن لاعب النصر السابق ابتعاده عن الكرة نهائياً وعدم مشاهدة دورينا، لأن المسابقة الحالية لا تشجع على المتابعة، ودوري الخليج العربي ليس بالقوة التي تستقطب الحضور الجماهيري، مشيراً إلى أن دورينا في زمن «الهواة» يعد بكل المقاييس أفضل من الاحتراف. وقال: إن بعض الأجيال الحالية من اللاعبين هدفهم «البيزات»، من منطلق أن تفكيرهم مادي، وأن النسخة الأولى لدورينا امتازت بالقوة، مما كان له المردود الإيجابي على المستوى الفني العام، في وجود لاعبين يمتازون بالمهارات العالية، خصوصاً أن هدفهم الفوز بكل غيرة وحب للشعار، وإن لاعبي الجيل السابق كانوا يلعبون بروح الفريق الواحد لهدف رسم صورة رائعة عن كرة قدم حقيقية كل في فريقه للوصول إلى هذا الهدف، ونتطلع من لاعبي الجيل الحالي تقديم كل ما عندهم من جهد على «المستطيل الأخضر» للوصول إلى النسخة الحالية من دورينا إلى المستوى الفني الذي يكون له المردود الإيجابي على «الأبيض» الذي يواجه العديد من التحديات أبرزها التأهل إلى نهائيات «مونديال 2022» وكأس آسيا 2023.
من جانبه، اتفق يوسف محمد لاعب الشارقة مع زملائه «الرواد»، بأنه لا يشاهد مباريات دورينا، حتى في التلفزيون، وأن المسابقة تفتقد لفنون اللعبة وجمالياتها، ولابد من رفع المستوى الذي يستقطب الجمهور.
وأشار إلى أنه كل مقومات النجاح متوفرة من منشآت رياضية وغيرها، و«الكرة» في ملعب اللاعبين لرفع المستوى الفني للمسابقة، خاصة في عصر الاحتراف في ظل تذبذب مستوى الأندية. وقال: إن التطوير مرهون بحضور الجماهير التي تلهب حماس اللاعبين، وتشعل فتيل العطاء لديهم، من أجل تقديم كل ما عندهم في الملاعب المختلفة، خصوصاً أن الجمهور الذواق يتطلع لمبادرات جديدة والاستمتاع بكرة قدم غابت عنها المهارات الفردية واللعب الجماعي في دورينا، فكانت المحصلة هذا المستوى الضعيف، وهدر المال وغياب المحاسبة.
ويرى يحيى عبدالكريم لاعب الشارقة السابق الذي يشاهد بعض المباريات المهمة إذا كان في منزله، مشيراً إلى أن دورينا في تطور ملحوظ من النسخة الأولى، من حيث التنظيم والنقل التلفزيوني والعمل وفق منظومة احترافية وعقود وولاء اللاعب للفريق المتعاقد معه.