محمد حامد (الشارقة)
لم يكن تسجيل الفيديو النادر للأب الراحل هو السبب الأوحد، في بكاء كريستيانو رونالدو في المقابلة التي أجراها معه الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورجان، بل إن هناك الكثير من المحطات العاطفية التي نجح مورجان في العزف على أوتارها، ليخرج بمقابلة هي الأفضل في تاريخ النجم البرتغالي، والذي أقر بأنه لم يكن واضحاً وشفافاً في أي مقابلة من قبل، كما كان مع مورجان.
رونالدو كشف عن أن المال والشهرة لا يضمنان السعادة بالضرورة، وهو أمر قد لا يستطيع الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم إدراكه، فهو لا يستطيع الذهاب إلى الحديقة مصطحباً أطفاله وعائلته، وهو أمر متاح للجميع، ولكن لا يستطيع المشاهير الاستمتاع بأبسط وأهم تفاصيل الحياة الخاصة، ولا يمكنهم التواصل اجتماعياً مع غيرهم بصورة علنية.
كما أن النجم البرتغالي قال إنه يملك 17 سيارة، فهو يعشق الحياة، ويرى أن المال من أجل الاستمتاع، ولديه ما يقرب من 400 مليون فولورز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء انستجرام أو فيسبوك، وكذلك تويتر، وغيرها من المنصات، ولكنه على أرض الواقع ليس لديه سوى 4 أصدقاء فقط يثق فيهم بصورة تامة، وما دونهم لا يتمتع بثقته على حد قوله، إلا أنه رفض تحديد هؤلاء الأصدقاء لكيلا يكون قاسياً في حق من لم ينالوا ثقته.
وفي بعض أجزاء المقابلة التي أجراها مورجان لبرنامج «صباح الخير يا بريطانيا»، قال رونالدو إنه يحاول في بعض الأحيان ارتداء ملابس تنكرية والخروج بها مع الأصدقاء في بعض المناسبات، مثلما فعل في حفل رأس السنة، عام 2009، حينما خرج إلى وسط مدريد بملابس تنكرية وشعر مستعار، إلا أن هناك شخصاً تعرف عليه، ولكن بقية الحضور لم يصدقوا أنه رونالدو مما منحه فرصة للاستمتاع بوقته بعيداً عن مضايقات الجماهير.
وعن التأثير السلبي للشهيرة على الحياة الاجتماعية قال رونالدو: «لا يمكنني الذهاب مع أطفالي إلى الحدائق، في حال فعلتها يبدأ الناس في النظر إلي ومحاولة التواصل معي، وهو الأمر الذي يتسبب في إصابة أطفالي بالعصبية، وكذلك أنا، حينما تكون في مكان عام لا يمكنك أن تكون نفس الشخص الذي يتمتع بالشهرة، الأمر يبعث على الضيق والشعور بالملل بالطبع».
وعن علاقات الصداقة والحياة الاجتماعية الخاصة به، قال رونالدو: «لدي أصدقاء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، هم على وجه التحديد 4 أصدقاء أثق فيهم دون سواهم، ولا يمكنني تحديد هؤلاء الأشخاص أو الكشف عن هذه الأسماء، هؤلاء أثق فيهم بنسبة 100%، بالطبع لدي عائلة وأصدقاء، ولكن في نهاية المطاف لا أثق سوى في 4، هذه هي الحياة على أي حال».
وجاءت خواطر رونالدو عن صعوبة الحياة، وعدم ثقته في كثير ممن يحيطون به، على خلفية قضايا الضرائب وقضية الاغتصاب المتهم فيها، وغيرها من المشكلات والعراقيل التي واجهته طوال مسيرته الكروية، مما جعله لا يمنح ثقته إلا لعدد قليل من الأشخاص وفقاً لتجارب تعلمها في الحياة، فهو يملك ثروة تقدر بنصف مليار دولار، و17 سيارة فارهة، استثمارات كبيرة، ولديه ما يقرب من 400 مليون متابع، وحقق مجداً كروياً كبيراً توجه بـ 5 كرات ذهبية، ولكنه رغم ذلك لا يشعر بأحقية الكثيرين في الحصول على صداقته وثقته.