عمان (الاتحاد)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت، صباح أمس الثلاثاء، في دائرة المكتبة الوطنية في العاصمة الأردنية عمّان، أعمال الدورة 16 من ملتقى الشارقة للسرد الذي تنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة، ويحمل الحدث السردي عنوان «الرواية التفاعلية.. الماهية والخصائص»، ويشمل خمسة محاور أساسية للمقاربة والتحليل النقدي، يناقشها، على مدى ثلاثة أيام، أكثر من 51 مبدعاً من أدباء إماراتيين وعرب ومستعربين.
حضر حفل الافتتاح عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والدكتور محمد أبو رمان، وزير الثقافة الأردني، ومحمد إبراهيم القصير، مدير دائرة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، مدير ملتقى الشارقة للسرد، والأمين العام لوزارة الثقافة عطوفة هزاع البراري، إلى جانب عدد كبير من الروائيين والقصصيين والنقاد العرب، ووسائل إعلام أردنية وعربية عدة.
وقال عبدالله العويس في كلمته: يحتضن ملتقى الشارقة للسرد في دورته السادسة عشرة، أكثر من خمسين كاتباً وأديباً ومفكراً عربياً ليجتمعوا على أرض هذه البلاد المباركة، في محطة جديدة «للملتقى» خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل أن تتسع دائرة الحضور العربي لمناقشة وتداول موضوع «ماهيّة الرواية التفاعلية» وما يرافقه من محاور ذات صلة.
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، بقوله: «أتشرف في هذه المناسبة أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق، حيث أراد سموه أن ينطلق ملتقى الشارقة للسرد إلى محيطه العربي، تقديراً للكتاب والأدباء العرب وتعبيراً عن أهمية الإبداع السردي في الثقافة العربية، ودوره في إنتاج ذائقة أدبية تعزز روافد الثقافة العربية».
من جانبه، رحب الدكتور محمد أبو رمان، وزير الثقافة الأردني، بضيوف ملتقى الشارقة للسرد، وقال إن توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة عززت من الحضور الثقافي في الوطن العربي بفضل رعايته الكريمة، وأشاد بالجهود التي تبذلها دائرة الثقافة في الشارقة من تنسيق مع وزارة الثقافة الأردنية.
وتحدث حول أهمية السرد في نقل المشهد العربي إلى العالم، كما عرج إلى الحديث عن الرواية التفاعلية.
وأشاد بجهود حاكم الشارقة الخيّرة في دعم الحراك الثقافي العربي، وأشار إلى أن الشارقة أصبحت تصدّر الثقافة العربية في الوطن العربي، منوهاً معاليه بتوالي الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية التي تستضيفها الأردن، من خلال مبادرات الشارقة، مكرراً شكره العميق إلى مقام صاحب السمو حاكم الشارقة.
واستهل الملتقى أعمال الدورة 16 بمدخلٍ جاء تحت عنوان «الثورة الرقمية والإبداع: التحديات والآثار»، برئاسة د. زهير عبيدات من الأردن، وكان المتحدث الرئيس د. سعيد يقطين من المغرب، فيما عقّب على ورقته د. عماد الضمور من الأردن، وذلك في الجلسة الصباحية. فيما جلس حول الطاولة المستديرة، ضمن الجلسة المسائية، المتحدثون د. زهور كرام من المغرب، ود. محمد آيت مهيوب من تونس، ود. مشتاق عباس معن من العراق. وترأسها د. ضياء الكعبي من البحرين.
جرى التركيز في المدخل على تداعيات الثورة الرقمية وأثرها على الجنس الإبداعي لاسيما الرواية، وما «تركته من أثر في الإبداع العربي برمته، فكانت التبدلات العميقة في الفكر والبناء الفني، وهي جزء من ثورة عنيفة مسّت الثقافة العالمية في الجوهر والشكل أيضاً»، كما عرج المتحدث والمعقّب إلى ذكر أبرز التحديات التي تواجه الرواية العربية، والإشارة إلى سبل مواجهتها.
ورأى د. سعيد يقطين أنه لا مراء في أن «الثورة الرقمية» باتت واقعاً يفرض نفسه على المشتغلين بأي مجال من المجالات التي تتصل بحياة الإنسان، بصفة عامة، والثقافة والإبداع والعلوم، بصورة خاصة. كما أن تناولها من زاوية التحديات والآثار يستنهض الهمم للتفكير والتساؤل عن مستقبل علاقتنا العربية بالثورة الرقمية بما تفرضه علينا من إشكالات ورهانات، ورؤيات تضعنا أمام محك الاختيار، والوعي بما تقتضيه من مبادرات تؤدي بنا إما إلى تحقيق المراد (كسب التحدي)، أو العجز عن الانخراط فيما صارت الأمم والشعوب تتنافس فيه من أجل فرض وجودها، واللحاق بالركب الرقمي الذي بات ضرورة من ضرورات العصر الذي نعيش فيه.
من جهة أخرى، أفرز حوار الطاولة المستديرة تحليلات تناولت الأدب التفاعلي من الجوانب كافة، وتوقف هؤلاء عند إشكاليات المصطلح والمفهوم بوصفه جنساً أدبياً جديداً. وفي الوقت الذي اتفق فيه عدد من المتحدثين حول ما تركه الأدب التفاعلي من أثر في الأدب العالمي، رأى آخرون أنه أثر سلباً على الجنس الإبداعي باعتباره مصدراً لاغيا للإصدار الورقي.