فاطمة عطفة (أبوظبي)

أعمال فنية جديدة من إبداع أربعة فنانين مقيمين تعرض في رواق الفن، المتحف الأكاديمي في جامعة نيويورك أبوظبي، في معرض افتتح مساء أمس الأول تحت عنوان «سرديات تأملية» بتقييم من مايا أليسون، رئيسة القيمين الفنيين في الجامعة والمدير التنفيذي لرواق الفن، ويستمر المعرض حتى 7 ديسمبر 2019. ويتميز الفنانون المشاركون في هذا المعرض بتقديمهم منظوراً متفرداً بفضل المقاربات التي يقدمونها للتعبير عن عالمنا المعاصر بتصورات غير تقليدية.
يشارك في المعرض كل من الفنانين: أريج قاعود وأيمن زيداني وجميري ورجاء خالد، وتشير أعمالهم الجديدة إلى تجارب مميزة يمكن النظر إليها كتصورات مستلهمة من الواقع ومجازية في ذات الوقت، بحيث ترجم كل فنان منهم رؤيته للعالم المحيط به.
تشير أعمال أريج قاعود إلى العالم الافتراضي، بينما تبيّن أعمال الفنان الإماراتي جميري علاقة البشر بالطبيعة، ويلجأ الفنان أيمن زيداني إلى تقاطع اتجاهات التسويق مع المفردات غير المادية، وكذلك الفنانة رجاء خالد.
توكد الفنانة أريج قاعود أن مشروعها الفني بعنوان: «أمن مجهول»، يتمحور حول مفاهيم المخاطرة والاستعداد لمواجهة الطوارئ والتي تكتسي وفقاً لرأي الفنانة، بطابع كوميدي من شأنه التخفيف من سوداوية الظروف الصعبة التي قاستها عائلة الفنانة الفلسطينية. ويتكون العمل من قبّة مطاطية حمراء اللون بارزة في منتصف الغرفة، مع غياب أية إرشادات أو توجيهات حول كيفية استعمالها، كما أنها تخفي الغرض الحقيقي الكامن وراءها، فلا توضح إن كانت بهدف المرح أو الهرب من الكوارث.
ويستلهم الفنان جميري أعماله من شغفه الطويل بنجوم ثقافة البوب، ويقول: استخدمت في الفيديو مفردات الإنترنت لأصوغ «عالم جميري» المتميز عبر عروض الأداء الفنية والتجارب المختلفة، مشيراً إلى عمله الفني الضخم والجديد المسمى «فاصلة بالعربي»، حيث يقدم جزءاً من العالم الفريد الذي أبدعه على أرض المعرض، ويطرح تساؤلاً حول مصير الذكاء الاصطناعي بعد فناء المكونات المادية التكنولوجية.
وبدوره، يقدم أيمن زيداني عمل «بين التشوش والتشابك» الذي يطرح نظرة متأملة حول مفردات الطبيعة والتكنولوجيا، ويتألف من غرفة مظلمة تضم نباتات منارة بأضواء كهربائية تضفي عليها وهجا وبريقاً بتدرجات مختلفة. ويدرس العمل الحد الفاصل بين الحياة الطبيعية والإلكترونية من خلال استخدام مصابيح LED الصناعية لتحفيز عملية نمو النباتات الطبيعية. ومن جانبها، تستعرض الفنانة رجاء خالد في عملها «موجة هادئة» تصميماً إبداعياً لأحد استديوهات اليوجا في عام 2021، والأمر الأكثر تميزاً في العرض هو عدم وجود أي حركات يوجا. للزوار اختيار الطريقة الأمثل لتفسير هذه المناظر الإبداعية. ومن جانبها قالت أليسون: أتابع منذ مدة أعمال هذه المجموعة من الفنانين «الصاعدين» الموجودين في دولة الإمارات، والذين يشكلون جزءاً من مجموعة أكبر نجحت في تقديم إبداعات جديرة بالاهتمام في مختلف أنحاء الدولة، كونها تمثل محاولة للإجابة عن الأسئلة المهمة والكبرى حول عالمهم.