أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)

تحولت الخرطوم إلى محطة عربية ودولية مهمة للمسؤولين، وسط تحرك إقليمي وعالمي ملموس للمجلس السيادي والحكومي، حيث يصل الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، إلى القاهرة اليوم في زيارة رسمية، ومنها إلى العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يتوجه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد وصل إلى الخرطوم أمس في زيارة رسمية، التقى خلالها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي، وعبدالله حمدوك، ووزيرة الخارجية أسماء محمد عبدالله.
وأكد أبو الغيط التزام الجامعة العربية الثابت بدعم السودان ومساندة هياكله الانتقالية، ومرافقة الدولة السودانية في المسار الوطني لإتمام استحقاقات وبرامج المرحلة الانتقالية.
وتعهد أبو الغيط ببذل كل الجهود فيما يخص تحقيق انفراجة في مسألة ديون السودان وعقد مؤتمر دولي للمانحين. وأضاف أبو الغيط أن الزيارة استهدفت التعبير عن التهاني على ما حققه السودانيون من نجاح، وأنه وعد وزيرة الخارجية السودانية بأنه سيخاطب الصناديق العربية والدولية كافة بشأن الدعم الاقتصادي والمالي. وأردف أنه اتفق مع حمدوك على اللقاء مجدداً في نيويورك. كما وصل السودان فجر أمس وزير التعاون الدولي السويدي بير ألسون في زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقي فيها المسؤولين السودانيين، ويبحث فيها التعاون المشترك بين البلدين.
يأتي ذلك في وقت، توقع خبراء سودانيون أن تسفر مشاركة السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيقودها حمدوك عن نتائج إيجابية لدعم المرحلة الانتقالية في السودان.
وقال الدكتور حيدر إبراهيم، المفكر السوداني، رئيس مركز الدراسات السودانية، لـ«الاتحاد» إن أهم ما يمكن أن يقدمه المجتمع الدولي للسودان خلال اجتماعات الجمعية العامة هو دعم الحكومة الانتقالية في مطالبها لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم قضية السلام التي من المقرر أن تنطلق مفاوضاتها الشهر القادم في جوبا عاصمة جنوب السودان. وأضاف إبراهيم أن هاتين القضيتين هما أهم التحديات التي تواجه السودان، وإذا تم حلهما سيكون لهذا الأمر انعكاسات كبيرة على وضع الاقتصاد السوداني.
وقال إن هناك تطورات إيجابية على هذا الصعيد، وإن الخرطوم تلقت العديد من الوعود من بعض الدول الصديقة بدعمها في مطالبها بهذا الشأن.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قد أكد خلال زيارته التي اختتمها للخرطوم، أمس، أن بلاده ستدفع باتجاه شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم جهود السودان للانخراط في المجتمع الدولي، كما أعلن عن تقديم فرنسا مساعدات للسودان قدرها 60 مليون يورو.
وفى هذه الأثناء، كشفت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» عن اتصالات يجريها فريق عمل الوساطة في دولة جنوب السودان مع عبدالواحد محمد نور، رئيس حركة تحرير السودان، وأضافت المصادر أن نتائج هذه الاتصالات مبشرة، وأعربت عن أملها في أن تؤدي إلى انضمام نور إلى قطار التفاوض الذي سينطلق يوم 14 من الشهر المقبل. كما توقعت المصادر أن يلتقي حمدوك خلال زيارته لباريس بعبد الواحد محمد نور.
وعلي صعيد آخر، بحث محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة السوداني، مع مدير جهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أول أبو بكر دمبلاب، الإجراءات والخطوات التي يقوم بها جهاز المخابرات لحل قضية مفقودي أحداث فض الاعتصام أمام القيادة العامة في الخرطوم في 3 يونيو الماضي.
وبحث اللقاء إجراءات تكوين لجنة مشتركة للبحث عن المفقودين، تضم في عضويتها جهاز المخابرات العامة وقوات الشرطة ووزارة الصحة ومبادرة مفقود ومحامين وقضاة وممثلين لأسر المفقودين وللاستخبارات العسكرية. ودعا سليمان إلى العمل المشترك بين جهاز المخابرات العامة وبقية المؤسسات الحكومية في قضية المفقودين، بما يسهم في إنهاء حالة القطيعة التي تسبب فيها النظام البائد بين المواطنين والأجهزة الأمنية، بدوره، قال دمبلاب إن القضية إنسانية في المقام الأول، وإن جهاز المخابرات العامة يعمل على جمع المعلومات الأولية عن وقائع اختفاء المفقودين، ويجري اتصالاته مع جميع الجهات المختصة لحل القضية بصورة نهائية.