محمد نجيم (الرباط)
في معرض كبير وغير مسبوق، ينظم معرض بعنوان «مرآة جماعية» في متحف بنك المغرب بمدينة الرباط، يستمر حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل، نتعرف فيه على أعمال فنية لكبار رموز الفن التشكيلي المغربي المعاصر منهم: جيلالي غرباوي، أحمد الشرقاوي، فريد بلكاهية، محمد شبعة، محمد المليحي، فؤاد بلامين ومحمد قاسمي، إلى جانب أعمال فنية لأسماء من الجيل الجديد أمثال: مريم أبو زايد السوعالي، أمينة أغيزناي، مصطفى أكريم، محمد أرجدال، حسان بورقية، العربي الشرقاوي، منير فاطمي، أمين القطيببي، محمد الفتاكا، عبد العزيز زرو وخليل النماوي. ويهدف المعرض إلى تعريف الجيل الجديد من الفنانين على المنجز الفني لمن سبقوهم.
والمعروف إن أولى خطوات الفن المغربي سايرت أولى خطوات الحركة الوطنية وطرحا معا سؤال الهوية المغربية التي كانت موضوع «مراجعة»، وظل دائماً ملتهباً جداً، حتى لم يعد يتعلق بتأكيد اختلافه عن الغرب، بل بالدعوة إلى خصوصية إقليمية داخل كيان سيطلق عليه «الهوية الوطنية»، فأعمال محمد أرجدال، الذي يقدم نفسه باعتباره فناناً من الجنوب المغربي، تدافع في معظم الأحيان عن عالم الترحال أو نمط عيش المدن الصغيرة النائية.
ويرى عبد الرحمن بن حمزة مندوب المعرض، أن الفن التشكيلي المغربي الحديث، بعد الاستقلال، كما مثّلهُ رواده أمثال فريد بلكاهية، أحمد الشرقاوي، الجيلاني الغرباوي، محمد شعبة، كان انطلق من خلال وعي سوسيو - سياسي ومساءلات هوياتية حيوية ترتكز إجمالاً على أن توجد لنفسها، بالنسبة لهؤلاء الفنانين لذواتهم وسائل تعبيرية جديدة، نظرية كانت أو عملية، بمقدورها التميز عن الإرث الكولونيالي. فيما يقول هشام الداودي في كتيب المعرض أن بداية المسعى التشكيلي للفنانين المغاربة حوالي أواخر الخمسينيات، الذي كانت تهيمن عليه تعبيرية تجريدية، نجد على رأسها الجيلاني الغرباوي.