عبير زيتون (دبي)
المترجم ليس مؤلف ظل، ناقلاً حرفياً للمعنى، بل هو مبدع، يتميز بقدرته على إعادة خلق النص الأصلي من جديد بلغةٍ أخرى غير لغته الأصلية، ولتحقيق ذلك لابد للمترجم أن يكون شغوفاً، وفضولياً في البحث والتقصي، خاصةً مع الأعمال المتصلة بالإبداع والفنون.
وجهة نظر المترجمة المصرية الشابة يارا المصري، التي فازت مؤخراً بجائزة الإسهام المتميز في الكتاب الصيني ـ فرع الشباب، وهي جائزة تمنحها جمهورية الصين الشعبية كل عام، للباحثين والكتاب والمترجمين الذين يساهمون في نشر الثقافة والأدب الصينيين، وقد تحدثت لـ«الاتحاد» عن طبيعة هذه الجائزة، ومدى أهميتها في تنشيط حقل الترجمة بين الشباب، مؤكدة أن الجائزة هي تكريم للجهد الذي بذله الفائزُ في مجاله، ولعملِه المشروط بالجديِّة والدأب.
سبع سنواتٍ، هي رحلة المترجمة يارا المصري مع الترجمة من الصينية إلى العربية، أنجزت خلالها ثمانية كتب ما بين قصة قصيرة ورواية وشعر، وذلك منذ أن بدأت عملها في الترجمة الإبداعية عام 2012. وبعد هذه السنوات الطوال مع الترجمة من الصينية، هل يا ترى نستطيع أن نتساءل عن ملامح جديدة لتيارات الأدب الصيني المعاصر؟ وأهم توجهاته الفكرية اليوم؟ تقول المصري: هناك انطباع عام أن أدب الصين هو فقط أدب حكمة وحرب ومبادئ كونفوشية، اليوم الأمر ليس كذلك، وبعبارة أخرى، ثمة صين جديدة ومختلفة وحديثة، لها تأثيرها على الإبداع والأدب، كما لها في الاقتصاد والعالم.
وتصف يارا المصري، طبيعة الصعوبات التي تواجهها مع الترجمة من اللغة الصينية إلى العربية بالقول: هي صعوبات لا تقل أو تزيد عن طبيعة الصعوبات التي يواجهها المترجمون عن اللغات الأخرى، ومن بينها، الخلفية التاريخية والثقافية، بسبب اتساع مساحة الصين، وضمها للعديد من القوميات المختلفة في عاداتها وتقاليدها، خاصةً أن اللغة الصينية هي لغة متجددة في مفرداتها ومعانيها التي قد لا تكون مُدرجة في القاموس.
تعمل المترجمة يارا المصري، على ترجمة مختارات شعرية للشاعر أويانغ جيانغ خي، تحت عنوان «شيءٌ اسمه حَجَر، يليه كوكب مصر»، بمقدمة كتبها أدونيس عن الشاعر وشعره.
وقد ترجمت سابقاً، عدة أعمال مهمة للكاتب الصيني الشهير سوتونغ، ونقلت إلى العربية لأول مرة مختارات شعرية للشاعر الصيني الشاب خاي زي، الذي مات منتحراً تحت عنوان «أحتضن نمراً أبيض وأعبر المحيط».