عمرو عبيد (القاهرة)

أثناء أزمة التجديد الأخيرة الخاصة بعقد دي خيا مع مانشستر يونايتد، انتقد الحارس الهولندي القدير، فان دير سار، الإسباني الدولي حارس يونايتد، في تصريحات لصحيفة ميرور الإنجليزية، بسبب ارتكابه الكثير من الأخطاء الفادحة، وتراجع مستواه الواضح بين حين وآخر، وبحثه الدائم عن مزيد من الأموال، وكلها أمور تؤثر على مستواه سلبياً، وتقلل من قدرته على قيادة يونايتد نحو التتويج بالألقاب الكبرى، مقارنة بأساطير حراسة مرمى الشياطين عبر التاريخ!

دي خيا / بيتر شمايكل
الحقيقة أن دي خيا لا تضعه جماهير يونايتد في مصاف الحراس العظماء، الذين حصدوا مع العملاق الإنجليزي عشرات الألقاب، وخلال ما يقارب 9 سنوات، لم يحقق الإسباني لقب البريميرليج سوى مرة واحدة فقط، في بداية مسيرته مع الشياطين، وتحت قيادة الأسطوري، السير أليكس فيرجسون، في موسم 2012/‏‏‏‏2013، وبعدها حصد لقب يوروبا ليج في موسم 2016/‏‏‏‏2017، وهما اللقبان الأبرز في مسيرته مع يونايتد، ولا يبدو دي خيا قادراً على الهروب من مطاردة أشباح أباطرة حراسة مرمى يونايتد السابقين، وعلى رأسهم فان دير سار الذي انتقده علناً، لأن الهولندي دافع عن عرين الشياطين لمدة 6 سنوات، فاز خلالها بـ 4 ألقاب في البريميرليج، بينها ثلاثية متتالية تاريخية، كما تُوّج بلقبي دوري الأبطال وكأس العالم للأندية في عام 2008، ولا يمكن أن يقترب الإسباني من مكانة عملاق التسعينيات التاريخي، الدنماركي بيتر شمايكل، الذي ارتدى القميص الأحمر خلال 8 سنوات، وحافظ على نظافة شباك يونايتد في 45% من المباريات، وفاز بلقب الدوري 5 مرات، بجانب التتويج بلقب شامبيونزليج في نسخة 1998/‏‏‏‏1999، وقبلها السوبر الأوروبي في عام 1991.

لينو / دافيد سيمان
يواجه الألماني، بيرند لينو، أزمة مشابهة مع أرسنال، الذي عُرِفَ قديماً بأنه معقل أفضل حراس المرمى في العالم، وبعد مرور 5 جولات من البريميرليج، استقبلت شباك لينو 8 أهداف، ولم يخرج بشباك نظيفة سوى مرة واحدة فقط، وفي ظل عملية تجديد الدماء الشاملة التي يمر بها المدفعجية منذ الموسم الماضي، ورغم أن هذا الموسم هو الثاني فقط في مسيرة لينو مع الجانرز، تتمنى جماهير الفريق أن يظهر الألماني قدرات أكبر، تعيد إلى أذهانهم ذكريات عمالقة العهد السابق، مثل مواطنه، يانز ليمان الذي كان شاهداً على حصد أرسنال آخر ألقابه في البريميرليج، موسم 2003/‏‏2004، وكذلك بلوغه المباراة النهائية في دوري الأبطال عام 2006، ويمتلك ليمان رقماً قياسياً في شامبيونزليج مع الجانرز، حيث حافظ على نظافة شباكه في 10 مباريات متتالية، وربما يحلم لينو بإعادة أمجاد أفضل حارس في تاريخ المدفعجية، الإنجليزي دافيد سيمان الذي تُوّج 3 مرات بطلاً للدوري بقميص أرسنال، كما فاز أيضاً بلقب أبطال الكؤوس الأوروبية في عام 1994، وخاض مع الفريق 475 مباراة، ولم يستقبل أهدافاً في 40% منها.

كيبا / بيتر تشيك
اسم إسباني آخر يظهر في تلك القائمة، هو كيبا أريزابالاجا، حارس تشيلسي الذي يتصدر قائمة أغلى لاعبي البلوز عبر التاريخ، بعدما انتقل في الموسم الماضي من أتلتيكو بلباو، مقابل 80 مليون يورو، ورغم أن كيبا شارك في فوز الفريق بلقب يوروبا ليج في النسخة السابقة، فإنه صدّر أزمة كبيرة، بعد واقعته الشهيرة في نهائي كأس الرابطة، ثم بدأ الموسم الحالي بأداء مهزوز، وأسهم مع خط دفاعه في استقبال 13 هدفاً خلال 6 مباريات، في مسابقتي الدوري وكأس السوبر الأوروبي، ولم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه على الإطلاق حتى الآن، وحل كيبا بديلاً للبلجيكي، ثيبو كورتوا، الفائز بلقبين في البريميرليج مع البلوز، كما يظهر اسم التشيكي، بيتر تشيك، ليُحمّل الإسباني الصغير المزيد من الضغوط والمسؤولية، خاصة أن تشيك لعب لفريق القلعة الزرقاء لمدة 11 عاماً، جعلته أسطورة حية، بعد التتويج بالدوري الإنجليزي 4 مرات، والفوز بلقبي شامبيونزليج ويوروبا ليج في عامين متتاليين.

كورتوا / كاسياس
الطريف أن كورتوا ذاته، يطارده التاريخ الأسطوري الذي صنعه إيكر كاسياس مع ريال مدريد خلال 16 عاماً، فاز خلالها بـ 19 بطولة، بينها 5 ألقاب في الليجا، و3 في دوري أبطال أوروبا، كما حصد لقبين في كأس السوبر القارية، وفاز بكأس العالم للأندية مرة واحدة، في حين أن البلجيكي فاز بمونديال الأندية فقط في العام الماضي، ولم يظهر بمستواه المعهود مع الملكي الإسباني حتى الآن، خاصة في بداية الموسم الجاري، الذي لعب فيه 4 مباريات، واهتزت شباكه 6 مرات في جميع المواجهات بلا استثناء، وفي إيطاليا، لم يكن حظ حارس ميلان الشاب، جيانلويجي دوناروما، أفضل من الآخرين، لأن ابن الـ 20 عاماً أٌقحِم في مقارنات ظالمة مع عمالقة الروسونيري السابقين، مثل البرازيلي ديدا، والإيطاليين كريستيان أبياتي وسيباستيانو روسي الذين حصدوا عشرات الألقاب في الكالشيو ودوري الأبطال، والغريب أن دوناروما يعاني الأزمة ذاتها مع منتخب بلاده، بسبب إرث العملاقين الموندياليين، بوفون ودينو زوف، والكبيرين، باليوكا وتولدو.