الشارقة (الاتحاد)

صنعت جولة «الهندسة والتصوير الفوتوغرافي» للمشاركين فيها صباحاً جميلاً، ومختلفاً، إذ أتاحت لهم فرصة إلقاء نظرة عن كثب على الملامح المعمارية والهندسية التي تتميز بها مباني حي القاسمية العريق في الشارقة، وما تختزنه من مدلولات التعايش الذي تكتنزه العمارة في الإمارات.
جاءت هذه الجولة ضمن الفعاليات المجتمعية المصاحبة لإصدار كتاب «أماكن التعايش في الإمارات» الذي أصدرته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مؤخراً، ونظمتها الوزارة بالتعاون مع ترينالي الشارقة للعمارة، لاستكشاف العديد من المساحات المجتمعية والمعالم الموثقة في الكتاب.
بالإضافة إلى تعريف المشاركين على منهاج عملية التوثيق من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافي، تضمن برنامج الجولة زيارة إلى مبنى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الذي يعد واحداً من بين 40 مبنى آخر جرى توثيقها في كتاب «التعايش في الإمارات»، وجامع الإمام النووي، والكنيسة الهندية الأرثوذكسية، وهما جزء من المشروع المعرفي التوثيقي «العمارة في الإمارات» غير أنهما لم يدرجا في هذا الكتاب، وتعرفوا على المميزات المعمارية لكل مبنى، والصلات التي تربطه بمحيطه المجتمعي.
ورافق المشاركون في الجولة، أدينا هامبل الأستاذ المساعد بجامعة زايد، والدكتورة الأميرة ريم الهاشمي من دائرة البلديات والنقل بأبوظبي اللتان قادتا هذا المشروع التوثيقي، تحت إشراف الشيخ سالم بن خالد القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
وقاد الجولة الكاتبة ورئيس فريق المعماريين عزة أبو العلم، والمصور والمصمم حسين الموسوي، وفي تعليق له على الجولة، قال الشيخ سالم القاسمي: «تستضيف دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية تجمعهم مختلف مساحات التعايش هنا، وهذا من الركائز الأساسية والقيم الأصيلة لمجتمعنا، ولذا نجد أن كتاب «أماكن التعايش» مشروع معرفي توثيقي بالدرجة الأولى، يهدف إلى الحفاظ على ذكرى الكثير من معالمنا الحضرية والاحتفاء بتنوعها وهندستها الفريدة وفروقاتها الدقيقة التي تصنع تاريخها ومعانيها. ونسعى من خلال هذا البرنامج الجماهيري المتزامن مع إصدار الكتاب، إلى مشاركة قصص وتاريخ العمارة ومكانتها في المجتمع لدى كل من المواطنين والمقيمين في الدولة».
وأضاف القاسمي: «بالإضافة إلى موقعها المتميز ومكانتها التاريخية كملتقى حضاري ومعبر تجاري رئيسي يتوسط العالم، تستمر دولة الإمارات في اجتذاب أمهر المعماريين والمخططين والمهندسين والمطورين وأكثرهم إبداعاً من حول العالم، حيث يقدمون خبراتهم وإسهاماتهم القيّمة في بناء رؤية الدولة. ومن الجلي أن ما يميز هذا التطور المعماري هو الكشف عن قصص التعايش وهذا التنوع الموحد، والذي يبدو ظاهراً من خلال المساحات الدينية والمراكز الثقافية والترفيهية التي تقوم بدورها كأماكن للتلاقي والحوار، والتي تعمل في الوقت ذاته على تطوير وترسيخ العلاقات الاجتماعية الإيجابية وتشجع على الوحدة. ونأمل من خلال إصدار هذا الكتاب، أن نتمكن من تسليط الضوء على جزء بارز من تاريخ دولة الإمارات وتطوره الحضري، من خلال رحلة بصرية تطل على معالم مختلفة وعناصر هندسة معمارية متميزة ومتداخلة مع النسيج المجتمعي».
جدير بالذكر، أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أصدرت كتاب «أماكن التعايش في الإمارات» بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل بأبوظبي، وجامعة زايد، وشركة أبوظبي للإعلام، ومؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان.