أبوظبي (وام)
شيّعت جموع غفيرة أمس في أبوظبي والعين والفجيرة ودبا الفجيرة شهداء الوطن الذين انتقلوا إلى جوار ربهم نتيجة حادث تصادم آليات عسكرية خلال أدائهم لواجبهم الوطني. وكانت قد وصلت إلى مطار البطين الخاص بأبوظبي، ظهر أمس، جثامين شهداء الوطن الأبرار الستة، النقيب سعيد أحمد راشد المنصوري، والوكيل أول علي عبدالله أحمد الظنحاني، والوكيل أول زايد مسلم سهيل العامري، والوكيل أول صالح حسن صالح بن عمرو، والوكيل أول ناصر محمد حمد الكعبي، والرقيب سيف ضاوي راشد الطنيجي، وذلك على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة.
وقد جرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثامين الشهداء، حيث كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد نعت أمس الشهداء الستة الذين انتقلوا إلى جوار ربهم نتيجة حادث تصادم آليات عسكرية خلال أدائهم لواجبهم الوطني في أرض العمليات، سائلة الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم الصبر والسلوان.
ناصر الجابري، عمر الحلاوي، فهد بوهندي (أبوظبي- العين- الفجيرة)
شيعت جموع غفيرة جثمان الشهيد البطل الوكيل أول زايد مسلم سهيل العامري، والشهيد البطل الوكيل أول صالح حسن صالح بن عمرو، في مقبرة بني ياس بأبوظبي بعد أداء صلاة الجنازة عليهما عقب صلاة المغرب أمس، بحضور عدد من المسؤولين وضباط وجنود القوات المسلحة وأهالي الشهداء الأبطال وحشد من المواطنين والمقيمين.
وسادت مشاعر الفخر والاعتزاز بتضحيات الأبطال من شهداء الإمارات البواسل وبطولاتهم وما أظهروه من الشجاعة والمروءة والشهامة خلال أداء واجبهم الوطني، حيث امتلأ مسجد مقبرة بني ياس ومحيطه الخارجي بالحضور من مختلف الفئات العمرية والذين قدموا للصلاة على الجثامين الطاهرة للشهداء.
وأعرب أهالي منطقتي بني ياس والشوامخ بأبوظبي، عن بالغ فخرهم واعتزازهم بتضحيات الشهداء الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في بذل الروح لأجل وطنهم الغالي، مقدمين كافة جهودهم وطاقاتهم ضمن واجبهم الوطني، حيث أفنوا أعمارهم ملبين نداء القيادة الرشيدة ومعاهدين على أن يمنحوا الغالي والنفيس لأجل دولة الإمارات ومكتسباتها وقواتها المسلحة الباسلة، باعتبارهم من أبنائها الأبطال الحريصين على أن تبقى راية الوطن خفاقة في سماء المجد والمنجزات المتواصلة.
وأكد الأهالي أن الشهداء أمضوا حياتهم محبين للوطن، موصين بضرورة الدفاع عن مكتسباته، مخلصين لقيادته الرشيدة، مجسدين أمثلة للتفاني والتضحية والشجاعة، أسوة بإخوانهم من أبطال قواتنا المسلحة الباسلة الذين يسطرون أروع الملاحم التاريخية خلال أداء الواجب الوطني، متحلين بالشرف العسكري وبقيم الالتزام والانضباط. وشدد الأهالي على أن شهداء الوطن يعدون مثالاً ونموذجاً للجندي الإماراتي المؤدي لكافة المهام والواجبات، مما يجعلهم مصدراً ملهماً ومشرقاً للأهالي الذين سيحرصون على استحضار ذكرى الشهداء ومآثرهم الخالدة.
وتقدم الجميع بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلات الشهداء، داعين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وينزلهم منازل الصديقين والشهداء والأبرار ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
كما شيعت أمس جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين شهيد الوطن النقيب سعيد أحمد راشد المنصوري، في منطقة منازف بمدينة العين، حيث أدى صلاة الجنازة على جثمان الشهيد آلاف المصلين بعد صلاة المغرب بمسجد الحميري، وتوجه آلاف المشيعين إلى الدفن في مقبرة الظواهر، وتزاحمت الحشود لتحمل جثمان الشهيد الطاهر.
وبدأت وفود المصلين بالوصول إلى مسجد الحميري منذ صلاة العصر، حيث امتلأت باحات المسجد الداخلية والساحات الخارجية بالمصلين، وحرص جميع سكان منطقة منازف وآلاف المواطنين على حضور تشييع الجثمان، الذي جرى بعد صلاة المغرب.
وتلقت أسرة الشهيد العزاء بصبر واحتساب وإيمان بقضاء الله وقدره، حيث تقدم والده التشييع وسط تلقي العزاء من الجموع الغفيرة من المعزين الذين توافدوا للصلاة.
وعبر المشيعون عن فخرهم واعتزازهم بالشهداء الذين منحوا أغلى ما لديهم من أجل الوطن، وسُكبت دماؤهم الطاهرة للمحافظة على أمن الوطن والذود عنه ضد أعداء الأمة.
ولدى الشهيد المنصوري طفلان، الأول 5 سنوات والثاني لم يتجاوز عمره العامين.
وعاد المشيعون بعد دفن الشهيد في مقبرة الظواهر إلى مجلس منازف، حيث تتلقى أسرة الشهيد واجب العزاء.
كما شيّعت مدينة العين في موكب مهيب، أمس، الشهيد وكيل أول ناصر محمد حمد الكعبي (35 عاماً)، وتم أداء صلاة الجنازة في مسجد الشيخ زايد في منطقة الهيلي، بحضور آلاف المواطنين وزملاء العمل في القوات المسلحة وسكان مدينة العين. وتوجهت الجموع بعد أداء صلاة الجنازة إلى الدفن في مقبرة الهيلي مصباح، وأقيم العزاء بمنزل أسرة الشهيد في منطقة الفوعة التي تبعد عن مركز مدينة العين حوالي 25 كيلومتراً.
وكان مواطنو مدينة العين يترقبون وصول جثمان الشهيد منذ صلاة الظهر في منطقة الفوعة، حيث توافدت أعداد كبيرة منهم لمواساة أسرة الشهيد، وحضور صلاة الجنازة.
ويخدم الشهيد ناصر الكعبي في القوات المسلحة منذ 18 عاماً بتفانٍ وإخلاص وحب للوطن، بحسب شهادة أسرته وزملائه في العمل، حيث كانت القوات المسلحة تمثل كل حياته، وكان مثالاً للأخلاق الكريمة والتواصل مع الأهل، وطيب المعشر.
ويعتبر الشهيد الأكبر من بين إخوانه البالغ عددهم 7 أشقاء، وكان يشملهم بالرعاية والعطف، ويمثل لهم القدوة الحسنة، ودائم السؤال عن أحوالهم، ويعمل على إسعادهم. والشهيد ناصر الكعبي متزوج ولديه 5 أبناء، من بينهم 3 أولاد، وأكبرهم بنت يبلغ عمرها 16 عاماً، وأصغرهم ولد لم يتجاوز عمره السنوات الخمس. وقد تمكن والده الذي كان خارج الدولة عند وصول خبر استشهاد نجله، من العودة وحضور جنازة وعزاء الشهيد.
كما شيّع الآلاف من أهالي الفجيرة والمنامة بعجمان ومناطق أخرى برأس الخيمة، مساء أمس، جثمان الشهيد العريف سيف ضاوي راشد الطنيجي إلى مثواه الأخير بمقابر منطقة الحنية بالفجيرة، وسط أجواء من مشاعر الفخر والعزة والولاء للوطن، سادت الجميع من ذوي الشهيد والمشيعين.
وأدى أهالي الشهيد وجمع غفير من الأهالي صلاة الجنازة عقب صلاة المغرب في مصلى العيد بمنطقة الحنية، ومن ثم شيعوا جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير.
والشهيد البطل العريف سيف ضاوي راشد الطنيجي من أبناء منطقة الحنية بالفجيرة وهو من مواليد عام 1994، والتحق بالقوات المسلحة منذ 6 سنوات بالقوات الجوية، وهو متزوج منذ عام، وكان آخر تواصل للشهيد مع ذويه قبل يوم واحد من ارتقائه.
وشيعت أعداد غفيرة من المواطنين والأهالي الذين توافدوا من مختلف مدن ومناطق إمارة الفجيرة ومدن الساحل الشرقي إلى مدينة دبا الفجيرة، جنازة الشهيد علي الظنحاني الذي انتقل إلى جوار ربه أثناء تأدية واجبه الوطني. وقد أقيمت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد في جامع الشيخ زايد في دبا الفجيرة بعد صلاة العصر أمس، وقد شهد الصلاة عدد كبير من المواطنين والأهالي والعسكريين والمسؤولين الذين رافقوا الجنازة إلى مثواها الأخير في مقبرة القيعان في دبا الفجيرة التي امتلأت بالمعزين.
وأكد أهالي دبا الفجيرة فخرهم واعتزازهم بأبنائنا الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن، مشيرين إلى أن الوطن غالٍ، ونحن جميعاً فداء للوطن، وأن الشهداء قدموا تضحية عظيمة تجعلنا جميعاً فخورين، وأن عزاءنا لأنفسنا بأن خصهم الله سبحانه وتعالى بهذا الشرف العظيم، بأن يكونوا شهداء في خدمة الوطن وفي سبيل الواجب. ورفع الأهالي أكفهم بالدعاء للمولى عز وجل بأن يسكن الله العلي القدير شهداءنا فسيح جناته، وأن يلهم أهلهم وذويهم وأصدقاءهم الصبر.