دبي (الاتحاد)
اختتم البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، سلسلة حلقات شبابية ركزت على أهمية الصحة النفسية في تعزيز جودة الحياة، جاءت ضمن جهود تحقيق أهداف ومحاور الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، والتي تركز في أحد أهدافها الرئيسة على تعزيز الصحة النفسية الجيدة للأفراد.
وعقدت الحلقة الثالثة في مركز الشباب بدبي، بعنوان «صورة الجسد في العصر الحالي وعلاقتها بالصحة النفسية»، وأدارها رئيس قسم استشراف المستقبل في هيئة الأوراق المالية والسلع رئيس مجلس الشباب لاقتصاد المستقبل عمار المعيني، واستضافت الدكتور عادل الكراني مدير مستشفى الأمل، وهلا أبو طه أخصائية التغذية في المركز الأميركي النفسي والعصبي، وعمر العويس طالب العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بالشارقة. وناقشت الحلقة تحديات تكوين صورة إيجابية للجسد في العصر الراهن، وسبل تعزيز هذه الصورة، وتطرقت إلى الأدوار التي يمكن أن تؤديها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في هذا المجال، وسلطت الضوء على سبب انتشار أعراض اضطرابات الطعام، واستعرضت عدداً من الأدوات والآليات الداعمة للوصول إلى جسد مثالي.
وتبادل الشباب المشاركون في الحلقة الآراء مع الخبراء والمختصين حول مدى تأثير صورة وشكل الجسد على الصحة النفسية، وتأثير اضطراب الطعام على سلوك الأفراد، إضافة إلى النتائج التي قد تولدها حالة عدم الرضا عن الجسد من قلق واكتئاب وتوتر، والحلول التي توفرها أنماط الحياة الصحية المختلفة وفي مقدمتها الرياضة، واستعرضوا سبل تعزيز صورة الجسد الإيجابية وانعكاساتها على الصحة النفسية وجودة حياة الأفراد.
وأثنى الدكتور الكراني على جهود منظمي الحلقة الشبابية، واختيارهم التركيز على موضوع صورة الجسد، والذي يعد مهماً جداً بالأخص لفئة الشباب، مؤكداً أهمية تقبل صورة الجسد عند الإنسان منذ الطفولة، ما ينعكس على الصحة النفسية للفرد في مراحل حياته المختلفة وبالتالي على مستوى جودة حياته.
وأشار إلى أن الحوار مع الشباب أكد الحاجة لدراسات علمية معمقة حول الموضوع، بما أن الكثير من المعلومات الشائعة غير دقيقة، ولا تنطبق على مجتمعنا في دولة الإمارات، لافتاً إلى أهمية إجراء دراسة على فئة الشباب، حول نظرتهم لأجسادهم، ومدى رضاهم عن هذه الصورة.
من جهتها، أكدت هلا أبو طه أن تنظيم مثل هذه الحلقات الحوارية مهم لتمكين الشباب من إبداء آرائهم حول مختلف المواضيع التي تهمهم، ولتلقي المعلومات العلمية السليمة من أصحاب الخبرة والاختصاص، مشيرة إلى أن المتحدثين من الخبراء والمختصين يلمسون فائدة مثل هذه الحلقات في التعرف إلى توجهات الشباب وآرائهم في مختلف المجالات، بما يسهم في بناء تصور سليم لموضوع النقاش، وتوجيه الشباب بطريقة علمية، والإجابة على استفساراتهم.
وأشار المشاركون في الحلقة إلى أن تكلفة الغذاء الصحي أكبر من الغذاء غير الصحي، مؤكدين أن ذلك ينعكس على العادات الغذائية للشباب، وبالتالي على صورة أجسادهم وصحتهم النفسية، ما يؤثر على جودة حياتهم بشكل عام.
وقال الطالب عمر العويس إن الشباب يواجهون في عصر التواصل الاجتماعي ضغوطات كبيرة لاكتساب صورة جسد مثالية، مؤكداً أهمية أن يتفهم الشباب مسؤوليتهم تجاه ذواتهم وأجسادهم، وأهمية توحيد الجهود لمواجهة تحديات الصحة النفسية التي تفرزها العادات الغذائية وأنماط الحياة غير الصحية بما يسهم في تعزيز جودة حياة فئة الشباب خصوصاً والمجتمع عموماً. يذكر أن سلسلة الحلقات الشبابية حول الصحة النفسية وجودة الحياة عملت على بناء منصة تفاعلية تجمع الشباب وخبراء الصحة النفسية والمختصين للعمل معاً على نشر وتبني أفضل التجارب والممارسات الكفيلة بتعزيز الصحة النفسية الجيدة للشباب.
وجاء تركيز المبادرة على فئة الشباب لما تحمله هذه المرحلة العمرية المهمة من عوامل مؤثرة في بناء الشخصية، ولارتباطها بجوانب مهمة في رحلة الحياة تشمل التحصيل الدراسي، وبدء المسار الوظيفي، وتكوين الأسرة.