تامر عبد الحميد (أبوظبي)
عبرت المخرجة السعودية شهد أمين عن سعادتها البالغة لفوزها بجائزة «فيرونا» الفيلم الأكثر إبداعاً، عن فيلمها «سيدة البحر» -أحدث الإنتاجات السينمائية من «إيمج نيشن أبوظبي»- في النسخة الـ76 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، عقب عرضه ضمن مسابقة أسبوع النقاد المرموق، وقالت في حوارها مع «الاتحاد»: إنني فخورة بهذا الإنجاز، الذي أحتفي فيه على الصعيد الشخصي، وجميع من ساهموا في وصول هذا الفيلم إلى أرض الواقع، فهذا الفوز لا ينحصر في كونه تكريماً لي، إنما فوز «سيدة البحر» بهذه الجائزة يعد بمثابة إنجاز للسينما السعودية بشكل عام، وإثبات على أن المواهب السعودية قادرة على أن تصل إلى العالمية، مشيرة إلى أن حصول فيلمها على هذه الجائزة، سيكون مصدراً للتقدم والاستمرار في تقديم الأفضل، فالفوز كما هو تشريف فهو أيضاً مسؤولية كبيرة تتطلب المزيد من الجهد والتميز في المرحلة المقبلة.
تطور سينمائي
وحول التطور السينمائي الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية والخليج عموماً، قالت إن صناعة السينما في السعودية تمضي قدماً وبقوة نحو آفاق أوسع من التطور المستمر والنجاح الملحوظ على مدى السنوات الماضية، موضحة أن مشاركة فيلمين سعوديين في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، كفيلة بأن تتصدر السعودية المشهد السينمائي، مبينة أن هذه الخطوة تعد انتقالية وفي غاية الأهمية بالنسبة لمسيرة صناعة السينما الإقليمية والسعودية بشكل خاص.
تعاون مثمر
شهد أمين التي أخرجت عدداً من الأفلام القصيرة منها «موسيقانا» و«نافذة ليلى» و«عين وحورية»، ترى أن التعاون المثمر بين الإمارات والسعودية في عمليات الإنتاج السينمائي والدرامي من خلال شركات داعمة مثل «إيمج نيشن أبوظبي» و«twofour54»، يعزز من قوة مشاريع الإنتاج المشترك، وقالت إن للشركات المنتجة دوراً مهماً في دعم الأفكار الجديدة ووصولها إلى أرض الواقع، وطرح سينما مختلفة ومتطورة في ظل التطورات التي تشهدها المملكة، التي تسير نحو آفاق من النجاح والتطور الإيجابي في ضوء هذا الانفتاح، حيث إن افتتاح دور سينما بالسعودية يعد بمثابة بوابة انفتاح أكبر إلى العالم وثقافاته المتعددة، مشيدة بـ«إيمج نيشن أبوظبي»، التي قدمت دعماً قيّماً على مدار عمليات الإنتاج والتصوير لفيلمها «سيدة البحر» حتى وصل إلى ما وصل إليه.
دعم المواهب
كيف يحصل الفيلم العربي على جائزة كالأسد الذهبي أو يرشح بقوة للأوسكار، سؤال أجابت عنه شهد أمين، وقالت: أؤمن أن السبب يكمن في شفافية المخرج في طرح القصة وصدق الشخصيات الذي يصل إلى المشاهد، لهذا من واجبنا أن نصل إلى قلب المتلقي من خلال فكرة وقصة وإنتاج الفيلم قبل أن نفكر بالوصول إلى الجوائز، وهذا بحد ذاته كفيل بوصول أي فيلم إلى العالمية.
وعن المعاناة والأزمات التي تتعرض لها السينما العربية، وأبرز المعوقات التي تمنع تصدر الفيلم العربي للإيرادات العالمية، قالت شهد: يجب أن يكون لنا الدور الفعال في المسيرة التنموية لقطاع السينما ودعم المواهب الناشئة ومساعدتها في تطوير المحتوى الإبداعي عبر مختلف المجالات الإعلامية، فإن المواهب العربية لا تقل شأناً عن غيرها، والجائزة التي حصلت عليها خير دليل على ذلك، ولهذا أتمنى من الجمهور العربي إعطاء الفرصة للمواهب الجديدة لإثبات نفسها.
منصة التتويج
وحول كيفية وصول فيلمها «سيدة البحر» إلى منصة التتويج ومراحل العمل التي مر بها الفيلم، أوضحت شهد أن البداية تكمن في طاقم العمل المحترف الذي آمن بالقضية التي يتناولها الفيلم، وشركاء متعاونين في جهات مختلفة منها الإنتاج ومراحل التصوير، إل جانب الجهود الاستثنائية من جانب طاقم العمل والنجوم الذين ترجموا رؤيتها السينمائية على أرض الواقع، ومن هنا كان التعاون هو سر النجاح ووصول الفيلم إلى منصات المهرجانات وحصده الجوائز. وعن خططتها المستقبلية في عالم الفن السابع، أشارت شهد إلى أن مشاركتها بمهرجانات عالمية تدعوها لمزيد من المثابرة والعمل، لذلك فهي سوف تستمر في مشروعاتها المستقبلية في طرح القصص المختلفة، والموضوعات التي تمثلها كامرأة، ودور المرأة داخل المجتمع.
أول فيلم طويل
يمثّل فيلم «سيدة البحر» أول فيلم روائي طويل للكاتبة والمخرجة السعودية شهد أمين، وتدور أحداثه في إطار أسطوري جامح ملقياً الضوء على قضية التغيير الواقع على دور المرأة في المجتمع من خلال قصّة خيالية لفتاة صغيرة اسمها «حياة» تقرر اختيار مصيرها بنفسها فتتحدى التقاليد المظلمة المتبعة في قريتها النائية والتي تقتات رزقها من الصيد، حيث يتم تقديم الإناث من أطفالها لمخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة، وشارك في بطولة الفيلم كل من بسيمة حجّار في دور حياة، وأشرف برهوم ويعقوب وفاطمة الطائي.
رؤية جريئة
أكد أعضاء لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد المرموق في مهرجان البندقية، أن سبب منح جائزة «فيرونا» إلى فيلم «سيدة البحر» هو سيره عبر أفق بحر مرئي تتخلله آثار خرافة مؤثرة تأسر الأجساد والأنظار، ليؤتي من أعماقه رؤية جريئة وواضحة المعالم لزمننا المعاصر، كما أنه نجح في استعراض الجوانب المجتمعية المعقدة من خلال تجربة صوتية مستمدة من التاريخ، وصراعات منسوجة من اللونين الأبيض والأسود، وتناقضات مكانية متباينة.