بغداد (وكالات)

شارك آلاف الأشخاص في العاصمة العراقية بغداد، أمس، في تشييع جنازة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبومهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي وغيرهما ممن قتلوا في غارة جوية أميركية بالعراق.
وضم موكب نظمه «الحشد الشعبي» في المنطقة الخضراء الحصينة في العاصمة العراقية جثامين سليماني والمهندس والأشخاص الآخرين الذين لقوا حتفهم في الضربة الجوية الأميركية. وشارك في مراسم الجنازة عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي، وهادي العامري قائد أحد الفصائل المسلحة، وهو حليف مقرب لإيران ومرشح البارز لخلافة المهندس. وفي وقت لاحق، نقل المشيعون الجثامين بالسيارات إلى مدينة كربلاء جنوبي بغداد.
وانتهى المطاف بالجثامين في النجف، حيث دفن جثمان المهندس وجثامين العراقيين الآخرين.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن جثمان سليماني سينقل إلى إقليم خوزستان الواقع على الحدود مع العراق، ثم إلى مدينة مشهد في شمال شرق البلاد، ومن هناك إلى العاصمة طهران، وصولاً إلى كرمان مسقط رأسه في الجنوب الشرقي، حيث يوارى الثرى بعد غدٍ الثلاثاء.
وأفادت مصادر أن القوات الأمنية أغلقت عدداً من الشوارع والطرق لاستقبال الجثامين، فيما انتشرت عناصر الحشد الشعبي في الشوارع.
وزادت حدة المواجهات بين الولايات المتحدة وإيران في العراق الأسبوع الماضي عندما هاجم فصيل مسلح تدعمه إيران السفارة الأميركية في بغداد بعد ضربة جوية أميركية مميتة على كتائب «حزب الله» التي أسسها أبومهدي المهندس. ويأتي ذلك، فيما نفى «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة، شنّ غارة جديدة لاستهداف قافلة تابعة لقوات الحشد الشعبي في منطقة التاجي شمال بغداد، بعدما تحدث مصدر أمني عن وقوع غارة وسقوط «قتلى وجرحى» من دون تحديد عددهم.
واتّهم الحشد بداية واشنطن بتنفيذ الغارة. لكن المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق نفى أن يكون التحالف أو القوات الأميركية وراء ضربة جوية جديدة. وقال الجنرال مايلز كاغينز: «لم يكن هناك أي ضربة أميركية أو من التحالف الدولي».
وكان إعلام الحشد الشعبي أعلن ضربة جوية في التاجي استهدفت رتلاً للطبابة تابعاً لقوات الحشد، لكن الأخير أكد في وقت لاحق على تطبيق «تليغرام»، أن «طبابة الحشد تنفي استهدافها بصواريخ أميركية في قضاء التاجي».
وحثت السفارة الأميركية في بغداد المواطنين الأميركيين على مغادرة العراق في أعقاب مقتل سليماني، كما غادر عشرات الموظفين الأميركيين العاملين بشركات النفط الأجنبية مدينة البصرة بجنوب العراق أمس الأول.