دبي (الاتحاد)
طرح معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، عبر حساب الوزارة على «تويتر»، أمس، تدريس السنع الإماراتي في المدارس الحكومية، للنقاش، ومشاركة الآراء مع مختلف أطياف المجتمع.
ويقصد بـ«السنع» مجمل الأقوال والأفعال التي من الواجب الالتزام بها في المواقف الاجتماعية اليومية أو المناسبات أو الزيارات أو حضور المجالس. وهي تشير إلى الآداب والأخلاقيات والتصرفات الحميدة المتصلة بالسلوك العام في التعامل والتصرف المناسب أثناء لقاء الآخرين، بدءاً بأسلوب المصافحة وتقديم القهوة والطعام، وغيرها من الآداب المتعارف عليها.
مجتمع متماسك
واعتبر معاليه أن تدريس السنع الإماراتي في المدارس يعدّ خطوة لتحقيق مجتمع متماسك معتز بهويته ووطنه وقيمه. ودعا إلى طرح الأفكار التطويرية في هذه القضية التربوية على طاولة النقاش، بما يعزز من هذا التوجه، وللتعرّف إلى قناعات المجتمع بأهميتها.
وأشار أن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة مجتمع حافظ ولا يزال على أصالته وتقاليده وقيمه، ويتصف بكونه منفتحاً على الآخر ومتسامحاً، لافتاً إلى تكريس ذلك في النشء من خلال المنظومة التربوية. وقال إن غرس وتأصيل السنع الإماراتي في نفوس الناشئة يشكّل جزءاً مهماً من منظومة الأخلاق والآداب التي يعتز بها المجتمع الإماراتي الأصيل، وينظر إليها باعتبارها سمة أساسية من سمات الشخصية الإماراتية الصالحة، وهويته الوطنية.
وحددت وزارة التربية والتعليم خمسة مكتسبات للطالب إذا التزم بالسنع الإماراتي، هي «تنمية الوازع الديني في النفوس لدى أفراد المجتمع، وتعزيز قيم الهوية الوطنية والانتماء للوطن والاعتزاز بمكتسباته وموروثه والمحافظة عليه، وحماية الأسرة التي هي لبنة المجتمع الأساسية، وتقوية أواصر العلاقات الاجتماعية في مجتمعنا مما يجعله مجتمعاً متكافلاً محافظاً على كيانه، وصقل قدرات الفرد على التواصل والإنتاج والإبداع ويدفعه إلى الاعتزاز بقيمه ووطنه وقادته». وأشارت الوزارة إلى ثلاث أخلاقيات للسنع الإماراتي ومبادئه هي الكرم وحسن الضيافة، وأدب التخاطب والرد المناسب لكل موقف، والمروءة والشهامة.
وقالت الوزارة إن العادات والتقاليد والسلوكيات الحميدة في المجتمع الإماراتي تحتكم لمبادئ وقواعد عامة، بمعنى أن الهدف من الالتزام بأصول السنع وتقاليده ليس مجرد مظاهر خالية من المضمون، بل إن مجمل آدب السنع تحقق غايات أخلاقية وإنسانية، تشمل الكرم وحسن التعامل وتقدير كل فرد في المجتمع للآخر، وبالتالي الوصول إلى مستوى من الرضا الجماعي والتسامح. ويمكن اعتبار مبادئ السنع أساساً لكل تصرف إيجابي، كما أن هذه المبادئ تمثل الدوافع التي تحكم سلوك الفرد في المواقف المختلفة. وعن مبدأ الكرم، قالت الوزارة: إن أغلب أصول السنع تتمحور حول هذا الجانب، نظراً للتراكم التاريخي في حياة المجتمع الإماراتي، الذي عايش مختلف الظروف، بما فيها مرحلة العيش في البادية في أزمنة كان فيها التنقل بين أجزاء الإمارات الشاسعة يتطلب الكثير من الجهد، وبالتالي تبادل الاستضافة وتفعيل صفات الكرم العربي، الذي تتنافس فيه القبائل على إظهار الاحترام للضيف وتقديم الغالي والنفيس في سبيل راحته وإشعاره بالمودة. وفي مجال التخاطب، تحمل الفصاحة الشعبية الكثير من العبارات الموجزة والملائمة لكل ظرف وموقف. ومن الرجولة والشهامة أن تتم معاملة الآخرين بلطف، واستخدام التعابير المناسبة لكل ظرف، عملاً بالتقليد السائد الذي تقتضيه مذاهب السنع وآدابه. ويجري الحكم على مدى ارتباط الفرد بمجتمعه ومحافظته على عاداته من خلال معرفته بأصول التخاطب والتعبير بتلك الجمل والمفردات التي تستخدم في المواقف والمناسبات التي لابد أن تقال فيها. أما المروءة فهي من أهم القواعد التي يقوم عليها السنع الإماراتي التي يعبّر عنها أحياناً بالنبل، والتي يندرج تحتها جميع الأخلاق الحميدة والسلوكيات الطيبة في تعامل المرء مع الآخرين. وهي مرتبطة بالكرم و«الفزعة»، واحترام المرأة وغيرها من آداب السنع.
مغرّدون يشيدون
أشاد بعض المغرّدين على طرح الوزارة في تغريداتهم أمس، فيما طرح البعض الآخر عدداً من الاقتراحات. واعتبر عوض الظاهري وناصر الخليفي أن السنع ينبع من البيت والأسرة وليس كمادة تدريسية، وما لم ينشأ عليه الطالب لا نعتقد أنه يمكن تحقيقه في المادة الدراسية، وأن السنع يتربى عليه الطلبة من المجتمع الأسري وليس من المناهج. وقالت فاطمة الجناحي: يندرج تحت السنع الكثير من العادات والتقاليد التي يتطرق إليها منهج التربية الوطنية والتربية الأخلاقية، لافتة أن دمج السنع مع تلك المادتين أفضل بدلاً من إعداده كمادة منفصلة.