سامي عبدالعظيم (رأس الخيمة)

نفى علي البدواوي، رئيس مجلس إدارة حتا وشركة كرة القدم، أن يكون دكتاتوراً يصدر القرارات الإدارية بالنادي، من دون مشاورات مع بقية الأعضاء، وقال: «الأمر مرتبط بالتفاهم بين الجميع على كل الأمور الخاصة بالنادي، إلا أن هناك بعض الظروف تستدعي أحياناً سرعة الفصل بقرارات صحيحة وقوية، على غرار ما حدث في قضية عودة يوسف سعيد إلى الشارقة، رغم الاتفاق بين الناديين على الإعارة، وبدعم أعضاء مجلس الإدارة، يتم اتخاذ القرارات الصحيحة».
وكشف البدواوي عن أن حتا لم يطلب كشف حساب في موضوع يوسف سعيد، بعدما حصل على أموال من النادي، عقب إعلان التعاقد معه وسفره إلى معسكر الفريق ضمن القائمة الأساسية، احتراماً للعلاقات الجيدة مع الأندية الأخرى التي تعد أكبر من المكاسب المالية، أو الخسائر التي تحدث، انطلاقاً من القيم والمبادئ.
وتوقع رئيس النادي استمرار المدرب اليوناني كريستوس كونتيس حتى نهاية الموسم، وزاد بتأكيده على احتمال التجديد له بعد 7 مباريات في الدوري، بالثقة الكبيرة في الكفاءة المشهودة له، وقدرته على تحقيق الإضافة.

أعلن البدواوي في حوار خاص مع «الاتحاد» أن هدف النادي في الموسم الحالي، البقاء في «المحترفين» بعد تجربتيه قبل موسمين، وذلك عطفاً على الجهود المبذولة من الجميع في المرحلة الماضية، من الإعداد الجيد خلال التجمع الداخلي والمعسكر الخارجي، وقال: «الميزانية المقررة للنادي تتيح له تحقيق هذا الهدف، إلى جانب الدعم والاهتمام والمتابعة للنادي من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، وتوفير جميع المتطلبات، وسؤاله المستمر عن أمور النادي وظروفه».
ورفض البدواوي مما يتردد حول ضم الفريق مجموعة من اللاعبين «العواجيز»، وقال: «الحديث غير صحيح وينافي الواقع تماماً، لأن التشكيلة الحالية لحتا تتألف من لاعبي الخبرة والشباب، إلى جانب أن عدنان حسين الذي يعد أكبر اللاعبين سناً في حتا من أفضل اللاعبين جاهزية بشهادة اليوناني كونتيس الذي أشاد بحرصه على التدريبات ولياقته البدنية العالية، مشيراً إلى أن على المحللين البحث عن «العواجيز» في الأندية الأخرى مقارنة بالأعمار الكبيرة الموجودة».
وأشار البدواوي إلى أن النادي لم يتسلم النصف مليون درهم مكافأة الصعود حتى هذه اللحظة من اتحاد الكرة، وقال: لا أعتقد أن هناك أسباباً غير طبيعية أدت إلى هذا التأخير بالثقة الكبيرة في أن المبلغ المخصص للنادي، نظير صعوده مع خورفكان، سيتم الحصول عليه في الوقت المناسب، على غرار ما حدث في مكافأة الصعود الأولى قبل موسمين.
وشدد البدواوي على أن التوافق في الرؤى والأفكار بين مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة وبقية الأعضاء في الاتحاد لم يكن بالدرجة المطلوبة في الفترة الماضية، الأمر الذي أدى إلى غياب الإنجازات الحقيقية في اتحاد الكرة، وقال في الوقت نفسه أن عدم تأهل «الأبيض» إلى «مونديال روسيا 2018»، لا يعني إلقاء اللوم على الاتحاد الحالي بسبب الظروف التي رافقت عدم تحقيق هذا الحلم، بوجود عوامل مختلفة على مستوى المدرب واللاعبين، خصوصاً أن منتخبنا الوطني، خلال دورات العمل السابقة في اتحاد الكرة لم يتأهل إلى النسخ التالية في المونديال، بعد الإنجاز المشرف في 1990.
ونوه البدواوي إلى أن تأخير البت في القضايا من السلبيات الواضحة في اتحاد الكرة، على نحو ما حدث خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يؤدي إلى درجة كبيرة من الارتباك، ووجود حالة من «البلبلة»، وبدا هذا الأمر في قضايا عدة، أبرزها في الوقت الحالي شكوى العروبة ضد مصفوت، والتي تحدد مصير البطاقة الثانية المؤهلة من «الهواة» إلى «المحترفين»، إلى جانب شكوى نادي الإمارات في نتيجة مباراة شباب الأهلي والفجيرة والمعروفة إعلامياً بقضية «الغمزة».وأضاف: لم أشعر بالقلق على مصير حتا، إثر شكوى العروبة ضد مصفوت، وقناعتي كانت كبيرة بأن حتا في مكانه مع الكبار في «المحترفين»، والدليل على ذلك أننا مضينا في خطوات حقيقية لترجمة الخطة المقررة للموسم الجديد، وذلك بتحديد اسم المدرب الجديد، والبدء بالترتيبات الأخرى، بعد المباراة الأخيرة أمام الحمرية، وثقتنا كبيرة بنزاهة جميع اللجان في اتحاد الكرة أو غيرها من الدوائر الرياضية الأخرى، والمشكلة فقط في البطء الذي يحدث والتأخر في إصدار القرارات وحسم القضايا المعلقة.
وحول رؤيته لعدد فرق دوري الخليج العربي، قال البدواوي: أعتقد أن العدد الحالي، بوجود 14 نادياً هو المناسب بالنسبة لنا في حتا، وفي حال تراجع العدد إلى 12، فإن هذا الأمر من شأنه أن يمثل صعوبة كبيرة، على تطلعنا بالمنافسة على التأهل، ونتمنى الاستفادة من التجارب الماضية، وتقديم المستوى الفني الجيد الذي يمنحنا فرصة المنافسة على النتائج الجيدة، في ظل التوقعات الكبيرة بقوة الدوري في الموسم الحالي، مشيراً في جانب آخر إلى أنه يتمنى أن يحقق إشهار رابطة المحترفين المأمول، من الوسط الرياضي في الفترة المقبلة، في ظل وجود الأفكار الإيجابية التي تعزز التطور الرياضي، والحكم عليها في الوقت الحالي غير مناسب، قبل أن تبدأ مرحلة العطاء الفعلي.
واعترف رئيس مجلس إدارة حتا وشركة كرة القدم، بأن النادي لم يستفد من اللاعب المقيم، بعدما دخل القرار الخاص بهذا الموضوع حيز التنفيذ، وقال إن حتا يبحث عن النوعية الجيدة من العناصر التي يمكن أن تحقق الإضافة، خصوصاً أنهم لاحظوا أن اللاعبين الذين تألقوا في المرحلة الماضية مع أندية أخرى، في الأصل ضمن أكاديميات كرة القدم، ويتم إعدادهم والصرف عليهم، وليس من السهولة الحصول على خدماتهم، وقال «الحقيقة أننا أجرينا اختبارات كثيرة لعدد 20 لاعباً، ولم نحصل على النتيجة المطلوبة، ونأمل أن تكون الأمور أفضل في الفترة المقبلة، خصوصاً أن أسعار اللاعبين المواطنين وصلت إلى أرقام كبيرة في السابق والوقت الحالي.

التجاوزات واردة في «سقف الرواتب»
أكد علي البدواوي، أنه يتوقع وجود تجاوزات في مسألة «سقف الرواتب»، رغم الدور الإيجابي لهذا القرار، في الحد من ظاهرة الأرقام الكبيرة التي طفت على السطح في الفترة الماضية، لأن الأمر ببساطة على علاقة ببعض اللاعبين الذين لا يتوقع موافقتهم على مبدأ تحديد «سقف الرواتب»، منوهاً إلى أنه لا يستطيع أن يصف هذا الموضوع بأنه عبارة عن «وهم»، بسبب عدم الإعلان رسمياً عن تلاعب في عقود اللاعبين.

أبواب مفتوحة
أشاد البدواوي بالدور الإيجابي للمدرب وليد عبيد في إنجازي الصعود إلى «المحترفين» في موسمي 2016 و2019، وقال «إن عبيد لديه أفكار عالية واهتمام بالفريق الذي يتولى تدريبه، حتى لو كان في «الهواة» وهو يجتهد، ومنحناه الفرصة في المرة الأولى ولم يوفق وتراضينا على فسخ العقد، بينما قررنا في المرة الثانية أن يكون مساعداً للمدرب كونتيس، إلا أنه اعتذر، وأبواب حتا مفتوحة له ونعتز به كثيراً.

اسألوا جوكيكا
أشار البدواوي إلى أن هناك من يجهلون أسباب الاستغناء عن الأردني ياسين البخيت، بعد التعاقد معه موسم 2016، وقال إن أساس المشكلة على علاقة بعدم حصوله على إذن الدخول إلى ألمانيا في تلك الفترة، بعدما وصل الفريق مرحلة متقدمة من الإعداد، بينما كان اللاعب يتدرب مع الرديف في حتا، والحقيقة أن المدرب السابق جوكيكا، هو من طلب تغييره بحجة رغبته في التعاقد مع صانع لعب، وليس من طبيعتي أن أندم على قرارات تم اتخاذها، خصوصاً أن حتا وصل إلى المربع الذهبي لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وثبت أقدامه في «المحترفين»، والجيد أن تألقه في الدوري يؤكد قيمة قرارنا بالتعاقد معه، ونحن سعداء لمردوده الجيد في الفترة الماضية.

شركاء في الاستثمار
قال البدواوي إن النادي يبحث عن شركاء في مجال الاستثمار بسبب توافر الظروف المناسبة التي يمكن أن تعزز النجاح المطلوب في السنوات المقبلة، خصوصاً أن مدينة حتا التي تحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة، واعدة بالكثير من المعطيات التي تؤدي إلى الأهداف المنشودة، مشيراً إلى أن الاستثمار في وقته الحالي دون المستوى لأن الشركات لا تبادر بالدخول في شراكات استثمارية، والنادي يبحث عن مشروع سكني، إلى جانب بعض الأمور الاستثمارية الأخرى، ولدينا قطعة أرض في منطقة البرشاء، ووقعنا عقداً مع شركة، ولم تكن هناك جدية من جانبها، الأمر الذي يدعونا للتفكير في فض هذه الشراكة، ونتمنى من كل الشركات المساهمةَ مع النادي في المشاريع الاستثمارية التي تعود بالفائدة على جميع الأطراف.

إعادة النظر في الترشيحات
دعا علي البدواوي الأندية إلى إعادة النظر في ترشيح الأعضاء الجدد للدورة المقبلة، وذلك لاختيار الشخص المناسب الذي يكون بمقدوره تقديم الإضافة، بالنظر إلى الاختلاف الذي برز بين الأعضاء في الدورة الحالية، موضحاً أنه يتمنى أن تأتي الانتخابات المقبلة بأفضل الأعضاء الذين يكون بمقدورهم العمل على النهوض بالرياضة الإماراتية ووضعها في الإطار الصحيح.
وأشار إلى أن حتا يستعد لتقديم مرشح جديد للانتخابات المقبلة، بعد مرحلة من المشاورات في الفترة الماضية بالثقة الكبيرة، في أن أعضاء النادي لن يترددوا في دعم التوجه الخاص بترشيح هذا الشخص لمنصب نائب الرئيس أو عضوية مجلس إدارة الاتحاد، وقال إن السنوات الماضية كافية للحكم على عمل الأعضاء في اتحاد الكرة.