وليد فاروق (دبي)
وصف الإسباني ميشيل سالجادو، نجم فريق ريال مدريد السابق، والمدرب الحالي، اللاعب الموهوب حسين يوسف، الذي يطلق عليه «ميسي الإمارات»، لاعب الوصل، بأنه «جوهرة كروية»، وأنه يحتاج إلى الصقل والاهتمام والمتابعة والرعاية، كي يتبوأ مكانته في أفضل الدوريات الأوروبية خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أنه يضع على عاتقه شخصياً رعاية هذا النجم الواعد، حتى يضعه على الطريق الصحيح، ويؤهله ليكون أحد أبرز عناصر الدوري الإسباني في القريب العاجل، ويكون أيضاً أول لاعب إماراتي يشارك في بطولة دوري أبطال أوروبا «التشامبيونزليج».
ويعد حسين، أو «ميسي الإمارات»، أحد أبرز النجوم الواعدين في أكاديمية نادي الوصل، ورغم صغر سنه الذي لم يتجاوز حالياً 11 عاماً، إلا أنه يعد أحد أبرز لاعبي فرق المراحل السنية المختلفة منذ عدة سنوات، ويلعب مع فرق تفوقه سنياً، نظراً لمهاراته الفنية العالية، وإمكاناته المتميزة للغاية، والتي تشبه إلى حد كبير النجم الأرجنتيني ليو ميسي، وهو النجم الذي يعشقه حسين، ويسعد أن يطلق عليه زملاؤه «ميسي الإمارات».
ونظراً للقيمة الفنية التي يتمتع بها اللاعب، والتي لفتت إليه الأنظار بشدة في الإمارات، على مدار الأعوام الماضية، فقد حرص النجم الإسباني ميشيل سالجادو، على ضمه إلى أكاديمية كرة القدم الإسبانية في دبي، حيث يوليه رعاية واهتماماً خاصاً، إيماناً منه بقدرات اللاعب المتميزة، وبأنه ينتظره مستقبل واعد.
وأكد سالجادو، أن رعايته للنجم الواعد أمر يسعده كثيراً، باعتباره لاعباً يمثل موهبة كروية صاعدة ومبشرة بالخير، ويمثل فئة من اللاعبين الذين أصبحوا نادرين حالياً في كرة القدم، حيث يمتلك المهارات الفردية العالية، مثل المراوغة والمرور والتحرك والتسديد.
ويتدرب حسين يوسف مع فريقه تحت 12 سنة في الوصل، وفي الأكاديمية الإسبانية بدبي، بمعدل 6 أيام في الأسبوع، ويتطلع النجم الموهوب لأن يكون أحد نجوم منتخب الإمارات في المستقبل، وخاصة بعدما نال العديد من الجوائز في مسابقات الفئات السنية المختلفة، وبات اسمه معروفاً ومشهوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تضم صفحته حالياً على موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» أكثر من 108 آلاف متابع.
وأشار النجم الإسباني الكبير، إلى أن المرحلة الحالية من عمر حسين هي الأهم والأصعب في مسيرته الكروية، موضحاً أن هناك خطأ شائعاً في تدريب اللاعبين الصغار، وهو التركيز أحياناً على ضرورة انخراطهم في «النظام»، وإهمال التركيز على مواهبهم ومهاراتهم الفردية، وكيفية استثمارها وتسخيرها لمصلحة الفريق، مشيراً إلى أن دوره كمدرب هو تدريبه وتعليمه أساسيات كرة القدم الحديثة، وتنمية مهاراته الفردية، وصقلها لمصلحة الأداء الجماعي.
وشدد سالجادو، على أن مهمته تقتصر حالياً على تجهيزه ووضعه على أول الطريق، ولكن المستقبل بيد النجم الموهوب فقط، وهو من سيحدد أي مسار يسلكه، ويقع على عاتقه اختيار الطريق المناسب، موضحاً أن عليه تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الاهتمام والرعاية التي ينالها حالياً، سواء منه أو من جميع مدربيه الذين يتعاملون معه، مشبهاً الأمر بأنه مثل الطالب في المدرسة.. عليه الاستفادة من مدرسيه إلى أقصى حد، لأنهم يسعون إلى تطوير مهاراته التعليمية، ونفس الشيء في كرة القدم، لابد من الاستفادة من الأمور التي تضيف له أكثر مما يمتلك من مهارات.
الطريف أن نجم ريال مدريد السابق، اعترف بأنه حاول تغيير انتماء لاعبه الموهوب الصغير وحثه على تشجيع «الميرينجي»، بدلاً من برشلونة الذي يحبه ويعشقه حسين حالياً، وقال: «تمنيت أن يكون مشجعاً لريال مدريد، كي يسهل توجيهه نحو النادي الملكي مستقبلاً، صحيح أنني أحاول أن أضيف لمهاراته وقدراته الكروية، وربما أغيّر من بعضها، ولكن مسألة تغيير انتمائه الكروي صعبة جداً، وحتى لو ظل محافظاً على تشجيعه لبرشلونة، فالأهم أن يظل منتمياً إلى المدرسة الكروية الإسبانية، فهذا يكفيني ويرضيني».
عرض من تشيلسي
كشف والد النجم الواعد، والذي خصص حياته بالكامل لرعاية ابنه الموهوب، أن ابنه يشارك كل عام في بطولة دولية للموهوبين في مدينة مدريد، حيث يحرص ميشيل سالجادو على اصطحابه إلى البطولة، وهو ما جعل العديد من الأندية الأوروبية، تسعى جاهدة إلى ضم اللاعب، وفي كل عام يتلقى عرضاً احترافياً جديداً.
وأوضح، أن آخر عرض تلقاه حسين كان من نادي تشيلسي الإنجليزي، عبر الإنجليزي كارلتون كول، النجم السابق لناديي ويستهام وتشيلسي الإنجليزيين، الذي تحول إلى وكيل أعمال لاعبين حالياً، والذي قدم له عرضاً بالانضمام إلى نادي تشيلسي، وطالبه بالحضور إلى إنجلترا لمناقشة العرض الذي تضمن توفير سكن له ولأسرته، وإدخاله مدرسة مناسبة، مع راتب أسبوعي كبير.
وأوضح والده، أنه اعتذر عن عدم قبول هذا العرض، لأنه يرى أن ابنه لا يزال صغير جداً عن الإقدام على مثل هذه الخطوة، علاوةً على أن وجود أكاديمية مثل تلك التي يديرها سالجادو، يمكن أن يعوضه عن خطوة الانتقال إلى أوروبا حالياً.
وأشاد يوسف، بجهود نادي الوصل أيضاً في دعم ابنه، وتقديم كل الرعاية والاهتمام به وباللاعبين الصغار في مثل عمره، متمنياً أن تكون هناك فكرة لإنشاء منتخب وطني لمثل هذه الفئة السنية الصغيرة من الموهوبين، تتجمع ولو مرتين في العام، بما يسهم في صنع جيل متجانس ومتفاهم من صغره، قادر على تحقيق العديد من الإنجازات لكرة القدم الإماراتية.
حسين: لا أحب أن يمر يوم من دون كرة
كشف النجم الواعد الموهوب حسين يوسف، أن إعجابه لا يقتصر فقط على النجم الأرجنتيني ليو مسي، نجم برشلونة، ولكن هناك لاعبين آخرين يحبهم على الصعيد المحلي، مثل البرازيلي فابيو ليما محترف الوصل، وعمر عبدالرحمن «عموري» لاعب الجزيرة، وكذلك حبيب الفردان لاعب النصر.
وعبّر «ميسي الإمارات» عن حبه الشديد لكرة القدم بقوله: «لابد أن أتدرب بالكرة كل يوم، اليوم الذي لا أتدرب فيه لا أحبه، أحاول تقسيم وقتي بين الدراسة وكرة القدم، أنتهي من مدرستي في حدود الساعة الثالثة والنصف، وأنتهي من واجباتي في حدود الخامسة والنصف، وأكون مستعداً للتدريب كل يوم اعتباراً من الساعة السادسة».
وقال النجم الصغير: «أشعر بالاستفادة من وجودي في نادي الوصل، وكذلك الأكاديمية الإسبانية، فكل منهما يكمل الآخر، وحالياً أنا هداف فريقي تحت 11 سنة في الوصل، برصيد 10 أهداف».