شادي صلاح الدين (لندن)
ألقت وسائل الإعلام الغربية الضوء على الاستقالة التي تقدم بها رئيس الوزراء التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو، من حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، مشيرة إلى أن الاستقالة دليل بارز على مدى الانشقاقات التي يعاني منها حزب الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتأتي تلك الخطوة وسط شائعات عن أن منشقين عن حزب العدالة والتنمية يسعون لتشكيل حزب منافس في أعقاب هزيمة قاسية تعرض لها الحزب في الانتخابات المحلية في إسطنبول في يونيو.
وأشارت عدة تقارير في وسائل الإعلام التركية إلى أن داود أوغلو سيشكل حزبه رسمياً في نوفمبر.
فمن جانبها وصفت وكالة «بلومبرج» للأنباء استقالة داود أوغلو بأنها «فارقة» خاصة وأنه أكد أنه يعمل على إنشاء حركة سياسية جديدة تستند إلى القيم والمبادئ التي فقدها الحزب الحاكم.
وأشارت إلى أن أردوغان يخشى من الإعلام ويضيق الخناق عليه لدرجة أن استقالة داود أوغلو التي أعلنها في مؤتمر صحفي لم يتم بثها سوى على قناة تابعة لحزب الشعب الجمهوري المعارض، وعبر الحساب الرسمي لداوود أوغلو على تويتر. ولم تنقل أي قناة تلفزيونية أخرى المؤتمر الصحفي.
ونقلت الوكالة عن مصدرين مقربين، رفضا الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الموقف، إن داوود أوغلو قال إنه أجرى مشاورات مع حوالي 30 شخصاً خدموا في مناصب عليا في حزب العدالة والتنمية في الماضي قبل أن يقرر الاستقالة.
وفي تطور منفصل، نقلت الوكالة عن إبراهيم تورهان، نائب محافظ البنك المركزي السابق والرئيس السابق لبورصة إسطنبول، في تغريدة له على تويتر إنه استقال من حزب العدالة والتنمية. وقال تورهان إن إدارة العدالة والتنمية تعتبر الحزب «شركة عائلية».
من جهة أخرى، ذكرت شبكة «دويتش فيله» الألمانية أن الاستقالة تأتي وسط تزايد الانقسامات الداخلية في حزب العدالة والتنمية في الأشهر الأخيرة، مع عدم رضا عدد من الأعضاء عن حملة قمع خصوم أردوغان السياسيين منذ الانقلاب الفاشل في عام 2016. وأشارت إلى أن داوود أوغلو نفسه ينتقد مؤخراً المسار الذي سلكه الحزب، خاصة بعد أن قرر إلغاء نتائج انتخابات بلدية إسطنبول بعد أن فازت بها المعارضة. وجاءت هذه الخطوة بنتائج عكسية، حيث اكتسحت المعارضة الانتخابات بعد إعادة التصويت.
ومن جانبه، ذكر موقع «أحوال» المتخصص في الشؤون التركية أن السياسي التركي البارز اختار بدء مسار جديد على أساس مبادئه التي يؤمن بها، لافتاً إلى أن استقالته لم تكن الوحيدة حيث استقال خلال الأيام الماضية أيضاً ايهان سيفر أوستون، الرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان البرلمانية، وعبد الله باسجي نائب إسطنبول السابق، وسلجوق أوزداج، نائب الرئيس السابق من حزب العدالة والتنمية.
وجاءت استقالة داوود أوغلو ودائرته المقربة في خطوة مماثلة لاستقالة نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، الذي استقال من حزب العدالة والتنمية في يوليو لتشكيل حزب ليبرالي جديد.
وذكر الكاتب التركي ياسار ياكيس في مقال له نشره موقع «أحوال» التركي أن مغادرة أوغلو العدالة والتنمية ستعمل على تسريع وتيرة العمل لتأسيس حزب جديد، موضحاً أن مواقف داود أوغلو وباباجان ستجذب الأصوات من حزب العدالة والتنمية، خاصة أن باباجان يتمتع بمكانة عالية في مجتمع الأعمال في تركيا وكذلك في الخارج، مشدداً على أنهما سيؤثران سلباً على الآفاق السياسية لحزب العدالة والتنمية.
ونقل موقع «ميدل إيست أونلاين» في لندن عن بيرك إسين من جامعة بيلكنت في أنقرة إن الانقسامات داخل الحزب الحاكم أصبحت الآن مفتوحة وستواصل «إضعاف حزب العدالة والتنمية». وقال إيسن إن باباجان وداود أوغلو يتنافسان الآن على تأسيس أحزابهما وجذب ناخبي حزب العدالة والتنمية الساخطين.