ابتلاع ثلث الضفة الغربية المحتلة، وتهديد مصير 65 ألف فلسطيني، ونسف جميع القرارات العربية والدولية المرتبطة بعملية السلام، هي باختصار غيض من فيض أبعاد المؤامرة الإسرائيلية الجديدة التي أطلقها بنيامين نتنياهو لابتلاع منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت، استرضاء لأصوات اليمين المتطرف ليلة الانتخابات التشريعية.
الخطوة باختصار في حال فاز نتنياهو في مغامرة الاقتراع تعني ببساطة تدميراً مباشراً لحل الدولتين وأي إمكانية لأي تسوية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن الأخطر هو دفع المنطقة إلى الاشتعال والانفجار.
بالتأكيد، لن تجرؤ أي دولة على الاعتراف بالإجراء الإسرائيلي، لا لانتهاكه المواثيق والقرارات الدولية فحسب، ولكن لخطورته في التحول إلى أداة جديدة بأيدي المتطرفين في أنحاء العالم.
تعهد نتنياهو مرفوض الأمس واليوم وغداً. وموقف الإمارات في هذا الصدد حازم في استنكار الاستغلال الانتخابي البشع لجميع المساعي الحميدة الهادفة للتوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية، ومؤازر للتحرك الذي دعت المملكة العربية السعودية إلى حشده الأحد المقبل في اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي للخروج بصوت واحد يقول للمحتل الإسرائيلي «لا قطعياً» لأي إجراء يخالف القرارات الدولية وحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة.
القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى. كانت وستبقى، مهما حاول الاحتلال بناء باطل على باطل. والمطلوب وحدة الموقف في مواجهة أطماع نتنياهو وغيره من المتطرفين عبر رسالة تؤكد ألا سلام من دون عودة الأراضي المحتلة وتمتّع الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة غير منقوصة مهما طال الزمن.

"الاتحاد"