أحمد مراد (القاهرة)

حذر خبراء وقيادات عربية من خطورة التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي يؤدي إلى إثارة القلاقل ونشر الفوضى والاضطرابات في ليبيا وغيرها من الدول المجاورة لها.
وأكدوا لـ«الاتحاد» أن الرئيس التركي أردوغان يتعمد الإضرار بالأمن القومي العربي، ويصر على إطالة أمد الأزمة الليبية عبر إشعال الصراعات المسلحة، ودعمه للجماعات الإرهابية. وأشاروا إلى أنه يحق لمصر وغيرها من الدول المجاورة لليبيا اتخاذ جميع الإجراءات التي تحفظ أمنها القومي، وتمنع تسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيها تحت مظلة الحماية التركية. وأوضحوا أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا يمثل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، وأبرزها القرار 1970 لسنة 2011 الذي أنشأ لجنة عقوبات ليبيا، وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة اللجنة، الأمر الذي يضع أنقرة تحت طائلة القانون الدولي.

مخطط خبيث
وأوضح السفير عمر الحامدي، سفير ليبيا السابق لدي الجزائر، أن تصديق البرلمان التركي على نشر قوات في ليبيا يخدم مخططات خبيثة يتبناها الرئيس التركي أردوغان لفرض سيطرته وهيمنته على الساحة الليبية عبر دعم الجماعات المسلحة والميليشيات الإرهابية، ورفع قدراتها العسكرية أمام قوات الجيش الوطني الليبي.
وأكد الحامدي أن هناك أهدافاً مشبوهة أخرى وراء التدخل العسكري التركي في ليبيا، أبرزها بسط السيطرة التركية على حقول النفط، الأمر الذي يعول عليه أردوغان لتجاوز الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا.
وحذر الدبلوماسي الليبي، المقيم في القاهرة، من خطورة المغامرة التركية في ليبيا التي تؤدي إلى إثارة القلاقل ونشر الفوضى والاضطرابات في ليبيا وغيرها من دول الجوار العربي.
وأشار إلى أن أردوغان منذ سنوات عديدة ماضية يعمل على تزويد الجماعات الإرهابية في ليبيا بالأسلحة والمعدات العسكرية، ويجلب المرتزقة لقتال قوات الجيش الليبي الوطني، وهو الأمر الذي يجعل الحل السياسي للأزمة الليبية مستحيلاً على الأقل في ظل استمرار التدخلات التركية المشبوهة في الملف الليبي.

استراتيجية عربية
ومن جانبها، قالت فوزية يوسف، السياسية والقيادية الكردية، إن الموافقة على نشر قوات تركية في ليبيا، انتهاك سافر للسيادة الليبية، وتجاوز لكل الخطوط الحمراء.
وأكدت القيادية الكردية، عبر اتصال هاتفي مع «الاتحاد» من سوريا، أن أردوغان بهذه الخطوة الاستفزازية يتعمد الإضرار بالأمن القومي العربي، ويصر على إطالة أمد الأزمة الليبية عبر إشعال الصراعات والنزاعات المسلحة.
وأشارت يوسف إلى أن سياسات الرئيس التركي باتت تشكل خطراً كبيراً على أمن المنطقة العربية، موضحة أن سعي أردوغان إلى نشر قوات في ليبيا يؤكد أنه يستهين بمقدرات الشعوب العربية، ويصر على الإطاحة بآمال وأحلام هذه الشعوب، ويحرمها من أبسط حقوقها الإنسانية، وهو حق الحياة الآمنة والمستقرة.
ولفتت إلى أن تركيا تستخدم المرتزقة لزعزعة أمن الدول العربية، وهدفها فرض هيمنتها على هذه الدول، والسيطرة على منابع الطاقة، ومن ثم فإن هناك حاجة ملحة إلى استراتيجية عربية مشتركة للوقوف ضد الخطر والعدوان التركي.

حماية الإرهابيين
بدوره، أكد نواف خليل، المحلل السياسي الكردي، في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» من ألمانيا، أن موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا تأتي في إطار تنسيق وتعاون مشترك بين أردوغان والجماعات الإرهابية المنتشرة في ليبيا.