صنعاء (الاتحاد)
قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران، أمس، شركة مطاحن البحر الأحمر شرقي مدينة الحديدة الساحلية غربي اليمن ما أسفر عن احتراق إحدى صوامع الغلال وتلف كميات كبيرة من مادة القمح.
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن ميليشيا الحوثي قصفت صباح امس بقذائف مدفعية شركة مطاحن البحر الأحمر الأمر الذي تسبب باحتراق واحدة من صوامع الغلال وتلف كميات كبيرة من القمح، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء التابعة لقوات المقاومة المشتركة الموالية للحكومة اليمنية الشرعية تمكنت من إخماد الحريق ومنع توسعه باتجاه باقي المخازن.
وتحتوي صوامع مطاحن البحر الأحمر على كميات كبيرة من مادة القمح تغطي حاجة ثلاثة ملايين شخص لمدة شهر.
ووصف مصدر في القوات المشتركة قصف صوامع الغلال من قبل الميليشيات بالعمل الإجرامي، لافتاً إلى أن هذا الاعتداء «يأتي في سياق إفشال تفاهمات لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تقضي بتسهيل مهمة برنامج الأغذية العالمي والمنظمات المعنية لتوزيع هذه المواد على مستحقيها من أبناء الشعب اليمني».
وأدان وزير الإعلام اليمني، معمر الارياني، هذا التصعيد الخطير من قبل الحوثيين، والذي جاء بعد يوم واحد من مغادرة المبعوث الدولي ورئيس فريق الرقابة الأممية صنعاء.
وقال إن ذلك يؤكد انقلاب الحوثيين الكامل على اتفاق السويد ومخرجاته ومضيهم في تحدي الإرادة الدولية وجر الأوضاع نحو التصعيد دون اكتراث بالمعاناة الإنسانية.
وذكر وزير الإعلام اليمني أن استهداف الميليشيات الحوثية مطاحن البحر الأحمر يهدف لمنع زيارة كانت مقررة اليوم الجمعة لهيئة الأمم المتحدة للموقع، وعرقلة اتفاق تسهيل توزيع المواد الإغاثية لصنعاء والشريط الساحلي بعد تعنت وفدهم في اللجنة المشتركة ورفضه فتح طرق آمنة وإزالة الألغام لتسيير الإمدادات الغذائية والإغاثية.
وواصلت ميليشيا الحوثي، امس، خروقاتها النارية اليومية للهدنة في مدينة ومحافظة الحديدة. واستهدفت الميليشيات بأسلحة ثقيلة ومتوسطة مواقع لقوات المقاومة المشتركة بقيادة ألوية العمالقة في مدينة الحديدة ومديريتي التحيتا وحيس جنوب المحافظة.
ولقي مدني مصرعه، بانفجار لغم كانت ميليشيات الحوثي زرعته في قرية الطائف بمديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة.
وقال سكان إن المواطن عبده محمد إبراهيم جنيد قتل جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الميليشيات، بينما كان يقود دراجته النارية في طريقه لزيارة أحد أصدقائه في المنطقة.
وقتل أكثر من 47 مدنياً بينهم أطفال ونساء وجرح مئات آخرون في خروقات ميليشيات الحوثي لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة منذ بدء سريانه في 18 ديسمبر الماضي.
في غضون ذلك، قتل 18 على الأقل من ميليشيات الحوثي الانقلابية أمس بمواجهات عنيفة مع القوات اليمنية الحكومية في محافظتي صعدة وتعز.
وأفشلت قوات الجيش اليمني بإسناد جوي من التحالف العربي، هجوماً عنيفاً للمتمردين الحوثيين على مواقعها شمال غرب مركز مديرية باقم الشمالية بمحافظة صعدة.
وذكر العميد خالد معروف، قائد لواء العاصفة التابع للجيش اليمني ومرابط في باقم، إن قوات اللواء تمكنت من صد هجوم الميليشيات، الذي وصفه بالأعنف منذ شهور، بعد اشتباكات عنيفة استمرت 12 ساعة وتوقفت امس بتراجع الميليشيات الانقلابية، مؤكداً مصرع 13 من المتمردين الحوثيين وجرح آخرين خلال المواجهات.
إلى ذلك، نفت مصادر في الجيش اليمني، أمس، مزاعم ميليشيات الحوثي الانقلابية بتحقيق انتصار ميداني في جبهة حرض الحدودية مع السعودية شمال محافظة حجة .
وذكرت هذه المصادر أن قوات الجيش أحرزت، «تقدماً كبيراً» في المعارك ضد ميليشيات الحوثي بمنطقة المزرق في حرض والسلسلة الجبلية شرقي المدينة الحدودية، مؤكدة استمرار تقدم القوات باتجاه الطريق المؤدي إلى منطقة الملاحيظ التابعة لمحافظة صعدة وتسيطر قوات حكومية أخرى على معظم أجزاءها.
وعلى صعيد متصل، أفشلت القوات الحكومية، أمس، هجوماً عنيفاً لميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقعها في جبهة مقبنة غربي محافظة تعز بعد اشتباكات اندلعت ليل الأربعاء الخميس واستمرت ست ساعات.
وذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش صدت هجوم ميليشيات الحوثي على مواقعها في جبلي العويد وصبري ومنطقتي الضاحة وجواعة ووداي الجسر في مقبنة، مشيرة إلى مصرع وجرح العديد من عناصر الميليشيات خلال الاشتباكات.
وقال قائد جبهة مقبنة، العقيد حميد الخليدي، إن خمسة من ميليشيات الحوثي قتلوا وجرح 11 آخرين خلال المواجهات، مؤكداً أن قوات الجيش تمكنت من أسر قائد الهجوم القيادي الحوثي المدعو أبو العز، إضافة إلى قيادي آخر هو محمد عبدالله الذي عينه الحوثيون مديراً لأمن مديرية جبل حبشي.